رئيس جامعة بنها يشهد ختام المهرجان الرياضي الثالث لجامعات الدلتا وإقليم القاهرة الكبرى    مجلس الوزراء يكرم الأمين العام السابق للمجلس ويهنئ نظيره الجديد بتوليه المسئولية    نقيب المحامين يترأس جلسة حلف اليمين القانونية للأعضاء الجدد    اقتصادية قناة السويس تستقبل وفدا أمريكيا لتفقد أعمال تطوير ميناء السخنة    إشادة كويتية بإنجازات النقل البحري المصري خلال زيارة ميناء الإسكندرية    مدبولي: كلمة الرئيس السيسي في قمة الدوحة عكست موقف مصر الثابت تجاه أوضاع المنطقة    سوريا وإسرائيل.. أمريكا تسعى إلى تفاهمات أمنية وتل أبيب تطالب بقيود واسعة على الجنوب    وزير الرياضة يشهد احتفالية استقبال كأس الأمم الإفريقية في مصر    ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة أرنولد    ضبط عامل تعدى على شقيقه بالضرب بسبب خلافات مالية في القاهرة    تأجيل محاكمة المخرج محمد سامي بتهمة سب الفنانة عفاف شعيب ل22 أكتوبر للاطلاع    اليوم.. ندوة عن سميرة موسى بمكتبة مصر الجديدة للطفل    اليوم.. مؤتمر صحفي لإعلان تفاصيل الدورة الثالثة لمهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 17سبتمبر2025 في المنيا    المنيا.. تنظيم قافلة طبية مجانية في بني مزار لعلاج 280 من المرضى غير القادرين    محافظ سوهاج يعتمد المرحلة الثالثة لقبول طلاب الإعدادية بالثانوي    من بيت الأمان إلى لحظة الوجع.. زوج يذبح زوجته في العبور وضبط المتهم    شاب يلقى مصرعه حرقًا بعد مشادة مع صديقه في الشرقية    أسيوط تبحث مستقبل التعليم المجتمعي ومواجهة التسرب الدراسي    وزير الري: الاعتماد على نهر النيل لتوفير الاحتياجات المائية بنسبة 98%    قبل عرضه بالسينما أكتوبر المقبل.. تعرف على أحداث فيلم «فيها إيه يعني»    محافظ شمال سيناء يفتتح مهرجان الهجن بالعريش    مدبولي: الحكومة ماضية في نهج الإصلاح الاقتصادي الذي تتبعه    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 7 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    فيديو - أمين الفتوى: تزييف الصور بالذكاء الاصطناعي ولو بالمزاح حرام شرعًا    الأزهر للفتوى: يجوز للزوجة التصدق من مال زوجها دون علمه في حالة واحدة    عالم أزهري يكشف لماذا تأخر دفن النبي بعد موته وماذا جرى بين الصحابة وقت ذلك    انخفاض أسعار الدواجن اليوم الأربعاء بالأسواق (موقع رسمي)    "عليهم أن يكونوا رجالًا".. هاني رمزي يفتح النار على لاعبي الأهلي عقب تراجع النتائج    مصر تطلق قافلة "زاد العزة" ال39 محملة ب1700 طن مساعدات غذائية وإغاثية إلى غزة    «جوتيريش»: سيذكر التاريخ أننا كنا في الخطوط الأمامية من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني    تحرك الشاحنات المحملة بالمواد الإغاثية من معبر رفح البري إلى كرم أبوسالم لتسليمها للجانب الفلسطيني    24 سبتمبر.. محاكمة متهم في التشاجر مع جاره وإحداث عاهة مستديمة بالأميرية    تمديد عمل تيك توك في الولايات المتحدة حتى 16 ديسمبر    وزارة العمل: 3701 فُرصة عمل جديدة في 44 شركة خاصة ب11 محافظة    تخفيضات وتذاكر مجانية.. تعرف على تسهيلات السكة الحديد لكبار السن 2025    «ڤاليو» تنفذ أول عملية مرخصة للشراء الآن والدفع لاحقًا عبر منصة «نون»    الليلة.. أيمن وتار ضيف برنامج "فضفضت أوي" مع معتز التوني    ملكة إسبانيا فى زيارة رسمية لمصر.. أناقة بسيطة تعكس اختياراتها للموضة    قبل بدء الدراسة.. تعليمات هامة من التعليم لاستقبال تلاميذ رياض الأطفال بالمدارس 2025 /2026    أبو مسلم يهاجم ترشيح فيتوريا لقيادة الأهلي    وزارة الشباب والرياضة تستقبل