دفعنا ولا لسة ؟ قررت أخيرا أن أركب الحنطور بالأقصر .. لأتابع عن كثب تفاصيل المشكله التى تؤرق الجميع.. سائحين ورجال أمن ومستثمرين.. فالسياحة فى أدنى معدلاتها.. وعربات الحناطير زادت عن الحد بكثير، والفضلات أصبحت واقعا بعد أن أضحت «حفاظة سنبل» الشهيرة حلما.. وسياسة الضغط العنيف الذى كانت تمارسه الشرطه قبل الثورة لضبط الأمور لم تعد الظروف تسمح به.. وأجبر الجميع على العودة للمربع صفر فى بناء أى دولة.. تريد أن تطاع فأمر بما يستطاع... أوجد حلا قبل أن تعطى أمرا ... لأنه قد أصبح واضحا لكل لبيب أن حل أزمة الوطن الاقتصاديه والأمنية.. يحتاج لتفكير سابق للزمان والمكان.. وإلا فإن الصدمة ستكون قاسية.. وقد لا يتحملها حينها ظهر الأخوات والإخوان. المهم انطلق السائق بالحصان وبى.. وبادرنى بعد ثوان قائلا: أنا بحبك والله.. بس ما تخفوا على المجلس العسكرى شوية يا بيه!! يعنى يرضيك وقف الحال ده.. ده حضرتك أول زبون يركب من 4 أيام.. ودول تلات عيال وأمهم.. أأكلهم طوب يعنى؟؟ طبعا لأ .. هكذا أجبت مباشرة .. مع أنى كنت أتمتم داخلى متسائلا منذ أن قرأت وجهه: متى يشتم الثورة؟؟ طبعا لأ .. كانت إجابتى الفورية على إنسان يتألم بجد.. ويبحث عن الرزق لاعنا كل من يعتقد بأنه يمنع رزق عياله. سألته برفق: نخف يعنى إيه؟ يعنى مش لازم تقفوله ع الواحدة.. ومين قالك إن إحنا وقفناله ع الواحدة .. هكذا أجبت .. فلم ييأس وقال: يا باشا إحنا خلاص دفعنا التمن معندناش نية ندفع تانى، صمتت وشردت فى حال بلد يظن بعض أهلها أن 81 يوما فقط كافية لمصر بكرة.. وأن النوم لمدة 03 سنة يكفيه الاستيقاظ لثلاثة أسابيع.. وأن انتزاع البلد من الحكم العسكرى بعد ستة عقود أمر محسوم طبقا للوعود القاطعة.. تساءلت – من ورا سائق الحنطور طبعا – عن شعب يعشق أن يخدعه البعض - وعلى استعداد لتمجيد الكاذب والمخادع .. ولا يقدر نعمتى البصر والبصيرة... ولا يريد أن يصدق أن أكثر المسئولين عنه الآن أدمنوا الفساد لأنهم صعدوا إلى مواقعهم به يوما وعاشوا معه على أنه قدر لا فكاك منه، فاستيقظوا ذاهلين على طهر ممكن وحقيقة واقعة لا لبس فيها.. بأن الفساد كان اختيارا وليس إجبارا.. وأن كل ما أقنع به من حوله من المقربين ليبلعوا فساده تكسر على حقيقة الثورة.. تفكرت فى أناس يتساءلون عن الحق فتجيبهم وهل أكثر من الموت حق؟ فيجيبك: ومين قال لهم يموتوا؟؟ ... وفجأه كمن أيقظنى بقوله : ألا حضرتك شايف إيه؟ دفعنا ولا لسة؟؟ لا يا نجاتى – نسيت أقولكم إن ده اسمه – يؤسفنى أقولك إن لسة هندفع.. بس السؤال اللى بجد ومش بهزار.. إحنا هندفع هندفع وموافقين لأ وعازمين على الدفع.. بس المهم هتدفعونا كام تانى؟؟