قال المستشار ماهر سامى، المتحدث باسم المحكمة الدستورية، إننا لا نشعر بقيمة الوطن، إلا عندما نشعر بأنه يضيع مننا فتبدأ خطانا في التبعثر، ونبحث عن الوطن المفقود، ونكتشف أن الوطن تسرب من بين أيدينا، كما يتسرب الماء، وضاع منا، حتى أعلن البعض وفاته، لكن مصر أبدًا لا تموت. وأضاف " باسم هذا الشعب المصرى الذي لم يعرف البعض قدره وأسقطه من حسابه، وظنه عاجزًا ويائساُ بعد أن طال صمته، إلا أنه فوجئ بالمارد الذي ظهر متمرادًا متوهجًا بالإصرار والعزيمة ليستعيد الوطن كرامته. وتابع " باسم أرواح الشهداء التي تطل علينا الآن، بنظرات تسكنها الرضا عما قدمته لمصر، وهذه الذي امتزجت دمائها الذكية بالأرض الطاهرة، ومات أصحابها لتعيش مصر، ونشهد هذا اليوم معًا". وأكد سامى، خلال كلمته التي ألقاها أمام المحكمة الدستورية العليا، خلال مراسل أداء اليمين، أن الدستورية تشهد يومًا خالدًا في تاريخها تشهد فيه مراسم أداء اليمين الدستورية للسيد عبد الفتاح السيسي، رئيسًا للجمهورية بعد أن اجتمعت إرادة الشعب عليه. كما وصف ثورة 30 يونيو بأنها مضمون حى، تبعت ثورة 25 يناير التي استطاعت أن تدق حصون النظام الأسبق المتهالكة المتهاوية، ووقعت أثيرة في يد جماعة انقضت عليها وفتكت بها ومزقتها اشلاء كما مزقت جسد الوطن بالكامل. وتابع " لم تكن ثورة الثلاثين من يونيو مغامرة أوحت بها دفقة مشاعر أو انفعالات وطنية جارفة، ولم تكن انقلابًا عسكريًا كما روج البعض، ولكنها ثورة شعب داق بما حل به من خراب، وتعرض له من غدر وظلم وحكم جائر حتى لم يبق في قوص الصبر منزع. وأضاف " في لحظة الخطر الداهم ينذر بجماره بعد أن تطايرت إليه شرارات لهب الفتن، احتضن الجيش الشعب، مصغيًا لدقات قلوب المصريين، التي احترقت بزفرات الغضب والالم، وهتف القائد وجنوده، متوحدًا مع الشعب، وانصهر الإثنان معًا، وأزاحا أنظمة القهر والاستبداد، هذا هو 30 يونيو الذي جئنا نحتفل به اليوم. وتحدث سامى عن منصور قائلًا " يعود إلينا رئيس المحكمة الدستورية الذي وهبها سنوات عمره، وتحفظ له منصة المحكمة أسمى أيات الاحترام والتقدير لهذا الرجل المحترم، إن هذا القاضى الفاضل العادل، الذي افتقدته المحكمة ما يربو على العام، لقد أوحشتنا بحق، لم تضن المحكمة بمنصور على الوطن، الذي اختص منصور بمهمة تاريخة مقدسة، في وقت من أصعب فترات نضاله وكلفه به، وفى وقت كانت المحكمة إلى أشد الحاجة إلى وجوده وجهوده، إلا أن حاجة الوطن اليه كانت مصيرية". وتوجه سامى بحديثه إلى السيسي قائلًا " أيها الابن الثار، لقد إخترت أن تقف إلى جوار المصريين عندما وثقوا بك، رغم مخاطر ومهالك هذا الاختيار المصيرى لكنك صنعت وحفظ لك الشعب صنيعك، فالتف حولك وأعطاك الثقة، آملًا أن تمضى معه وقد توسموا فيك الأمل في غد مشرق تمضى معه فيما تصنع لمصر مستقبلًا أكثر حرية وأوفر كرامة، وأشد عدلًا وأمنًا".