الانتخابات اليوم، الجميع مستعد، ما حدث فى القاهرة من أزمات عقب مجزرة ميدان التحرير، لم يؤثر فى الجولات والفاعليات الانتخابية، فالعائلات والقبائل، والأحزاب والإخوان والكنيسة، وأيضا الفلول مستعدون وينتظرون لحظة وضع الصوت فى الصندوق. محافظات أسيوط، والأقصر، والبحر الأحمر، والقاهرة، وبورسعيد، ودمياط، والفيوم، وكفر الشيخ، والإسكندرية، فى موعد مع انتخابات المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، اليوم الإثنين. المشهد صعب للغاية، فكل فصيل ألقى بجميع أوراقه، وفى انتظار جمع الحصيد. فى الصعيد العصبيات لا تزال حاضرة ومسيطرة على المشهد الانتخابى، ويراهن مرشحو أحزاب الفلول على القفز على مقاعد البرلمان عبر عائلاتهم وقبائلهم. جماعة الإخوان عبر حزبها الحرية والعدالة فى الصورة الانتخابية، ومعها الكنيسة، الجماعة قررت المنافسة بقوة أملا فى أصوات الصعايدة وشهامتهم، ويحاول معهم أحزاب الوسط، والعدل، والوفد، الوصول إلى صوت الصعايدة. الكنيسة لا تزال ترى أن مواجهة الإسلاميين ضرورة لوقف ذلك المد الانتخابى، الذى وصل إلى مناطق ذات أغلبية مسيحية، إذ قررت بالإيعاز إلى أبنائها التصويت إلى مرشحى أحزاب الكتلة المصرية، والمشاركة بكثافة. فى بورسعيد تواجه الجماعة الناشط جورج إسحاق، بينما تنحصر المواجهة بين الجماعة والفلول فى الإسكندرية، وبينها وبين حزب الوسط فى دمياط، بينما فى الفيوم تشهد المنافسة سخونة على مقاعد البرلمان بين شباب الثورة وعائلة وزير الزراعة الأسبق يوسف والى، وفى جنوبالقاهرة بين الجماعات السلفية وشباب الثورة، وفى الشمال بين الأقباط والإسلاميين. دمياط:«إخوان» المحافظة فى مواجهة «وسطها» منها وإليها يعود. دمياط، مسقط رأس نائب رئيس حزب الوسط المحامى عصام سلطان، والدائرة الانتخابية التى قرر أن يخوض فيها منافسته الشرسة فى مواجهة مرشحى جماعة الإخوان المسلمين، جماعته القديمة، التى انشق عنها. يرى بعض أبناء الدائرة، أن سلطان جر حزبه الوليد إلى معركة غير متكافئة مع الإخوان فى دائرتهم «المضمونة» تاريخيا. اتهامات متكررة، ومتوقعة من الطرفين، مرشحى الإخوان وسلطان. هو يتهمهم بنزع لافتاته بعد تنامى شعبيته، بينما يرد الإخوان بالنفى والصمت. وتبدأ «الإخوان» اليوم تنفيذ خطتها التصويتية المعروفة باسم «فجر»، وتعتمد على البكور التصويتى والتزاحم أمام اللجان عقب صلاة الفجر ومنذ موعد فتح اللجان إلى نهايتها، وهو المنهج الذى قررت الدعوة السلفية اتباعه أيضا فى أول انتخابات يشاركون فيها بشكل منظم. كما دعا د. محمد سليم العوا فى مؤتمر عقده قبل يومين فى دمياط، أعضاء «الوسط» إلى اتباع نفس الخطة. الأقصر: العائلات الكبرى تزيد من فرص الفلول بلد الفراعنة والنيل تدخل، اليوم، فى انتخابات مجلس الشعب بقوة، خصوصا بعدما توافق معظم القوى السياسية فى محافظة الأقصر ومعظم المرشحين بدائرة الأقصر على مقاعد القوائم والفردى فى التخلص من النواب السابقين والقضاء على فلول النظام السابق، وإن اختلفوا فى برامجهم ودعايتهم الانتخابية. وعلى الرغم من الحملة الشديدة، التى تبناها شباب الثورة واللجان الشعبية بمحافظة الأقصر، على قوائم الفلول، فإنهم ما زالوا ينادون بالعصبية والقبلية، لذا فالقارئ الجيد للمؤشرات الأولية للانتخابات يتوقع انتهاء قوائم فلول الوطنى من الوهلة الأولى فى ماراثون الانتخابات المقبلة. وفى