- ننشر كواليس مفاوضات «سد النهضة» بالقاهرة - «ثغرة خارطة الطريق» تنهى حلم القاهرة ب«إيقاف السد» وحل المكاتب الاستشارية جبر خواطر - الرئيس السودانى: «المعزول» جعل «سد النهضة» قضية سياسية.. و«النهضة» مفيد للإثيوبيين - وزير المياه والطاقة الإثيوبي: اجتماع «مرسي» الشهير جعلنا «أقوى مما كنا».. و«السد.. مسألة حياة أو موت» «عادت مصر بخفي حنين».. هذه حصيلة اجتماعات اللجنة الوطنية الثلاثية ل«سد النهضة» بالقاهرة، التي انتهت بإعلان وزراء المياه والسدود بدول« مصر، السودان، وإثيوبيا » اختيار 7 مكاتب استشارية عالمية لاستكمال الدراسات الفنية والبيئية المطلوبة للسد الإثيوبي تتعلق بتحديد الارتفاع والسعة التخزينية وعدد سنوات الملء للسد بما لا يؤثر على حصة دولتي المصب « مصر، السودان » المائية البالغة 74 مليار متر مكعب سنويا بواقع 55.5 مليار للقاهرة و18.5 مليار متر مكعب للخرطوم. يومان بالتمام والكمال اجتمع فيهما 12 عضوا باللجنة بأحد فنادق القاهرة لاختيار مكتب واحد من 9 مكاتب تقدمت بها الثلاث دول – 3 مكاتب لكل دولة – إلا أن القرار النهائي للجنة أصاب المتابعين للشأن المائي بالصدمة، بعد إعلان اختيار 7 مكاتب استشارية، وهو ما يعني استبعاد مكتبين فقط من القائمة، وسط تساؤلات عن السبب وراء تأخر إعلان نتيجة اجتماعات اللجنة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الثالث، لاسيما أنه كان من المقرر أن يتم الإعلان عن النتائج خلال مؤتمر صحفي في الرابعة من عصر اليوم الثاني إلا أن اللجنة ظلت منعقدة حتى الساعات الأخيرة من مساء اليوم الثاني لتعلن عن قرارها بالإبقاء على 7 مكاتب استشارية. «إحراج القاهرة» ب»الثغرة» مصادر مطلعة بملف مياه النيل أكدت أن خارطة الطريق التي وقع عليها وزراء المياه بالدول الثلاث تتضمن بندا، ستتحايل عليه «أديس أبابا» وهو أن قرار المكتب الاستشاري الدولي واللجنة الوطنية الثلاثية يحترم وهو ما يعني من وجهة نظر القانون الدولي أنها ليست ملزمة لأي دولة بالتنفيذ.. ويحاول الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري إقناع القيادة السياسية في القاهرة بأن اللجنة رأيها ملزم لجميع الأطراف، ضاربا بعرض الحائط تصريحات الرئيس الإثيوبي الذي أكد أن عمل اللجنة استشاري وأنها غير ملزمة للحكومة الإثيوبية، وهو ما يعني أن ما يعلق عليه المصريون آمالا كبيرة ما هي إلا أضغاث أحلام، في الوقت الذي تواصل فيه أديس أبابا عملها في ظل هدوء القاهرة. اجتماع المعزول..«حائط الصد» الإثيوبي وأكد «اليماهو تيجنو» وزير المياه والطاقة الإثيوبي في تصريحات اختص بها «فيتو « أن الاجتماع الشهير للرئيس المعزول محمد مرسي والأحزاب المعارضة في القاهرة والذين طالبوا فيه بقصف سد النهضة الإثيوبي، جعل «أديس أبابا» أقوى مما كانت، مؤكدا أن الشعب الإثيوبي بات يعتير إنهاء بناء السد « مسألة حياة أو موت «. وأكد الوزير الإثيوبي أن بلاده لن تسمح للصحفيين المصريين أن تطأ أقدامهم بلاده، إلا إذا عرفوا سبب الزيارة الحقيقي، وما الداعي للزيارة، حيث قال نصا خلال حواره مع فيتو: «لن تزور إثيوبيا إلا إذا كان هناك سبب وجيه للزيارة». وكان الوزير الإثيوبي قد وافق بالفعل على زيارة وفد إعلامي سوداني لموقع سد النهضة الإثيوبي، في حين رفض زيارة الوفد الإعلامي المصري للسد، بحجة أنه لا توجد دواع للزيارة وأن الطريق غير ممهدة لموقع السد. السفير الإثيوبي يلازم وزير بلاده وحرص «محمود درير» سفير إثيوبيا بالقاهرة على ملازمة « اليماهو تيجنو» خلال جلسات