مطالبا بضوابط محددة وواضحة لاستضافة محاضرى الندوات من خارج الجامعة، انتقد الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة استضافة كلية التجارة للداعية السلفى حازم شومان بدعوة من أسرة النور الطلابية، مؤكدا أن ما طال الجامعة من حديث الضيف فى قوله «إن الذين فكروا فى تأسيس جامعة القاهرة منذ أكثر من مئة عام كان هدفهم الأساسى هو هدم الشريعة الإسلامية» قول مغلوط تماما، ولا يمت إلى الحقيقة ولا يستند إلى واقع ملموس، أو إلى حتى فهم لمجريات التاريخ. رئيس جامعة القاهرة أوضح فى تصريحات له أمس أن فكرة إنشاء جامعة للمصريين منذ أكثر من مئة عام ولدت بين أحضان وعقول وأقلام المصريين من مختلف الاتجاهات والطبقات، وكانت نتاج احتياج المجتمع ورغبات كل فئاته من مسلمين وأقباط، لافتا إلى أن مشروع إنشاء الجامعة، فى ذلك الوقت،استند إلى تأييد شعبى واكتتاب جماعى بالمال من جميع أبناء الأمة دون تفرقة بين جنس ودين ودون أن يستسلم أبناء الأمة الواحدة لفكر المحتل البريطانى للحد من تعليم المصريين، حتى قامت الجامعة تحتضن الجميع من أبنائها دون تفرقة بينهم بعد أن رفعت من اليوم الأول شعار العلم والثقافة لجميع المصريين. رذاذ محاضرة شومان التى ألقاها فى أكبر مدرجات الجامعة عصر الإثنين تطاير إلى جميع كليات الحرم الجامعى حيث رفض أساتذة الجامعة حديث الشيخ السلفى، مطالبين إدارات الكليات باشتراط مشاركة أعضاء تدريس من الكلية فى مثل تلك اللقاءات التى يتم فيها استضافة ضيوف من خارج الجامعة، لمنع أى تجاوز يخرج بدائرة الحوار نحو النعرة الطائفية أو إثارة الجدل الدينى والرد على أى محاولات لتزييف وقائع التاريخ أو بث أفكار هدامة بين الطلاب دون أن يكون ذلك مقيدا للحريات الطلابية. وتأييدا لذلك دعت جامعة القاهرة ضيوف الجامعة من مختلف التيارات الفكرية من المشاركين فى ندوات أو محاضرات داخل الجامعة وفى مدرجاتها، إلى ضرورة الالتزام بالدقة والموضوعية فى ما يتناولونه من موضوعات وعدم إثارة البلبلة فى ما يطرحونه من أفكار. وفى حال رغبتهم فى طرح قضية ما فإن الجامعة لا تمانع فى ذلك وتدعو المتخصصين لإبداء وجهة نظرهم فى ما يطرح بشأنها. وأكد رئيس جامعة القاهرة مجددا، ومن خلال البيان، حرية التعبير للطلاب فى عرض كل القضايا والسماح لكل التيارات الفكرية داخل الجامعة بعقد الندوات وإلقاء المحاضرات، دون التجاوز فى حق الآخرين أو توظيف الندوات والمحاضرات فى الجامعة لأغراض حزبية أو عقائدية تثير البلبلة والاستياء فى المجتمع الجامعى.