مدينة أسنا الساخنة صاحبة أغلب العائلات الكبرى وأكثر كتلة تصويتية، التى أفرزت الفلول على قوائم «الحرية» و«الوفد»، يقف الناخب حائرا وخائفا من فوز الفلول، لكبر عدد عائلاتهم، وكأن الثورة لم تحدث أى تغيير، لكن أيضا خرج من أسنا المرشح يحى أبو الحسن على قائمة الوسط، الذى تؤيده أغلب عائلات السلمانية والمساعيد فى أسنا، ومن المتوقع أن تحصل قائمة «الحرية والعدالة» على نصيب لا بأس به من قبيلة المطاعنة، لذا تنحصر المنافسة فى محافظة الأقصر بين قائمة «الوسط والحرية». وفى الأقصر، التى تعد أقل الدوائر سخونة، فإن كل المرشحين يلعبون على وتر العاملين فى السياحة فى محاولة لكسب أصواتهم. الإسكندرية: إسلامية برائحة الفلول معركة شرسة على قوائم الدائرة الثانية.. وصراع خاص بين المستشار الخضيرى وطلعت مصطفى فى الرمل حدة المنافسة بين الناخبين الراغبين فى الترشح على مقاعد البرلمان عن دوائر محافظة الإسكندرية تصاعدت فى الأيام الأخيرة رغم ضبابية المشهد، ويشهد عديد من الدوائر سخونة أكبر من نظيرتها بسبب ثقل حجم مرشحيها، والصراع المحموم لنيل مقاعد البرلمان. الإسكندرية انقسمت إلى 4 دوائر على النظام الفردى، وهى «المنتزه، وسيدى جابر، ورمل، ومحرم بك»، بينما تم تقسيمها إلى دائرتين على مستوى القوائم، ما بين شرق وغرب الإسكندرية، الأولى تضم «المنتزه، وسيدى جابر، والرمل»، بينما تضم الدائرة الثانية، «باب شرق، ومحرم بك، وكرموز، ومينا البصل، والدخيلة، والعطارين، وبرج العرب»، وهى الدائرة الأكثر سخونة. على المستوى الفردى، لا صوت يعلو فى الإسكندرية فوق سخونة دائرة الرمل، التى تضم نحو 409 آلاف ناخب لهم حق التصويت، التى تضم أحد أبرز الوجوه المستشار محمود الخضيرى، نائب رئيس محكمة النقض السابق، والمرشح «فئات» مستقل، فى مواجهة عنيفة ضد أحد أبرز «فلول» النظام السابق طارق طلعت مصطفى، الذى يطلق عليه الثوار «فلول». الخضيرى يعتمد على شهرته الإعلامية وتأييد جماعة الإخوان المسلمين، فضلا عن ثقة شباب الثورة فى قدرة الخضيرى على إحداث التغيير المطلوب من خلال تواصله وأفكاره ودعمه مبادئ الثورة، بينما يعتمد طارق طلعت مصطفى، شقيق هشام طلعت مصطفى المحبوس على ذمة قضية قتل الفنانة سوزان تميم، على دعم التكتلات والعائلات التى تعمل لدى مؤسساتهم والمواطنين محدودى الدخل، الذين يحصلون على مساعدات شهرية من عائلة طلعت مصطفى. الحرب الدعائية اعتبرها أنصار الخضيرى، بمثابة حرب النظام السابق ضد حملات التطهير، وأن جزءا مما يحدث الآن فى مصر سعى إليه أنصار الحزب الوطنى السابق، والمثير للدهشة أن طارق طلعت لم يظهر فى أى مؤتمر انتخابى أو قام بعمل جولات انتخابية معتمدا على التواصل المباشر من خلال فريق عمل تابع له. وتنافسهما على المقعد ذاته زينب عشيرة من المنتمين إلى النظام السابق، وتردد أنها رشحت نفسها لتفتيت الأصوات. وعلى صعيد القوائم، تدور المنافسة فى الدائرة الأولى بين مصطفى محمد مصطفى متحالفا مع المحامى حسنى دويدار من ناحية والمهندس عبد المنعم الشحات المرشح عن حزب النور، ويلقى دعم السلفيين، إلا أن مصطفى محمد يعتمد على رصيده السابق من خلال دخوله البرلمان خلال الدورتين 2000، 2005، وانتشاره بين أهل الدائرة. بينما تعد الدائرة الثانية هى الأكثر سخونة على الإطلاق، التى تضم دوائر من باب شرق، ومينا البصل، وكرموز، والدخيلة، وبرج العرب، ومحرم