بعثة ناشئات السلة بعد التتويج التاريخي ببطولة الأفروباسكت    إسرائيل تعلن عن ممر آمن لإخلاء سكان غزة جنوبا| لمدة 48 ساعة    عاجل- انقطاع الإنترنت والاتصالات الأرضية في غزة وشمال القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي    نائب وزير الصحة تعقد اجتماعًا بمستشفى قنا العام لتطوير مراكز التميز في خدمات ما حول الولادة    «ليه لازم يبقى جزء من اللانش بوكس؟».. تعرفي على فوائد البروكلي للأطفال    صحة المرأة والطفل: الفحص قبل الزواج خطوة لبناء أسرة صحية وسليمة (فيديو)    بتقديم الخدمة ل6144 مواطن.. «صحة الشرقية» تحصد المركز الأول بمبادرة «القضاء على السمنة»    وزير الدفاع السعودي ولاريجاني يبحثان تحقيق الأمن والاستقرار    فون دير لايين تبحث مع ترمب تشديد العقوبات على روسيا    أكلة فاسدة، شوبير يكشف تفاصيل إصابة إمام عاشور بفيروس A (فيديو)    بتر يد شاب صدمه قطار في أسوان    بهدف ذاتي.. توتنام يفتتح مشواره في دوري الأبطال بالفوز على فياريال    خطوات إضافة المواليد على بطاقة التموين 2025.. الأوراق المطلوبة والفئات المستحقة    مسلسل سلمى الحلقة 25 .. خيانة تكشف الأسرار وعودة جلال تقلب الموازين    «تتغلبوا ماشي».. مراد مكرم يوجه رسالة إلى إمام عاشور بعد إصابته بفيروس A    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. الأسد: كلمة منك قد تغير كل شيء    أوقاف الفيوم تنظّم ندوات حول منهج النبي صلى الله عليه وسلم في إعانة الضعفاء.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرشح الرئاسى عبدالمنعم أبوالفتوح فى (ندوة الشروق): (1-2) أزمة مصر ليست البرامج.. بل الإرادة السياسية
نشر في الشروق الجديد يوم 19 - 07 - 2011

بكل مصداقية وإخلاص، لم نكن نفكر أن يكون لنا مرشح للرئاسة أو الحكومة أو حتى البرلمان»، هكذا تحدث المرشح الرئاسى، عبدالمنعم أبوالفتوح، عن موقف جماعة الإخوان المسلمين أثناء الثورة.
«كان كل هدفنا أن تنجح الثورة» - يكمل أبوالفتوح - خلال ندوة عقدتها معه «الشروق».
لم يتغير موقف الجماعة «المعلن» من مسألة الترشح للرئاسة بعد نجاح الثورة، لكن تغير موقف أبوالفتوح، فالجماعة جددت تعهداتها بعدم ترشح أحد أعضائها للمعركة، بينما أعلن أبوالفتوح ترشحه لها، وإصراره على خوضها، وهو ما يبرره بقوله: «بعد سقوط النظام وبداية نجاح الثورة أصبحنا فى موقف جديد، شعرت أن البلد فى حاجة لأن يتقدم أحد»، ويضيف: «لم أكن أفكر فى هذه المسألة من باب الطموح الشخصى، ولكن من باب الخدمة الوطنية».
يرهن أبوالفتوح هذا «التحول» زمنيا بما شهدته التعديلات الدستورية، وعملية الاستقطاب التى حدثت، «لا أخفى عليكم أننى فوجئت بهذا الزخم الكبير من التيارات السلفية»، بنص تعبيره.
يتحدث أبوالفتوح عن هذه اللحظات التى بلور خلالها قراره بالترشح: «يشعر الإنسان أن لديه ما يمكن القيام به، بما يمثله من تاريخ أو من علاقات، وظللت لفترة أفكر وأسأل أهل الرأى والخبرة، وأتحسس إيجابيات وسلبيات وطرح شخصية مثلى عنوانها الرئيسى إسلامى، وأثر ذلك على المستويين المحلى والدولى، إلى أن استقر فى وجدانى أن أعلن ترشحى».
خشيته «على المشروع الوطنى» كانت أحد دوافع أبوالفتوح للترشح رئيسا، وكذلك خشيته «من تشويه المشروع الإسلامى، خاصة بعد الاستفتاء وما شهده من استقطاب».
أبوالفتوح الذى يشدد على احترامه لكل الأسماء المطروحة للرئاسة، يؤكد أيضا أنه لو وجد مرشحا يثق «أنه سيقوم بهذا الواجب (يقصد الحفاظ على المشروعين الوطنى والإسلامى)، سأكون أول الداعمين له، ولكنى مستمر فى المنافسة إلى آخر الشوط لأننى لم أجد حتى الآن من أرى أنه يمكنه القيام بهذا الواجب».