اللجنة الوطنية الثلاثية التي انعقدت بفندق « فيرمونت هليوبلس»، حتى أنهما كانا يظهران سويا للاجتماع منفردين بعيدا عن أعين وسائل الإعلام المصرية، حتى أن الوزير الإثيوبي والسفير كانا يغادران أي مكان يجلسان فيه إذا شاهدا أي صحفي أو إعلامي مصري يجلس بالقرب منهما، لاسيما أنهما كانا حريصين على ألا يتم رصد اجتماعاتهما السرية عن طريق وسائل الإعلام المصرية التي دائما ما يصفونها بأنها من تشعل نار الأزمة وهي من تقف ضد بناء السد. وكان السفير الإثيوبي يقوم بأعمال الترجمة من وإلى اللغة الأمهرية الخاصة بإثيوبيا بنفسه طوال الاجتماعات واللقاءات. سفير إثيوبيا: بنتي بتمول « سد النهضة» ومن جهته نفى السفير الإثيوبي بالقاهرة محمود درير تلقى بلاده أي تمويل فيما يخص السد الإثيوبي متهكما، على ما تتداوله وسائل الإعلام المصرية عن التمويل السري للسد من دول « قطر، تركيا، سويسرا، وإسرائيل «، قائلا: « بنتي بتمول سد النهضة «. وأكد السفير الإثيوبي بالقاهرة أن سد النهضة ليس الوحيد الذي تنوي أديس أبابا ‘قامته، مؤكدا أن هناك 12 حوضا تشترك فيها إثيوبيا تنوي إقامة سدود لتوليد الكهرباء لتصديرها إلى كل دول العالم من أجل محاربة الفقر والمرض والجهل في بلاده. الموقف السوداني.. علامة استفهام على الجانب الآخر جاءت تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير التي أكد فيها أن سد النهضة الإثيوبي مفيد لجميع الأطراف وأن السودان كان يدعم بناء السد، لأنه مفيد لمصر، وأن سد النهضة الإثيوبي الكبير مفيد للسودان، متهما الرئيس المعزول محمد مرسي بأنه جعل سد النهضة قضية سياسية في حين أن المسألة فنية تماما، الرئيس السوداني أكد أن أديس أبابا لن توقف مشروعها الوطني مهما كانت الظروف. إلا أن السفير معتز موسى وزير الكهرباء والسدود السوداني أكد ل « فيتو» أن بلاده لن تقبل الإضرار بمصالحها وأنه لا بديل عن التعاون والتوافق بدلا من الصراع الذي لن يفيد أي دولة ولن ينصف أحدا على حساب الآخر. الوزير السوداني تطرق أيضا إلى معامل أمان السد العالي، ومقارنته بمعامل أمان سد النهضة، مؤكدا أن ما تردد عن أن معامل أمان السد المصري 8 «ريختر» في مقابل 1.5 ريختر للسد الإثيوبي معلومة غير صحيحة، مشيرا إلى أن الدراسات التي أجرتها السودان لا تؤكد صحة هذه المعلومة التي لا يرددها سوى المصريين فقط !! في إشارة صريحة لمساندة المشروع. إثيوبيا تحل أزمة الكهرباء لمصر وتطرق وزير المياه الإثيوبي «اليماهو تيجنو» خلال لقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي إلى قضية أزمة الكهرباء التي تعانيها مصر، وعرض عليه أن تساهم « أديس أبابا « في حل الأزمة في إطار الصفحة الجديدة القائمة على التعاون مع القاهرة، عن طريق توصيل خط كهرباء من أديس أبابا إلى القاهرة حال الانتهاء من بناء السد الإثيوبي. الوزير الإثيوبي أكد ل«فيتو» والكلام على لسانه أن الرئيس السيسي أبدى موافقة على العرض الإثيوبي لكن مؤسسة الرئاسة لم تتطرق في بيانها إلى هذا الطلب أو إلى موافقة الرئيس على عرض وزير المياه الإثيوبي. أساتذة الجامعات يزورون إثيوبيا لأول مرة ومن جانبه أكد الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري أنه خاطب الدكتور السيد عبد الخالق وزير التعليم العالي باختيار 4 أساتذة من الجامعات المصرية من تخصصات الجيولوجيا وميكانيكا السدود لزيارة جامعة أديس أبابا للتشاور مع نظرائهم الإثيوبيين فيما يخص سد النهضة، في إطار التعاون المشترك بين البلدين، وهو ما اعتبره خبراء المياه