بك، بإجمالى أكثر من مليونى ناخب لهم حق التصويت. الصراع فى هذه الدائرة رباعى التوجه، حيث يضم قوى مختلفة قوامها الرئيسى المنتمون إلى حزب الحرية والعدالة، الذى يدفع بقوته الضاربة، ويأتى على رأسها كل من حسين إبراهيم عضو المجلس السابق عن برلمان 2005، وحمد جاد الرب، والدكتور حسن البرنس، أستاذ بكلية الطب، وكارم عبدالحميد صادق، وتخوض منافسة شرسة مع قائمة «الثورة مستمرة»، وهى قائمة الأحزاب اليسارية، يأتى على رأسها أبو العز الحريرى، القيادى اليسارى، وعضو مجلس الشعب السابق فى الثمانينيات، وهو الأكثر خبرة، ومعه عبد الرحمن الجوهرى، المحامى البارز، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير بالإسكندرية، وهو يحظى بتأييد شباب الثورة لدورهم خلال الثورة، وتأييدهم إسقاط النظام السابق. قائمة حزب النور تعتمد على تكتلات أبنائها من السلفيين، حيث تظل الإسكندرية معقلا للتكتلات السلفية، رغم رصيدهم السياسى غير المعروف لدى المواطنين، بينما يراهن حزب الإصلاح والتنمية على التكتلات الشبابية وحملات التوعية، لاسيما أنه يضم على قاسم، عم الشاب الراحل خالد سعيد. وتتعرض هذه القوائم إلى صراع خفى من جانب حزب الوسط، الذى يراهن على الوسطية، فلديه قائمة تضم مزيجا من الإسلاميين المعتدلين، الذين يحظون بتأييد كبير من جانب الراغبين فى الابتعاد عن ترشيح الفلول، أو حتى المنتمين إلى الإخوان المسلمين أو السلفيين. جميع الأحزاب المتنافسة تتوحد فى حملاتها على ضرورة منع ترشح الفلول من المنتمين إلى النظام السابق، وتم توزيع قوائم سوداء فى الإسكندرية لمنع ترشحهم، فى ما يعتمد السلفيون على تطبيق الشريعة الإسلامية بقدرة وحكمة، وتحاول سحب شهرة الإخوان المسلمين. لكن القوتين الإسلاميتين فى المدينة أبرمتا اتفاقية على ضرورة احترام الطرف الآخر، ووقعتا معاهدة لعدم تشويه صورة الآخر، وأن لا تتعرض إحداهما إلى الطرف الآخر، فى ما أكدت مصادر أن مرشحى الفلول ما زالوا يعتمدون على مبدأ «اطعم الفم تستحى العين». كفر الشيخ: أنا وابن عمى «مش» على الغريب المنافسة بين أبناء القرية الواحدة تهدد بتفتت الكتلة التصويتية «أنا وابن عمى على الغريب» مبدأ شعبى، تخلت عنه دوائر وقرى محافظة كفر الشيخ، بعكس ما اعتاده أبناء تلك القرى على مدار السنوات الماضية، إذ كان أبناء القرية الواحدة يتفقون فى ما بينهم على مرشح واحد يتوافقون حوله، ويدعمونه بكتلتهم التصويتية غير المفتتة. لكن من اللافت خلال الدورة الحالية، دخول أكثر من مرشح إلى حلبة المنافسة، ينتمون إلى القرية نفسها، دون وضع أى اعتبار لتفتيت الكتلة التصويتية، بشكل جعل بعض الناخبين هناك يشكون فى أن يكون ذلك من بين «الألاعيب» الانتخابية، التى يلجأ إليها بعض رجال الأعمال من محترفى الانتخابات، بدفع عدد من أبناء قرية المرشح المنافس لترشيح أنفسهم، بغرض تفتيت أصوات أهالى قريته. فى مركز بيلا، وعلى وجه التحديد فى قرية كفر الجرايدة، يتنافس كل من العقيد فؤاد عبد الدايم، وعبد الفتاح عبد الحميد على مقعد العمال، بينما فى قرية إبشان يتنافس ماجد طلعت شادى الموظف فى وزارة التربية والتعليم على مقعد الفئات، وأنيس العمدة على مقعد العمال فى الدائرة نفسها. مركز سيدى سالم، يشهد منافسة قوية بين أبناء قرية الخوالد، المرشح على محمد موسى على مقعد الفئات، فى مواجهة عمدة القرية شعبان غلة، مما يهدد