الزمان: الأربعاء 5 ديسمبر 2012 الموقع: شارع 10 بهضبة المقطم، حيث يقع المقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين المشهد الرئيسى: بناية من خمسة طوابق، الداخلون إليها، والخارجون منها كلهم من شباب وشيوخ الجماعة، وبعض المواطنين المترددين علي المقر، بحثا عن عمل، أو دور، أو تقرباً لجماعة أصبحت في سدة الحكم.. علي الجانب الآخر : معلومات تتناثر هنا وهناك، حول اقتحام مقرات الجماعة، في عدة مواقع بمحافظات مصر . في هذا الشارع الذى أصبح بين يوم وليلة قبلة وسائل الإعلام، والزوار، كان الانتشار الأمنى هذه المرة مغايراً لما كان عليه فى السابق، تحذيرات من قيادات أمنية من المستوي الأقل تشير إلي أن غداً سيكون يوماً مشهوداً فى المنطقة المحيطة بمقر الجماعة، تحذيرات للسكان بإخلاء الشارع من السيارات، وتحذير خاص لمدير فرع أحد البنوك الشهيرة، بأن غداً ستنتقل جولة الصراع حامية الوطيس . مضت الليلة طويلة على سكان الشارع، الذى خلا تقريبا من السيارات، وسط نداءات هنا وهناك من قيادات الجماعة، بأن لديهم معلومات حول هجوم وشيك، إضافة إلي قطع الكهرباء عن جميع أعمدة الإنارة بالمنطقة المحيطة بالمقر!!. الخميس 6 ديسمبر: كل شيء يبدو عادياً.. إلا خلو الشارع من السيارات، وبعض مخاوف تسكن الجدران، وجاء المساء محملا بسيل من الاتهامات، التي كالها الرئيس مرسى للمعارضة، مؤكداً أن لديه معلومات واعترافات من متهمي الاتحادية، تشير إلى تورط قيادات من المعارضة فى تنظيم هجوم على قصر الاتحادية، وما أن انتهى مرسى من خطابه، حتى كانت الاستغاثات السابقة للهجوم، والتي تواترت عبر فضائيات مصرية وأخري عربية قد تحولت لحقيقة. غطت ستائر الليل سماء القاهرة، ومعها بدأ الهجوم المتوقع، سيارات ميكروباص بدون لوحات يترجل منها أعداد من البلطجية، هاجموا قوات الشرطة المرابضة بالموقع وبين كر وفر وأحجار تتساقط على رءوس الجنود، في المقابل انطلقت قنابل الدخان المسيل للدموعلتنطلق سحابة من الدخان الداكن غطت أرجاء المكان. علي إثر الكر والفر, فوجئت قوات الشرطة بهجوم من أعداد غفيرة من المواطنين، دخلت المقر، عبثت فيه، حطمت جزءا من واجهته، اخرجت بعض المحتويات، احرقت بهدوء غريب، غادرت الموقع بهدوء أكثر وسط ضجة إعلامية لم تتبين سر الهجوم أو ماهيته وأهدافه. فى اليوم التالي يعقد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين مؤتمرا صحفيا سمحوا فيه للصحفيين بالتجول داخل الطوابق الثلاثة الأولى دون السماح لهم بصعود الطابقين الرابع والخامس! تعاملت جميع وسائل الإعلام بتفسير وحيد, هجوم غاضب من المواطنين ضد خطبة محمد مرسى التي اتهم فيها معارضين بالتورط فى هجوم قصر الاتحادية ومر الحادث مرور الكرام دون تبين هدف الهجوم المنظم. أحد قادة الجماعة قال للمحيطين بمنطقة الأحداث: «ساعة وسينتهي كل شيء» دون أن يفسر مقولته التى نشرتها وسائل إعلام دون البحث في أهداف الهجوم وأسبابه الحقيقية. "فيتو" من جانبها جمعت خيوط ليلة الهجوم, فكانت نتيجة التواصل مع مصادر معلومات موثوق بها, عادت بها إلي بدايات ثورة الخامس والعشرين من يناير, عندما قررت الجماعة اتخاذ هذا المقر لنشاطها الرئيسي, وما تلى ذلك من تقدم صاحب العقار بعد بيعه للجماعة بشكوى لحي المقطم, ليثبت