والمهتمين بالشأن المائي أن إثيوبيا تسعى إلى تسويف الأزمة مع القاهرة في اجتماعات وزيارات ولقاءات بينما العمل يسير على قدم وساق في السد، الذي وصل بناؤه 40 % طبق إعلان الرئيس الإثيوبي «ميوتشي» مؤخرا في أحاديثه الصحفية لوسائل الإعلام العالمية وتأكيدات وزراء المياه المصري والسوداني والإثيوبي. الحسنة الوحيدة ولعل الحسنة الوحيدة التي خرجت بها مصر من اجتماعات اللجنة هو اختيار مكتب المحاماة الإنجليزي «فوربكت» لتولي التعاقد مع المكتب الاستشاري العالمي الذي سيتم اختياره بالاجتماع المقبل للجنة الوطنية بالعاصمة السودانية «الخرطوم» الشهر المقبل. كوربت الإنجليزي للمحاماة والمكتب الإنجليزي تأسس عام 1993 في المملكة المتحدة من قبل إدوارد كوربيت وأدمجت في عام 2011 مع اندرو تودال وستيفن مانجان وانضم إليها شركة فيكتوريا تايسون في مايو 2011، ويتم دعمها من قبل مستشارين جنبًا إلى جنب مع محاميها الحاصلين على درجة الماجستير في قانون البناء وفض النزاعات وتعتبر الشركة هي الأكثر خبرة في قانون البناء بالمملكة المتحدة. وتخضع شركة كوربت لرقابة هيئة تنظيم المحامين وهى متخصصة في قطاع قانون البناء وواحدة من أكبر المكاتب القانونية الرئيسية التي تقوم بالتحكيم الدولى ولها مكاتب في جميع أنحاء العالم وتستعين بها معظم الدول لتقديم المشورة بشأن المشتريات وصياغة العقود لتفادى المنازعات وتسوية الخلافات. ولدى المكتب وشركاه الخبرة الكافية في جميع أشكال تسوية المنازعات بما في ذلك التقاضى والتحكيم ويتعامل مع مشاريع كبيرة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والنقل والبناء. وهم شركاء في فيديك أو الاتحاد الدولى للمهندسين ويعتبر عقد الفيديك الأكثر استخداما على نطاق واسع لأشكال البناء والآلات الكهربائية. وكانت الشركة مسئولة عن صياغة الكتاب الأرزق وفيديك الكتاب الأخضر وشروط فيديك للتشييد مع الكتاب الأحمر لعام 1999. التسويف الإثيوبي.. عرض مستمر الدكتور محمد نصر علام وزير الموارد المائية والري الأسبق أكد ل«فيتو» أن إثيوبيا لن تتوافق على المكتب الاستشاري العالمي قبل عام من الآن، مشيرا إلى أنهم سيعقدون اجتماعات في كل دولة لتصفية المكاتب من 7 إلى 5، ومن 5 مكاتب إلى 3، حتى يتم اختيار مكتب واحد، كل ذلك وأديس أبابا تواصل عملها بالسد. أما الدكتور ضياء القوصي خبير المياه العالمي ومستشار وزير الري الأسبق فأكد أن أديس أبابا لن تتنازل مطلقا عن حلمها في بناء سد النهضة بمواصفاته الحالية حتى وإن كان تقرير المكتب الاستشاري والخبير الدولي الذي سيتم التعاقد عليه في صالح القاهرة ويثبت أن هناك تأثيرات على القاهرةوالخرطوم. هوامش على دفتر المفاوضات وجوه عابثة رصدت « فيتو « استياء عاما من جانب أعضاء لجنة الخبراء الوطنية المصريين على هامش انعقاد اللجنة وهمهمة فيما بينهم بالتعنت الإثيوبي خلال المفاوضات، وهو ما يوضح أن أديس أبابا لا تريد التوصل إلى حلول، في الوقت الذي تعلن فيه أمام العالم كله أنها ذهبت إلى القاهرة والتقت الرئيس السيسي من أجل إيجاد حل يحافظ على مصلحة الدول كلها. ممنوع الاقتراب الجهة السيادية التي تنظم عمل اجتماعات اللجنة الوطنية الثلاثية بالقاهرة كانت حريصة كل الحرص على منع تسلل أي صحفي أو إعلامي مصري إلى داخل الاجتماعات المغلقة أو أثناء تناول الوفد السوداني والإثيوبي وجبتي الغداء والعشاء، لعدم توجيه أسئلة تسبب ضيقا للوفدين اللذين دائما ما يصفان الإعلام المصري بأنه من ينفخ في الرماد لإشعال الفتنة بين مصر ودول حوض النيل.