الكتلة التصويتية للقرية، التى تزيد على ثلاثة آلاف صوت، بالتفتيت. فى قرية البحيرى، يتكرر المشهد، إذ يتنافس سعد البحيرى المرشح على مقعد العمال، وزكريا الطويلة على مقعد العمال أيضا. وفى دمرو الحدادى، يتنافس كل من، محمد عبد الحميد هاشم المرشح على مقعد العمال عن قائمة حزب الإصلاح والتنمية، فى مواجهة مرشح المقعد الفردى الشيخ أحمد شمس على المقعد نفسه، إلى جانب المرشح العمال أيضا محمد الصاوى. مركز كفر الشيخ، يتنافس على مقعد العمال فيه كل من المرشحين محمد عوض عبيد عضو مجلس الشعب السابق، ونصر الدين عاصى، الذى وصل إلى مرحلة الإعادة فى الدورة السابقة. وهى الحال التى تتكرر فى مركز دسوق، إذ تشهد قرية أبو زيادة، منافسة قوية بين مرشح العمال عز الرجال أبو عمر، وعضو مجلس الشعب «المنحل» محمد البستاوى على مقعد الفئات. الفيوم: «المنحل» و«الثورة مستمرة» وجهًا لوجه أمل لشباب الثورة.. وعائلة «والى» باى باى ..و42 مرشحا يتصارعون على مقعد الفئات الساخن رغم أن ثورة 25 يناير أسقطت الحزب الوطنى المنحل بالضربة القاضية الفنية، فإن مرشحيه السابقين مصرون على خوض الانتخابات بقوة ونشاط، حيث اشتد الصراع الانتخابى بين مفتش سابق بجهاز أمن الدولة المنحل وعدد من الفلول وبعض من شباب الثورة، أبرزهم عبد الرحمن فارس، وقوائم الأحزاب المختلفة، للفوز بمقاعد المحافظة البالغة 16 مقعدا للقوائم والفردى.الأحزاب تتنافس بقوة على المقاعد المخصصة للقوائم، وقد غاب عن المشهد السياسى للقوائم أحزاب «التجمع والأحرار والأمة»، بينما تقدم عدد كبير من الأحزاب الأخرى بقوائم للمرشحين، من بينها أحزاب «الوفد والحرية والعدالة والنور والوسط والاتحاد العربى المصرى والمصريين الأحرار والحرية والمصرى الديمقراطى والمحافظين والعدل والإصلاح والتنمية». أما الدائرة الأولى التى تشمل بندر الفيوم ومركز أطسا، فيدور الصراع فيها بين 42 مرشحا على مقعد الفئات و20 مرشحا على مقعد العمال، ومن أبرزهم مرشحا ائتلاف شباب الثورة خالد أحمد وعبد الرحمن فارس، اللذان يحظيان بتأييد كبير بين أوساط الشباب بالمحافظة، نظرا لمشاركة الثانى فى عديد من الوقفات الاحتجاجية قبل الثورة واعتقاله عدة مرات، أما الأول فيواجه على نفس المقعد حاتم المليجى نائب الحزب الوطنى المنحل عن مركز أطسا فى الدورة الماضية للبرلمان، ومحمد هاشم عضو الوطنى المنحل عن دائرة بندر الفيوم فى الدورة الأخيرة. الدائرة الثانية التى تشمل مركزى «الفيوم وطامية»، تعد أكثر دوائر الفيوم سخونة، حيث إن بها 16 مرشحا على مقعد الفئات، من بينهم ثابت الجمال نائب الحزب الوطنى المنحل عن دائرة طامية، وأحمد عبد التواب المفتش السابق بجهاز أمن الدولة بالمنيا، وهو ابن شقيقة الدكتور صوفى أبو طالب رئيس مجلس الشعب الأسبق، وشقيق عائشة عبد التواب عضوة مجلس الشعب السابقة عن كوتة المرأة. أما مقعد العمال فى الدائرة فقد تقدم له 14 مرشحا، أبرزهم خالد ذكرى المنشق عن حزب الوفد والمرشح «مستقل»، ومصطفى الهادى مرشح الحزب الوطنى المنحل فى الدورة السابقة، وأحمد محمد عبد القوى نائب الحزب الوطنى المنحل فى الدورة الأخيرة عن دائرة مركز طامية، وأحمد مصطفى نائب الوطنى المنحل عن نفس الدائرة. أما الدائرة الثالثة فهى الأكثر هدوءا بين الدوائر، خصوصا بعد انسحاب عائلة والى من المشهد السياسى بالدائرة، وعزوف الدكتور ماهر والى شقيق الدكتور يوسف والى، ومحمد طه الخولى نائب الوطنى المنحل، عن الترشح، فى حين أصر عبد القادر الجارحى نائب الوطنى المنحل عن دائرة يوسف الصديق على الترشح «مستقل» على مقعد العمال بالدائرة، وينافسه على المقعد ربيع أبو لطيعة المرشح السابق للوطنى المنحل. بورسعيد معركة حامية بين إسحاق والشاعر 13قائمة حزبية و112 مرشحا فرديا يتنافسون على ستة مقاعد.. وبؤر البلطجية فى مرمى الأمن بورسعيد كلها دائرة انتخابية واحدة، لذا الصراع اليوم يبدو مشتعلا بين القوى السياسية المختلفة للحصول على الستة كراسى الخاصة بالبرلمان المقبل عن المدينة التى يتجاوز عدد الناخبين فيها 200 ألف ناخب، حيث تشتد سخونة المعركة فى مناطق الكتلة التصويتية، مثل قرى الجنوب التى يبدو أن لا أحد يتذكرها إلا فى الانتخابات، وقت أن كانت للحزب الوطنى المنحل فى السابق. حالة من القلق يعيشها القطبان البارزان الدكتور أكرم الشاعر القيادى الإخوانى، والناشط السياسى جورج إسحاق قيادى حركة كفاية، إذ يتنافسان على المقعد الفردى فئات، رغم إعلانهما تجميد الدعاية الانتخابية، وسط صراع محموم لكنه مكتوم. إسحاق يعتمد على أصوات شباب الثورة والليبراليين والمعلمين، أما الشاعر فيعتمد على عشيرته فى حى القابوطى والجنوب، إضافة إلى تنظيم الإخوان المسلمين فى المدينة. على مقعد العمال يتنافس الفارس المعارض البدرى فرغلى رئيس اتحاد أصحاب المعاشات، وصاحب التاريخ النضالى، الذى يعرفه جيدا شعب بورسعيد، إذ دخل البرلمان ممثلا عن المدينة لثلاث دورات متتالية، قبل أن يسقطه التزوير فى انتخابات 2005، ويحتفظ البدرى بخطابه القريب من «الغلابة» الذى يصل إلى القلوب سريعا. أما عن القوائم فيبدو حزب «المصريين الأحرار» فى الصورة بوصفه صاحب قائمة متكاملة ضمن 13 قائمة، خصوصا بعد أن سيطروا على كتل تصويتية كانت تحسب فى الماضى للإخوان بعد فترة عمل فى صمت دامت 6 أشهر هى عمر الحزب، فى ما يرفض الحزب النغمة التى تضرب على الوتر الدينى، معلنين ثقتهم بأن المواطن لديه من الوعى والثقافة ليكتشف مروجى الوهم، ومطالبين كل المنافسين بالشفافية دون استغلال الدين لأن الدين لله والسياسة من تشريع البشر. قائمة حزب الحرية والعدالة تتميز بالتنظيم العالى فى الدعاية الانتخابية والحضور الجماهيرى الواسع، أما قائمة حزب النور فتعتمد على الاستمالات الدينية تاركة أثرا فى الأماكن الشعبية مثل حى الزهور، عبر حث الناس على انتخاب الإسلاميين السلفيين وتحريم التصويت لمن غير ذلك. حزب الوسط أعلن أنه وسطى فى المعركة المشتعلة بين الإسلاميين والليبراليين، معتمدا فى دعايته على ذلك، أما قائمة حزب الوفد التى يرأسها محمد جاد، الذى يعتمد فى حملته على عدد مرات ترشحه فى السابق. الصراع الانتخابى الساخن ضم أيضا عددا من الفلول والنواب السابقين، إذ ينافس خمسة من فلول الوطنى المنحل فى الدائرة، رغم أن شعبيتهم أصبحت منعدمة، فإنهم واثقون بالفوز، ومنهم: عضو مجلس الشعب السابق للعمال طه الجمل، الذى فاز فى الدورة الماضية، وهشام كامل الذى نجح دورة واحدة للشعب مستقل عام 2000، ثم انضم إلى المنحل، لكنه دخل بعدها الانتخابات مرتين، ولم ينجح، كما كان ضمن المجمع الانتخابى فى الانتخابات الأخيرة وتم رفضه. أما المرأة فكان لها وجود مميز، حيث ترشحت 15 مرشحة للفردى والقائمة، منهن واحدة فقط على رأس قائمة حزب الثورة المصرية وتسع داخل القوائم، أبرزهن الدكتورة لاتونة مراد التى تعتمد على كتلتها التصويتية فى حى المناخ مسقط رأسها، وحى العرب موطن عشيرتها. أما الدكتورة سحر الخضيرى مرشحة الحرية والعدالة، فلها نشاط اجتماعى ملحوظ، لكن داخل جماعة الإخوان، فضلا عن ست مرشحات للفردى، من بينهن منى حسن المحامية، التى ترشحت أكثر من مرة فى الانتخابات السابقة. مديرية أمن بورسعيد رصدت بعض بؤر البلطجة، التى يمكنها تشكيل تهديد على العملية الانتخابية، من بينها حى العرب، حيث توجد به عصبيات واحتمال حدوث بلطجة من عناصر إجرامية. القاهرة: دائرة التحرير.. أصوات الثوار تتحدى أصوات «الناخبين» دوائر القاهرة مفتوحة للأحزاب.. «الوفد» والإخوان الأضعف.. والفلول خارج المنافسة فى ظل الأوضاع المعقدة، والأحداث المتصاعدة فى قلب دائرة قصر النيل، التى يقع فى محيطها ميدان التحرير، تبدأ الانتخابات البرلمانية المصرية، فى نفس الوقت الذى يشهد فيه الميدان الموجة الثانية من الثورة المصرية، والاعتصام الثانى، الذى يطالب بإسقاط حكم المجلس العسكرى. دائرة قصر النيل تشهد منافسة شرسة بين عدة قوائم، أبرزها قائمة حزب الحرية والعدالة، وعلى رأسها البرلمانى الإخوانى السابق جمال حنفى، وقائمة الثورة مستمرة، التى تتكون من مجموعة من الائتلافات الشبابية وتضم تيسير فهمى وميمى رمزى، وكذلك الكتلة المصرية، وحزب الوفد، الذى يحظى بشعبية ضعيفة للغاية فى الدائرة. وتبقى كل الاحتمالات مفتوحة فى هذه الدائرة، التى يروج مرشحو الإخوان المسلمين أن شباب التحرير، لن يسمحوا باستكمال الانتخابات بها، وهو الأمر الذى نفاه شباب التحرير، وأكدوا أن جماعة الإخوان المسلمين التى تخلت عنهم فى الميدان، تحاول أن تشوه سيرتهم، أمام المواطنين. الجدير بالذكر أن هناك قوائم تم توزيعها من الكنيسة المصرية، تطالب باختيار مرشحى الكتلة، وهو ما علقت عليه جميلة إسماعيل، بأنه لا يمكن أن تكون أول انتخابات بعد الثورة بطريقة التوجيه. «تكسير عظام».. هى التسمية المثلى للمعركة الانتخابية بين مرشحى دائرة جنوبالقاهرة، بدءا من منطقة مصر القديمة حتى التبين، التى تتحكم فيها سيطرة رأس المال والنفوذ والعصبيات القبلية فى مواجهة الأحزاب الشبابية الناشئة والتيارات الإسلامية، وتدور بين فئات مختلفة من المرشحين، وتعتبر من أشرس الدوائر الانتخابية لما تضمه من التكتلات والقوائم والأحزاب، ودائما ما كانت تشهد الصراعات قبل الثورة، ولكن التساؤل الذى يطرح نفسه، هل يجد الشباب نصيبا فى الحصول على بعض المقاعد فى تلك الدائرة؟ مدير المركز العربى لاستقلال القضاء والمحاماة ناصر أمين، ترشح للحصول على عضوية مجلس الشعب عن الدائرة فى مواجهة مصطفى بكرى عضو مجلس الشعب السابق، وحافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، والمرشح على مقعد الدائرة الثامنة فى القاهرة أيضا، فى مواجهة خالد حنفى مرشح جماعة الإخوان المسلمين، ومحمد العقاد أحد أعضاء الحزب الوطنى «المنحل». وفى الدائرة الأولى، لنظام القوائم شمال القاهرة، التى تضم «شبرا والساحل وروض الفرج والزاوية والشرابية وحدائق القبة والزيتون والأميرية والوايلى»، تجد المنافسة على أشدها، حيث تتنافس 15 قائمة حزبية على 10 مقاعد فى برلمان الثورة، فضلا عن منافسات ساخنة على مقاعد الفردى. أبرز القوائم المتنافسة هى «الحرية والعدالة» التى يرأسها الدكتور حازم فاروق، و«الكتلة المصرية» وعلى رأسها الدكتور عماد جاد، وقائمة «النور السلفى» وعلى رأسها المحامى ممدوح إسماعيل، وقائمة «الثورة مستمرة والوسط»، كما تضم الدائرة عددا كبيرا من أحزاب الفلول، أبرزها حزب المواطن المصرى ومصر القومى ومصر الحديثة. أسيوط:الإخوان VS الكنيسة الدائرة الأولى طائفية بامتياز.. والثانية دائرة الدم الجنائية والعصبية رياح الانتخابات هى الأخرى هبت على أسيوط، التى بلغ عدد المرشحين فيها لانتخابات مجلس الشعب بنظامى القائمة والفردى نحو 304 مرشحين، موزعين على 4 دوائر فردية، لها 8 مقاعد ودائرتان قائمة بمجموع 16 مقعدا، ليصبح نصيب أسيوط 24 مقعدا بمجلس الشعب. الدائرة الأولى الشمالية وحدودها بندر أسيوط «قسم أول وثانى» ومراكز أسيوط ومنفلوط والقوصية وديروط، وعدد الأصوات بها مليون و223 ألفا و621 صوتا انتخابيا، يصفها المراقبون بأنها دائرة العنف السياسى، ودائما مقر الفتنة الطائفية وتنحصر المنافسة فيها بين الإسلاميين والأقباط «الكنيسة بشكل مباشر». مصدر كنسى مسؤول قال إن تعليمات من الكاتدرائية بالقاهرة تطالب شباب وشعب الكنيسة بالدعم والمساندة والخروج لانتخاب قائمتى الكتلة والاتحاد فقط، التى يشغل فيهما أقباط lواقع انتخاب متقدمة من القائمة الانتخابية، حيث يأتى فريد فتحى جورج رقم 3 بقائمة الاتحاد، وحلمى صموئيل رقم 3 بقائمة الكتلة المصرية، والأقباط يمثلون تقريبا 28% من أصوات الناخبين فى تلك الدائرة، وفيها قرى أغلبية سكانها من المسيحيين، وأشهرها قرية العزية وبها 15 ألف صوت انتخابيا «التى ترتبط بخصومات ثأرية مع قرى مجاورة لها، أغلب سكانها مسلمون مثل جحدم وبنى عديات»، وينتمى إليها مرشح قائمة الحرية رقم «1» منتصر مالك، وهو ابن عمدة القرية، ووالده شغل أيضا عضوية مجلس الشورى عن الوطنى المنحل، ومن القرى المسيحية أيضا قرية الجاولى بمنفلوط، وقرى كوم بوها، وكودية النصارى بديروط، بالإضافة إلى قرى مركز القوصية، التى تفرض حساباتها على الآخرين. أما على المقاعد الفردية فتصبح المنافسة بين مرشحين مسلمين من الوطنى المنحل والإخوان، لكن أصوات الأقباط سيكون لها دور فى الحسم، حيث يراهن مرشحو المنحل «فردى، مستقل، فئات» مثل محمد عيد عبد الجواد، وحزبى عن الكتلة المصرية مثل عبد الحكيم طرش، على هذه الأصوات، فى مقابل أصوات الإخوان المسلمين والمتعاطفين معهم، التى ستذهب إلى مرشح «الحرية والعدالة» الدكتور محمد سلامة بكر، وكذلك محمد حسين عبد الرحيم «فلاح مستقل»، وحمادة زين قرشى «فلاح مستقل»، فى مواجهة مضر موسى مرشح «الحرية والعدالة». بينما تأتى الدائرة الثانية أو الجنوبية، التى تضم 7 مراكز، هى ساحل سليم والبدارى والفتح وأبنوب وصدفا والغنايم وأبو تيج وتسمى دائرة الجنوب وعدد الأصوات بها 845 ألفا و485 صوتا انتخابيا، لتصنف من قبل أجهزة الأمن على أنها دائرة الدم الجنائى، لكثرة الخصومات الثأرية بها، خصوصا البدارى وأبنوب وانتشار الأسلحة الآلية والحديثة مع المواطنين، والمنافسة فيها بين الإسلاميين وفلول الوطنى، ويسودها روح العصبيات القبلية، وتضعف فيها فرص الإسلاميين. البحر الأحمر:أصوات الجونة ل«ساويرس» والقبائل كلمة الحسم البحر الأحمر فى المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية كانت حاضرة، إذ تشهد منافسة شرسة وصراعا انتخابيا بين المرشحين على القوائم الحزبية فى الانتخابات، إذ يواجه عدد من المرشحين