أكد مسئول عسكري أمريكي أمس إطلاق كتائب العقيد معمر القذافي لصاروخ قصير المدي من طراز سكود علي الثوار في مدينة البريقة. فيما ذكرت وكالة رويتر أن الثوار يستعدون لمحاصرة آخر معاقل القذافي في طرابلس مستبعدة سقوطها وقالت أن العاصمة الليبية أمر بعيد المنال, بينما تواصلت المعارك بين الجانبين في مدينة الزاوية. وقد ذكر المصدر الأمريكي أن الصاروخ أطلق من منطقة تسيطر عليها كتائب القذافي, تبعد50 ميلا شرقي مدينة سرت, واستقر في منطقة صحراوية شرقي البريقة. وقد ذكرت تقارير صحفية ليبية إن مقاتلي المعارضة باتوا يسيطرون علي مصفاة بالمدينة, غربي ليبيا في غضون ذلك; قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إن سيطرة الثوار الليبين علي بلدة الزاوية القريبة من العاصمة طرابلس, التي تتحكم في طريق إمدادتها, يعطي أول إشارة علي أن لعبة نظام القذافي بدأت تنتهي, لكنها في الوقت ذاته تقدم إعلانا واضحا علي خطورة الوضع في البلاد. وأوضحت الصحيفة أنه إذا كان من السابق إعلان نهاية لهذا النزاع غير المتوقع بين جيشين زئبقيين, فإن الوقت قد حان لجميع الأطراف كي تشرح بالتفصيل خططها لمرحلة ما بعد القذافي, وكيف سيتم حكم البلاد عندما يتم طرده. ونقلت عن شاشانك جوشي من المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة قوله أنا قلق علي مرحلة ما بعد انتهاء الحرب, ليس فقط بسبب أن المعارضة تتبني أفكارا قبلية ودينية وعلمانية, ولكن بسبب أن احتمال مجئ قوات دولية ضعيف جدا وقالت الصحيفة إنه رغم سيطرة الثوار علي بلدتي الزاوية التي تقع علي الطريق الساحلي إلي تونس وبلدة الغريان التي تبعد80 كلم جنوبي طرابلس, فمن غير الواضح أن الصراع في ليبيا يقترب من حسم نهايته, رعم كل المؤشرات التي تشير إلي تراجع قدرة القذافي علي القتال بسبب تضرر الموالين له من غارات الناتو والانشقاقات وتأثير الحصار الاقتصادي, كما أن الثوار أثبتوا أنهم يخسرون المناطق التي يسيطرون عليها بسرعة. ونصحت الصحيفة الثوار وحلفاءهم بحسن الإدارة لتشديد الضغط علي القدافي, لأنهم سيواجهون مجموعة جديدة من المشاكل والمسئوليات, وأهمها ضمان عدم تحول الصراع إلي حمام دم في طرابلس التي بها مليشيات مسلحة من قبل النظام, والقتال في الشوارع حيث لا تستطيع طائرات الناتو التدخل. وإذا سقط القذافي فناك مزيد من خطر الانتقام, كما سجل من قبل عاملون في مجال حقوق الإنسان والصحفيون الشهر الماضي في غرب ليبيا عندما استولي الثوار علي قاعدة كان يسيطر عليها النظام الليبي. وأضافت الصحيفة أن من شأن تقدم الثوار إلي طرابلس أن يجلب معه أيضا مجموعة من الحسابات السياسية والتعقيدات, أهمها أنه يبدو الآن أن الثوار في الغرب في وضع أكثر قدرة لتحقيق دفعة حاسمة في العاصمة, بدلا من نظائرهم في الشرق, موطن الهياكل الرئيسية للمعارضة بما في ذلك المجلس الوطني الانتقالي. وهناك سبب آخر وهو أن كلا من ثوار الشرق والغرب متنوعون في سياساتهم وقبائلهم واتجاهاتهم الدينية, فالاغتيال الغامض للقائد العسكري الجنرال عبدالفتاح يونس يبرز التوترات الداخلية المحتملة. احتمال النهاية الكارثية سيبقي, وعلي الثوار ومؤيديهم الغربيين إظهار المعاناة الطويلة للسكان, وأن انتصارهم يجب ألا يغرق البلاد في كابوس جديد. وأوضحت الصحيفة أن الثوار ومسئولين غربيين يقولون إنه من الظلم اتهاههم بعدم تقديم أي خطط لإدارة مرحلة مابعد القذافي بأمان واقتدار, فهم منتبهون لمخاطر حدوث فراغ أمني وهم يتخذون ترتيبات للطوارئ, لكن لايمكن نقاشها الآن بشكل علني. وادعي بعض مسئولي الثوار أنهم علي اتصال مع مسئولين من النظام منذ شهور, لحثهم علي تغيير مواقفهم في اللحظة المناسبة والحفاظ علي آلية تشغيل الحكومة. وقالت الصحيفة إنه لا يمكن اختبار صحة هذا الكلام الذي يستحيل اختباره إذا استطاع العقيد القذافي قلب الطاولة مرة اخري. كما أنه قد يترك السلطة سليما بشكل غير متوقع, او ينفرط عقد الموالين حوله اذا كانوا يعتقدون ان اللعبة انتهت. لكن احتمال النهاية الكارثية سيبقي, وعلي الثوار ومؤيديهم الغربيين إظهار المعاناة الطويلة للسكان وأن انتصارهم يجب ان لايغرق البلاد في كابوس جديد. من جهتها قالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية في إشارة الي المعلومات عن تقدم الثوار في مدينة الزاوية بشكل خاص نحن نرحب جدا بالتقدم الذي احرزه المتمردون. وأضافت المتحدثة الامريكية ان الثوار الليبيين وصفتهم بالمتمردين أعلنوا سيطرتهم علي القسم الأكبر من الزاوية, الا ان القوات الموالية للقذافي قصفت امس الاول وسط هذه المدينة التي تضم مرفأ استراتيجيا. وقالت المتحدثة ايضا مانشاهده هو جهود من قبل المتمردين لقطع الطرق المؤدية الي طرابلس وزيادة الضغط علي القذافي. وذكرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية ان ثوار ليبيا هددوا امس بعزل طرابلس معقل الرئيس القذافي من خلال غلق طرق الامداد الرئيسية وقطع خطوط انابيب النفط. واضافت الصحيفة ان قرار الثوار يأتي في اعقاب تقدمهم بشكل كبير علي قوات القذافي مما وضعهم في موقف قوي منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ ستة اشهر. ونقلت الصحيفة عن جوما دارديرا زعيم الثوار الليبيين قوله: نغلق جميع الطرق امام القذافي حتي لايصل اي شيء الي طرابلس. وقال نوري البويسي مهندس بترول ان الثوار قطعوا خطوط الانابيب التي تنقل البنزين ووقود الديزل الي طرابلس. واشارت الصحيفة الي ان سيطرة الثوار علي مدينة الزاوية الاستراتيجية يوم السبت الماضي جعلتهم علي مقربة30 ميلا فقط من طرابلس معقل الرئيس الليبي.