فيها أن الجماعة قررت بناء دور مخالف. كان صاحب العقار الأصلي يريد أن يخلي مسئوليته عن بناء دور مخالف فوق العقار, ولم يخف تساؤله فى ذلك الوقت من إصرار الجماعة علي بناء دور مخالف, في حين أنهم أصبحوا هم السلطة في البلاد, ولايستطيع حي او محافظة الامتناع عن الموافقة ببناء الدور. معلوماتنا أكدت أن قيادات أمنية إيرانية زارت مصر تحت مسميات مختلفة في تلك الفترة, والتقت قيادات بالجماعة أبدت رغبتها في امتلاك أجهزة تنصت لحماية النظام الجديد من فلول النظام السابق, خاصة أن الاجهزة الامنية المصرية كلها خارج سيطرة الجماعة, وتلاقت الرغبة الاخوانية مع الخبرات الايرانية, فكان الاتفاق علي بناء دور فوق مقر الجماعة بمواصفات خاصة, ليكون موقعا لأجهزة حديثة علي غرار ماتم زرعه لحزب الله في لبنان, وقد اثبت نجاحا باهرا. وبالفعل تم تركيب الأجهزة وهي ذاتها الأجهزة التي دفعت عددًا من القيادات الي التصريح امام وسائل الاعلام بان لديهم تسجيلات تثبت تورط عدد من قيادات العسكر في العمل ضد الجماعة, بل تمادت تلك القيادات بالقول الصريح إن هناك تسجيلات فيما عرف ساعتها بجهاز مخابرات الجماعة الذى تم بناؤه عقب سقوط نظام مبارك. وتحددت ساعة الصفر للهجوم علي المقر الرئيسى للجماعة بالمقطم, ولتنفيذ المخطط تم تسريب معلومات لقيادات من الجماعة مفادها أن هجوما مسلحا بأسلحة خاصة ستقوم به جماعات من البلطجية مدعومة من قيادات بالمعارضة يهدف لحرق المقر الرئيسى. علي الفور طلب خيرت الشاطر من وزير الداخلية حماية المقر, مؤكدا له ان الجماعة لديها معلومات من اجهزة سيادية حول هجوم وشيك علي مقر الجماعة وكان المقصود من تسريب المعلومات إشاعة الخوف في نفوس قيادات الجماعة لإخلاء الموقع تماما وهو ماحدث بالفعل. حذرت الاجهزة الامنية سكان العقارات المجاورة من هجوم وشيك قبل الواقعة بيوم كامل، وتم فصل الكهرباء عن أعمدة الإنارة بالشارع وتم الهجوم بشكل منظم يبدو فى تنفيذه حالة من حالات العشوائية، وكان بين المهاجمين متخصصون في الاتصالات دخلوا مع المهاجمين غير أنهم كانوا يعرفون وجهتهم بشكل دقيق، وصلوا الي الطابق المخالف, وهو الطابق الذى عرف بين اوساط الجماعة بأنه محظور علي الجميع الصعود إليه. تم الاستيلاء علي اجهزة التنصت والهاردات المستخدمة في تسجيل المكالمات وتخريب الشبكة تماما، بعدها مباشرة انتهي الهجوم.. المرشد من جانبه قال إن عملية الهجوم مقصود منها العبث والتخريب, وليس البحث عن اوراق ولم يخف المرشد اتهامه ومعه عدد من قيادات الجماعة لوزير الداخلية, ومسئوليته عن الهجوم الذى تم بليل, وانتهت عملية السحاب الداكن بتفكيك شبكة التنصت, ومنذ هذا اليوم لم نسمع من قيادات الجماعة شيئا عن تسجيلات او معلومات لديهم عن خصومهم. لم ينته الأمر عند هذا الحد خاصة أن الجماعة أدركت أنها أكلت الطعم وأن قيادات أمنية غررت بقادتهم, وكانت ضليعة في الهجوم على المقر, الامر الذي حدا بالجماعة الى محاولة التواصل مجددا مع قيادات مخابراتية ايرانية؛ للبحث عن وسائل لإخضاع الأجهزة المصرية للجماعة, مع محاولة تصعيد أحد القيادات الأمنية, ليكون بديلا جاهزا بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، وليشغل منصباً وزارياً مهماً تبدأ معه اخونة الأجهزة المستعصية.