الدستور ملىء بالعيوب المشينة ويكرس للطائفية الرئيس عامل «كشك» لأهله وعشيرته غزلان لا يملك مفاتيح الجنة وعليه مراجعة إيمانه الرئيس مرسى متخبط فى سياساته ومسئول عن انقسام المجتمع، ومصر تحولت بسببه إلى حالة اللادولة، وتصرفات الرئاسة والإخوان وراء الانسداد المجتمعى الذى نعانى منه الآن، والدستور يكرس للطائفية وأرفضه، تلك بعض آراء الدكتور كمال الهلباوى- القيادى السابق فى جماعة الإخوان المسلمين-، التى كشف عنها فى حوار ل"فيتو"، هذا نصه. هل توافق على الدستور الحالى ومواده؟ - لا، لأنه لا يليق بثورة 25 يناير، فالدستور ملىء بالعيوب والنقاط المشينة، كالبدلة البيضاء المليئة بالحبر، فالدستور فى ديباجته فى الصفحة الأولى يقول: "هذا هو دستورنا وثيقة 25 يناير"، ومن المستحيل أن تضع التأسيسية وثيقة 25 يناير، فمن يوثق للثورة هم الثوار، لأنهم من أعد لها، وآباء وأمهات الشهداء وقوى المعارضة للنظام السابق، وهناك 30 مادة فى الدستور تحتاج لتعديل، فمثلا المادة الأولى من الدستور تقول: جمهورية مصر العربية دولة موحدة لا تقبل التجزئة ونظامها ديمقراطى، والمادة 6 تقول: يقوم النظام السياسى على الديمقراطية والشورى، فالدولة إما ديمقراطية أو شورية، فهذا نظام وذاك نظام آخر، ومادة الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة المصدر الرئيسى للتشريع. ما أهم المواد الخلافية الأخرى في الدستور؟ - المادة 219 التى تفسر المادة الثانية، وتقول: "مبادئ الشريعة تشمل أدلتها الفكرية وقواعدها الأصولية والكلية والفقهية"، فهذا مصدر خلاف بين أهل السنة والجماعة، ومن يقول إن المادة محكمة نزولا على القواعد الأصولية، عليه مراعاة عادات المجتمع عند الدسترة، فمسألة الموالد على سبيل المثال لا الحصر ليست متفقا عليها بين أهل السنة والجماعة، وهناك أيضا المادتان 141 و145 ففى المادة 141 "يتولى رئيس الجمهورية سلطاته بواسطة رئيس مجلس الوزراء ونوابه من الوزراء"، فهم كذلك سكرتارية، ثم أضافوا فى المادة "عدا ما يتصل منها بالدفاع والأمن القومى والسياسة الخارجية"، والمادة 145 تقول: إن الرئيس يمثل الدولة فى علاقاتها الخارجية، وبالتالى يلغى سلطات وزير الخارجية، وبهذا فمرسى يتولى كل السلطات رغم كونه رئيساً منتخباً، فهذا لا يصح أبدا. محمود غزلان- المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين- صرح بأن المدنيين وافقوا على الدستور ثم تراجعوا، فما تعقيبك؟ - حجة غزلان ليست كافية، فالمدنيون انسحبوا من التأسيسية بعد وصولهم لطريق مسدود مع الإخوان. كيف ترى إدارة الرئيس مرسى لشئون البلاد؟ - الرئيس متخبط فى قراراته، ولا يعرف كيفية إدارة شئون البلاد، وحول مصر إلى حالة اللادولة، فمرسى مرة يقر إعلانا دستوريا غاشما، ومرة أخرى يتراجع عنه، ويعد الشعب بتأجيل الاستفتاء، ثم يقره فى موعده، وكلها تصرفات متخبطة حولتنا لحالة من الفوضى والانسداد المجتمعى والانقسام المجتمعى، والرئاسة والإخوان المسلمون مسئولان عن هذا، فظهور الإخوان فى الصورة وتحدثهم باسم الرئيس وبدون صفة رسمية كرَّه الناس فيهم، فشحن الشارع جريمة منكرة ومرسى هو الرئيس، ولكنه لا يحكم، فالإخوان يقفون وراءه وأمامه، فهو بمثابة عامل يجلس فى كشك، والرئيس مرسى مسئول عن وعوده وتعهداته للناس التى نقضها فيما بعد. فى رأيك، من بدأ التحريض ونشر الفرقة فى المجتمع؟ - جماعة الإخوان المسلمين هم من بدأوا التحريض ونشروا الانقسام، والقوى المدنية ردت عليهم بعقد مليونيات فى التحرير والاتحادية وفى أماكن أخرى. من حرق مقار جماعة الإخوان المسلمين ومقار الأحزاب الأخرى؟ - لا أستطيع أن أحدد شخصاً أو قوى بعينها، لكن من لا يدين حرق مقار الصحف والأحزاب المعارضة ستتعرض مقاره للحرق، فهذه جريمة يجب تحديد مرتكبيها ومحاسبتهم، فحرق مقرً للحرية للعدالة جريمة، وحرق مقر الوفد جريمة، ولا أستطيع أن أحدد مرتكب هذه الجرائم لأدينه. عاد الحديث عن ميليشيات الجماعة بعد أحداث الاتحادية فهل تمتلك الجماعة ميليشيات مسلحة؟ - أنا كنت عضواً بمكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة ومسئول قارة آسيا بأجمعها، ولم أر ميليشيات للإخوان، لكن الآن لا أعرف إن كانوا يمتلكون ميليشيات أو لا، ومن يمتلك ميليشيات لمواجهة القوى الأخرى يحرق البلاد. مارأيك فى موقف الرئيس مرسى من حازم أبوإسماعيل، وحصاره لمدينة الإنتاج الإعلامى؟ - صمت وتقاعس عن أداء الواجب، فالرئيس تقاعس عن أداء واجبه فى إصدار أمر بالقبض على الشيخ حازم وأنصاره، وفض الحصار أمام مدينة الإنتاج الإعلامى، وما حدث أمام المدينة إرهاب، وأيضا تهديد أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين لقضاة المحكمة الدستورية العليا أمر خاطئ. هل تتربص المحكمة الدستورية بالمؤسسات الدستورية فى البلد؟ - لا، فالمحكمة لا تتربص بأحد، وما يحدث أمام الدستورية من منع القضاة الدخول لمقر عملهم إجرام وإرهاب ضد شريحة من المجتمع، لم يتم اتهامها بشيء أو يصدر ضدها حكم قضائى يدين أعضاءها، ويجب التوقف عن هذا العمل الإجرامى، فالإخوان ليسوا مخولين بمعاقبة قضاة المحكمة الدستورية، فهى محكمة كان لها وضعها أثناء وجود الرئيس السابق، ووجدنا قضاة شامخين دافعوا عن الحق، مثل المستشارة نهى الزينى، والمستشار محمود الخضيرى، وأيضا وجدنا منبطحين سكتوا عن تزوير الانتخابات، فهذه ظاهرة موجودة فى كل الأماكن ويجب معالجتها ولكن الإخوان المسلمين يستخدمون العنف وهذا تفكير خاطئ يحرق البلاد فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح. كثيرون يتخوفون من أن الدستور يكرس للطائفية، فما رأيك؟ - نعم يكرس للطائفية، والأمر يتوقف على تفسير المادة 219، وهذه النقطة دفعت إسلاميين لمعارضة الدستور، مثل الشيخ العدوى، ومن يصوت ب«نعم» على الدستور كعابد الوثن، فالمشكلة لم تعد بين الإسلاميين والمدنيين فقط، لكنها امتدت للإسلاميين الذين قالوا قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار، فهذه تصريحات لمحمود غزلان- المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين-، وهو لا يمتلك مفاتيح الجنة حتى يقول هذا الكلام، ولابد أن يراجع غزلان إيمانه وعقيدته، ففقدان الوسطية أساس البلاء فى المجتمع. هل انسلخ مرسى عن جماعة الإخوان المسلمين؟ - مرسى مازال داخل الجماعة وشرف كبير له أن ينتمى للجماعة، ولم ينفصل عنها وليس من الشرف ما يقوم به مرسى الآن، من عدم إرساء العدل بين الناس وخروجه للجلوس مع أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين المعتصمين أمام قصر الاتحادية ويقول "أهلى وعشيرتى" وكأن المدنيين وبقية الشعب (ولاد "..." فهذا لا يصح) ماذا عن العلاقات الإخوانية الأمريكية؟ - على خير ما يرام وعليهم قطع هذه العلاقات، وقد طلبني أحد العاملين بالسفارة للقاء السفيرة الأمريكية، فقلت له لا يشرفنى لقاء السفيرة، فكيف يجلس الإخوان المسلمون مع الأمريكان وهم يدعمون إسرائيل، ودمروا العراق وأفغانستان. كيف ترى الأوضاع فى سيناء؟ - الأوضاع فى سيناء مشينة منذ عهد السادات واتفاقية كامب ديفيد التى يتمسك بها ويصر عليها الإخوان المسلمون هى السبب، ولو مرسى يمتلك شجاعة خومينى كان ألغاها أو طالب بتعديلها، لكنه يفتقد لهذه الشجاعة، فمرسى والإخوان لهم حسابات أخرى مع الكيان الصهيونى المجرم، ومن العار على مرسى أن يسوى بين اليهود والفلسطينيين ويسمح لنفسه بالجلوس معهم، ويدنس البلاد بمجيئهم لمصر. ماذا عن المطالبات بإسقاط الرئيس مرسى؟ - من حق الناس المطالبة بإسقاط الرئيس، لكن من خلال إجراء استفتاء على هذا الأمر، ومن حقهم ترديد شعارات إسقاط حكم المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع.