لم يكن يتوقع أن تكون عودته إلى مصر سريعة مطلقا، إنها الثورة التى أعادت الأمور إلى نصابها، هو يسرى هانى أحد الذين طال استبعادهم والتضييق عليهم، وهو أيضا أحد رموز ودعاة جماعة الإخوان المسلمين، الذين يتمتعون بقبول شعبى جارف فى مدينته المنصورة فى محافظة الدقهلية. هانى كان مرشح جماعة الإخوان المسلمين فى برلمانات 1990 إلى 2005، دائما كان التزوير يقف حائلا أمام نجاحه، اضطر إلى السفر إلى المملكة السعودية للعمل هناك منذ 3 سنوات إلى أن عاد بعد ثورة يناير، البعض اعتبر عودة هانى استدعاء من مكتب إرشاد الجماعة ليكون ندا قويا لجراح الكلى العالمى محمد غنيم الذى من المتوقع أن ينافسه على نفس الدائرة فى انتخابات البرلمان القادم.«التحرير» التقت القيادى الإخوانى، الذى بدأ من النقطة الأكثر سخونة على الساحة السياسية، إذ اعتبر أن الدولة المدنية ذات المرجعية الإسلامية التى تدعو إليها جماعة الإخوان هى الوسيلة لتقدم مصر، وأن أفكار الجماعة بعيدة كل البعد عن الدولة الدينية «الثيوقراطية»، أى أن الجماعة تسعى لدولة مدنية بها شروط ومواصفات الدولة المدنية الحديثة ولكن مرجعيتها إسلامية. الداعية الإخوانى وصف كثرة الأحزاب السلفية الموجودة على الساحة بأنها علامة من علامات الصحة لا المرض أو الضعف، وأن حزب النور السلفى من الأحزاب التى «نسأل الله لها المستقبل الطيب والرؤى الموفقة». انتقادات واصلها القيادى الإخوانى يسرى هانى فى حديث «الثلاثاء» الأسبوعى، حول المبادئ فوق الدستورية، قال عنها فى حواره، إن الشعب مصدر السلطات، هذا ما ينادى به التيارات السياسية، فلماذا يصادر بعض تلك القوى السياسية على حق الشارع المصرى الذى خرج فى استفتاء 19 مارس الماضى وأقر مطالبه الحقيقية، وعليه فإن أى وسيلة من شأنها مصادرة حق الشارع فى وضع دستوره بنفسه هى مرفوضة. وعن مرشحى الرئاسة، قال هانى إن كل المرشحين الذين ظهروا على الساحة هم مرشحون محتملون، وعندما يفتح باب الترشيح ويتقدم من يتقدم ويغلق الباب، عند ذلك تكون المفاضلة على أساس البرامج والرؤى لا على اعتبار الأشخاص، وسنعلن ذلك فى حينه، وجماعة الإخوان كما أعلنت لن ترشح أحدا، ولن تقول رأيها فى المرشحين المحتملين الحاليين بمن فيهم حازم صلاح أبو إسماعيل وسليم العوا. هانى لم يترك شيئا إلا أوضحه، فتحدث عن الشريعة الإسلامية، وقال إن «جماعة الإخوان عندما تنادى بتطبيق الشريعة، فلا تقصد تقطيع الأيدى، وجلد الظهور، وأن الشريعة أكبر وأعظم من ذلك، فمقاصد الشريعة هى الحرية والمساواة بين الناس والعدالة الاجتماعية وأداء الحقوق وكرامة الإنسان وتوفير احتياجاته الرئيسية من مسكن وملبس، وما ينفع ذلك من حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض، وهو ما ننادى به قبل تطبيق الحدود».