لم يكن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، داخل "الطائرة الملكية السعودية" بمطار القاهرة، هي الأولى من نوعها، حيث تمت لقاءات عدة بين "أصحاب الجلالة" في أماكن غير القصور الرئاسية وقاعات المؤتمرات، بدءًا من البوارج الحربية، وانتهاءً بالخيام. بدءًا وبالحديث عن "الطائرة الملكية السعودية"، أفادت وثيقة تم تسريبها عبر موقع " ويكليكيس "، موافقة الملك عبدالله في أواخر عام 2006 على صفقة شراء طائرات "بوينغ"، بشرط تزويد "الطائرة الملكية" بكافة تقنيات وتكنولوجيا الطائرة الرئاسية الأمريكية. وقالت الوثيقة: إن "الملك السعودي اشترط أمام مسئول بوزارة التجارة الأمريكية، الحصول على كل التقنيات التي يملكها الرئيس الأمريكى في طائرته " إير فورس وان" المزودة بأحدث تقنيات الاتصال والدفاع". وبالرجوع للتاريخ، نجد أن البارجة الأمريكية "كوينسى"، احتضنت يوم 14 فبراير عام 1945، وتحديدًا بموقع تمركزها بالبحيرات المرة في قناة السويس، قمة ثلاثية، جمعت الرئيس الأمريكي الأسبق "روزفلت"، والملك السعودي "عبدالعزيز آل سعود" والملك فاروق خلال الحرب العالمية الثانية. لم يحضر هذه القمة "الثلاثية" سوي مستشار الملك حينها الشيخ يوسف شاهين، والكولونيل "ويليام آدي" مؤلف كتاب "عندما التقى روزفلت بابن سعود". وتم الترتيب السري، للقاء، بمغادرة "روزفلت" على متن المدمرة كوينسي إلى قناة السويس لترسو في البحيرات المرة، كما تم الترتيب سراً لأن يغادر الملك عبدالعزيز، من جدة إلى قناة السويس على متن السفينة الحربية الأمريكية "ميرفي". عقدت القمة الثلاثية وقتها، لمناقشة القضية الفلسطينية، وهجرة اليهود والاستيلاء على الأراضي العربية من العدو الصهيوني. وتعتبر "خيمة" الرئيس الليبى السابق، معمر القذافي، أشهر أماكن لقاء الرؤساء و"أصحاب الجلالة" خارج القصور الرئاسية، وقاعات المؤتمرات، واستضاف فيها العقيد "المقتول" مجموعة من الزعماء والقادة من مختلف أنحاء العالم. لم يقتصر الأمر مع القذافي على لقاء ضيوفه داخل الخيمة المنصوبة بالقرب من منزله بباب العزيزية، بل وصل به الأمر إلى اصطحاب "خيمة محمولة" خلال جولاته الخارجية أيضا. ووصلت تكلفة إقامة خيمة القذافي وفقا لصحف غربية نحو 300 ألف دولار لكل سفرية وجولة خارجية، وهي مليئة بالأثاث الخشبى الفاخر والسجاد الإيراني، والنجف باهظ الثمن. واشترط القذافي خلال زيارة له إلى فرنسا عام 2007 نصب الخيمة في حديقة قصر "ماريني" القريب من "قصر الإليزيه"، وهو ما قابله مسئولون فرنسيون بالرفض، إلا أن إصرار "القذافي" أجبرهم على نصبها بحديقة القصر لتكون "خيمة مؤتمرات" ليبية. وسار الرئيس الأمريكي باراك أوباما على نفس نهج، القذافي، فوفقا لصحيفة نيويورك تايمز يصطحب أوباما خلال جولاته الخارجية "خيمة خاصة" مجهزة تقنيًا ضد التصنت. وقالت الصحيفة إن مسئولي البيت الأبيض، يعدون في كل زيارة ل"أوباما" خيمة خاصة محصنة ضد التصنت والهاكرز واختراقات أجهزة الكمبيوتر. وسبقه في ذلك الرئيس "بيل كلينتون". وقالت مصادر بالاستخبارات الأمريكية أن أوباما ملزم بالدخول إلى الخيمة في كل مرة يجرى فيها مكالمة هاتفية سرية، خلال زياراته للدول الصديقة والحليفة. وأرجعت الصحيفة ذلك إلى الخوف من وجود أجهزة تصنت داخل فنادق هذه الدول.