بعد نحو 6 أشهر على اندلاع الانتفاضة ضد نظام القذافى، وفى غمرة التقدم الذى يحرزه الثوار فى المدن الغربية التى تسقط فى أيديهم مدينة تلو الأخرى فى الغرب الليبى، يبدو أن اليأس بدأ يدب فى نفس القذافى الذى أدرك أن ساعته باتت وشيكة، مما دفعه لإخراج أقوى ما فى جعبته من أسلحة ترسانته العسكرية، فأطلق أول صواريخه من طراز «سكود». فى أعقاب فرض سيطرتهم على مدينة الزاوية الاستراتيجية، استولى ثوار ليبيا على مدينة جريان ودخلوا مدينتى صرمان وصبراتة الساحليتين، بينما لا يزالون يخوضون معارك شرسة فى صبراتة لتطهيرها من القناصة المتمركزين فوق بعض أبنيتها. ومن خلال السيطرة على الزاوية وصبراتة وجريان يسعى الثوار إلى تطويق العاصمة طرابلس وقطع طريق الإمدادات العسكرية المتجهة منها إلى كتائب القذافى، ليكملوا بذلك تطويق العاصمة بعد أجرأ تقدم لهم منذ بدء انتفاضتهم. وفى أعقاب تلك المكاسب التى يحققها الثوار على الأرض، وتزايد الضغوط على القذافى، لم يكتفِ العقيد بدور المتفرج، بينما ينفرط عقد المدن الليبية من بين أصابعه، حيث أطلقت قواته للمرة الأولى صاروخا من طراز «سكود» التى ترجع للحقبة السوفيتية (مداها 300 كم)، وفقا لما ذكره مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية، قال إنه أطلق على بعد نحو 80 كم شرقى سرت -مسقط رأس القذافى- وسقط فى الصحراء شرقى البريقة، ولم يسفر عن أى إصابات