تطويق طرابلس! إذا صحت التقارير التي تتحدث عن تطويق الثوار الليبيين للعاصمة طرابلس وقطعهم خطوط الأنابيب التي تنقل البنزين ووقود الديزل إلي العاصمة. وإغلاقهم كل الطرق أمام العقيد القذافي كي لا يصل إلي شيء يكون الصراع الدائر بين الثوار وقوات القذافي قد دخل مرحلة جديدة وخطيرة! صحيح أن التأكد من صحة هذه المعلومات أمر صعب إن لم يكن مستحيلا في ظل عدم سماح أي من طرفي النزاع لأحد من الصحفيين أو المراقبين بدخول مناطق القتال, ولكن الصحيح أيضا أن قوات المعارضة حققت في الأيام الأخيرة تقدما ملحوظا من خلال الإعلان عن استيلائهم علي مدينة غريان ودخولهم مدينتي صرمان وصبراتة الساحليتين بعد سيطرتهم علي مدينة الزاوية الاستراتيجية واعتراف موسي إبراهيم, المتحدث باسم الحكومة الليبية, بوجود مقاتلين للمعارضة في غريان من خلال تصريحات بثها التليفزيون الرسمي! لكن الأمر الأكثر إثارة والأشد خطورة هو إطلاق قوات القذافي صاروخا من نوع سكود لأول مرة منذ تفجر الثورة قبل ستة أشهر, وبرغم أن الصاروخ قد سقط في الصحراء دون أن يسفر عن أي إصابات فإننا لا ندري من أين أطلق؟ ولا إلي أي وجهة كان يتجه؟ وهل أطلق بطريق الخطأ أم الصواب وكان يستهدف موقعا محددا؟! وهل هذا الموقع داخل أم خارج حدود ليبيا, خاصة أن مداه قد يصل إلي أكثر من 500 كيلو مترا؟! علي أي حال فإنه لاشيء, يبدو مؤكدا حتي الآن.. سوي يقيننا أن الأوضاع في ليبيا تتجه نحو الأخطر والأصعب.. وقناعتنا بأن إطالة أمد الصراع ليس في مصلحة أحد, لا ليبيا ولا مصر ولا المنطقة ولا العالم ونحن لا نثق كثيرا في التقارير والتصريحات التي خرجت أمس من البيت الأبيض لتؤكد أن أيام القذافي في السلطة باتت معدودة, فواشنطن ودول غربية عديدة تردد هذه المقولة منذ أسابيع وشهور..كما أن قوات حلف الناتو لم تحقق حتي الآن الهدف الذي كانت ترجوه من غاراتها المتكررة علي مراكز العقيد.. ولابد من البحث من جديد عن سبيل سريع لإنهاء الأزمة وتقصير أمد الصراع في ليبيا قبل أن نفاجأ جميعا بمالا يحمد عقباه في ظل أوضاع ملتهبة وحرب مستعرة قد نكوي جميعا بنيرانها. [email protected] المزيد من أعمدة مسعود الحناوي