المنتمين إلى قبائل العبابدة والأشراف والبراهمة، المتصدرين لقوائم أحزاب «المواطن المصرى والحرية والوفد» منافسة شديدة من مرشحين أقباط وإخوان، مرشحين لأحزاب «العدل والوسط والحرية والعدالة والمصريين الأحرار والعربى الناصرى والجبهة الديمقراطى». عدد القوائم الحزبية التى تم قبول أوراق ترشيحها بلغت 10 قوائم، تتنافس على 4 مقاعد، منها 2 فئات و2 عمال، ويصل إجمالى عدد الأصوات بالدائرة نحو 220 ألف ناخب، وتستحوذ مدينة الغردقة على 50% منها، وتتكون التركيبة الانتخابية للدائرة من أبناء القبائل المقيمة بمختلف المدن، والعاملين بالقطاع السياحى والفندقى والبترولى والتعدينى وأبناء محافظات سوهاجوالأقصر وأسوان وأسيوط والمنيا وبنى سويف، ومحافظات الوجه البحرى والقاهرة، ممن لديهم إقامات بالبحر الأحمر، ثم الأقباط الذين يمثلون ما بين 15 إلى 20% من أصوات الدائرة، فعلى قائمة حزب الوفد تصدر ابن قبيلة الأشراف بدر عبد السيد عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطنى المنحل، القائمة، الذى يحظى بدعم شيوخ وشباب الأشراف بمدن سفاجا وغارب والغردقة، ورفع أسهمه بالدائرة بدوره فى إنهاء الخلافات بين الأشراف مع قبيلة أبنود يوم عيد الفطر الماضى، بإنهاء خلافات ثأرية تمت لأول مرة بالمحافظة. قائمة الوفد تضم فى الترتيب الثانى النائبة المستقلة أمل جاد الله المنتمية إلى قبيلة العبابدة الأكثر انتشارا بالدائرة، بالإضافة إلى مرشحين من قبيلة البشارية وأبناء بحرى، بينما ضمت قائمة حزب الحرية نائب الوطنى السابق لعدة دورات محمد عبد المقصود، الذى ينتمى إلى قبيلة البراهمة، التى لديها مرشح آخر بقائمة المواطن المصرى شعبان رشوان، مما يهدد بتفتيت أصوات البراهمة بين القائمتين، وجاء أشرف الهوارى الذى ينتمى إلى أشراف الشيخ عيسى، فى الترتيب الثانى لحزب الحرية، ويتصدر أحمد الضوى من قبيلة العبابدة، قائمة حزب المواطن المصرى، حيث سبق للضوى خوض الانتخابات السابقة وخرج من الجولة الأولى، يليه فى القائمة شعبان رشوان الذى ينتمى إلى قبيلة البراهمة، وتواجه هذه القوائم التى يتصدر مرشحوها أبناء القبائل وأعضاء مجلس الشعب السابقين عن الحزب الوطنى المنحل، منافسة شديدة وعملية تفتيت للأصوات، بسبب وجود مرشحين بأكثر من قائمة، وينافس مرشحو القبائل عددا من مرشحى الأحزاب الجديدة، منها قائمة حزب المصريين الأحرار، الذى يتصدر قائمة مرشحيه سامح مكرم عبيد، ثم محمود عبد العال الذى ينتمى إلى مدينة رأس غارب. «المصريين الأحرار» من أكثر الأحزاب الجديدة التى لديها عضوية بالبحر الأحمر، ولديه نحو 10 آلاف صوت انتخابى بمنطقة الجونة التابعة لنجيب ساويرس، ثم قائمة حزب الحرية والعدالة الجناح السياسى للإخوان، ويتصدرها المهندس محمد عوض المنتمى إلى أبناء سوهاج، ويراهنون على أصوات الإخوان، وعدد من السلفيين والعاملين بالقطاع السياحى وأبناء سوهاج، بينما يتصدر إبراهيم زرد قائمة مرشحى حزب القبائل العربية ممثلا لأبناء فقط فى الانتخابات، حيث اجمعت القبيلة على ترشيحه، وفى الأيام الأخيرة للترشيح، تمكن حزب الوسط من استكمال قائمته الانتخابية، ويتصدره رجل الأعمال حازم تمساح رئيس الغرفة التجارية بالبحر الأحمر، وتتركز شعبية حزب العدل بين قبائل وشباب منطقة الميناء والسقالة، ويخوض حزب العدل بقائمة تضم الدكتور حسام عبد السلام رئيس جمعية رسالة الخيرية.