عودة رئيس فنزويلا، هوجو شافيز، لدولته فتحت النقاش حول أين ومتى ينبغى أن يؤدى اليمين الدستورى للفترة "2013-2019"، الذى كان من المقرر أداؤه فى يناير الماضى، ونظرا لظروفه الصحية لم يؤد اليمين إلى الآن. وتعالت أصوات معارضيه بأنه لا يوجد رئيس فى العالم لم يؤد اليمين الدستورى، بينما مؤيدو شافيز يرون أن الرئيس يمكن أن يؤدى مهام منصبه من أى مكان وليس من الضرورى أداء اليمين الدستورى. يتمتع شافيز بشعبية كبيرة حيث يلقب بالقائد وجندى الشعب، والوريث الروحى لبطل الاستقلال سيمون بوليفار، ويحظى بتأييد شعبى واسع خاصة من الفقراء، فى بلد تضم أكثر من 80% فقراء من أصل 24 مليون نسمة. هوجو تشافيز، الرئيس ال61 لفنزويلا، ولد فى 28 يوليو 1954 فى بيت جدته روزا إنيز شافيز، فى قرية سابانيتا فى ولاية باريناس فى الجنوب الغربى لفنزويلا، نشأ فى أسرة متواضعة، وهو متزوج من ميرازابيل دو شافيز وله خمسة أولاد. بدأ شافيز مساره الثورى عام 1982 عندما أسس الحركة الثورية البوليفارية 200، وترأس عملية زامورا حركة الضباط الشباب للقوات المسلحة فى عام 1992 ليعلن تمرده على نظام كارلوس أندريس بيريز الرئيسى الفنزويلى فى ذلك الوقت، وكانت محاولة فاشلة وضع على إثرها فى السجن لمدة عامين. وفى عام 1994 أسس حركة الجمهورية الخامسة، وهى حركة يسارية أعلنت أنها الناطق السياسى باسم فقراء فنزويلا، وفى 6 ديسمبر 1998 انتخب رئيسا لجمهورية فنزويلا بنسبة تفوق 56 % من الأصوات التى تحصل عليها تحالفه اليسارى "القطب الديمقراطى" الذى تغلب على حزب الاجتماعيين الديمقراطيين بعد 40 سنة من الحكم، بسبب الوعود التى أطلقها لدعم فقراء البلاد الذين يشكلون الأكثرية من السكان. أطلق شافيز حملات عدة فى فنزويلا بهدف محاربة الأمراض والأمية وسوء التغذية والفقر وبعض من الأمراض الاجتماعية المنتشرة، التى كانت السبب فى إعادة انتخابه لفترة ثانية عام 2006. فاز شافيز بفترة رئاسية ثالثة عام 2006 لمدة ست سنوات أخرى، على الرغم من عدم رغبة الولاياتالمتحدة أن يفوز بفترة رئاسية ثالثة، حيث فاز ب 61.35% من أصوات الناخبين، وعلى إثر فوزه بالانتخابات نال ثقة البرلمان لتحويل الدولة إلى دولة اشتراكية، وأدى القسم على أن يحول فنزويلا إلى دولة اشتراكية وغير اسم الدولة من الجمهورية الفنزويلية إلى الجمهورية الفنزويلية الاشتراكية. وارتفع نجم شافيز وتم اختياره كأحد أكثر 100 شخصية مؤثرة فى مجلة التايم، بعد تحول فنزويلا إلى بلد اشتراكية والتخلص من الشيوعية غير الواقعية والرأسمالية الوحشية . ولم يكن بجديد أن يفوز شافيز بفترة رئاسية رابعة فى أكتوبر 2012، حيث كان الفارق 10% بينه وبين منافسه إنريكى كابريليس. لم يرتفع نجم شافيز فقط فى أوساط فقراء فنزويلا، ارتفع أيضًا على مستوى العالم حيث عرف بمواقفه الحاسمة تجاه القضية الفلسطينية، وعلى إثر العدوان الإسرائيلى على غزة عام 2009 طرد السفير الإسرائيلى من فنزويلا، وقال، إنه ليس له مكان على الأرض الفنزويلية، وقام بسحب السفير الفنزويلى من تل أبيب مؤكدا أنه لا فائدة من التعامل مع إسرائيل. ومن أشهر أقواله ضد إسرائيل: "إنه يجب سحب الرئيس الإسرائيلى إلى المحكمة الدولية الجنائية ومعه الرئيس الأمريكى، لو كان لهذا العالم ضمير حى، لن يقولوا أن الرئيس الإسرائيلى شخص نبيل يدافع عن شعبه، فأى عالم عبثى هذا الذى نعيش فيه".