حين اتخذ أبوالفتوح قراره بالترشح للرئاسة لم يكن غافلا عن توابع هذا القرار على مستوى الجماعة التى يشغل فيها منصبا قياديا: «كنت أعلم من أول يوم أن الجماعة كحركة إسلامية لا تستطيع أن تتحمل تبعات هذا لا على المستوى النفسى أو الإدارى وبالتالى أعلنت منذ اليوم الأول أننى سأستقيل منها»، مبررا هذا بأن «مصلحة الوطن أهم عندى من مصلحتى الشخصية ومن مصلحة الجماعة».
بالتزامن مع إعلان أبوالفتوح ترشحه للرئاسة، أسست الجماعة حزبها «الحرية والعدالة» وأعلنت استقلاله عنها، فى ممارسة يصفها المرشح الرئاسى ب«المرتبكة»، ثم أصدر «بعض ضيقى الأفق فى الجماعة»، كما يصفهم أبوالفتوح قرارا بفصله من عضوية الجماعة «وأطلقوا عليه إزالة عضويتى، مثل قرار الإزالة بتاع البلدية».
أبوالفتوح، المرتبط ب«قواعد الإخوان ارتباطا عاطفيا شديدا»، يبدو سعيدا بقرار فصله، فقد كان ينوى تقديم استقالته حتى لا يتسبب فى إحراج للجماعة على خلفية قراره بالترشح للرئاسة، ويعتبره «حقق ما كنت أسعى إليه ولكنى لم أتخذه حتى لا أتسبب فى إيذاء مشاعر قواعد الجماعة».
نظام الحكم المحتمل كما يراه أبوالفتوح الذى يستند إلى الإعلان الدستورى فى هذا «رئاسى حتى هذه اللحظة»، وبالتالى فهو يخوض معركة الرئاسة فى نظام رئاسى، «ولو أصبح النظام برلمانيا لن أستمر فى هذا، وأقصد هنا أنى لن أستمر فى المشروع الرئاسى، لكنى لن أجلس فى بيتى».
هذا على المستوى العملى. لكن نظريا، فأبوالفتوح يرى أن «النظام المختلط أفضل لمصر فى ظل عدم استقرار القوى السياسية وغياب أحزاب قوية، وبالتالى إذا كان النظام رئاسيا فقط فنحن وقتها سنكون عرضة لمجىء فرعون جديد سواء كان إسلاميا أو يساريا، وإذا قلت نظاما برلمانيا فى هذه اللحظة الحالية فأنت عرضة لاستبداد الأغلبية، وبالتالى النظام المختلط ميزته أنه يؤدى إلى توزيع السلطة التنفيذية، ولو وزعت على مؤسسة الرئاسة والحكومة الممثلة للأغلبية البرلمانية يقلل من الاستبداد إلى أن تستقر الأوضاع فى مصر وتصبح هناك قوى وأحزاب حقيقية، وفى هذه الحالة لو أسست نظاما برلمانيا وقتها تكون عجلة السلطة دارت وهناك قوى تستطيع أن تتداول السلطة، ويقل الخوف من سيطرة الأغلبية، وبالتالى أنا ممن يميلون إلى النظام المختلط.
والى نص الحوار:
●ألن تنضم لحزب أو تؤسس حزبا فى الفترة المقبلة؟
منذ أعلنت ترشحى، وقرارى أن أخوض المعركة مستقلا، وأنا أعلم أن الحالة المصرية تحب أن يكون رمزها مستقلا، لكن طاقم حملتى الانتخابية يضم أقباطا ومسلمين وإخوانا وليبراليين، وسواء نجحت فى الانتخابات أم غير ذلك، سيكون هؤلاء الشباب نواة لتجمع يمثل تحالف التيار الوطنى، وساعتها سنحدد شكله سواء فى صورة تحالف أم حزب. ولكن أؤكد أن مشروعنا لن ينتهى بالانتخابات الرئاسية. ونهدف إلى تقوية التيار الوطنى الذى يمثل جميع المواطنين.
●`فى البرامج الانتخابية، الكل يتكلم عن عناوين عريضة دون أن يطرح حلولا عملية، وهنا نريد أن تخبرنا إلى أين وصل برنامجك؟
البرنامج سوف ينتهى فى وقت قريب، وربما يصدر خلال أسبوع أو اثنين على الأكثر، ما تسبب فى تعطيله هو استطلاع آراء مختلفة يهمها مصلحة البلد، وأنا أتصور أن مصر مثلما كان يقول المستشار طارق البشرى ليست أزمتها أزمة برامج ولا أفكار، بل أزمتها الحقيقية هى إرادة سياسية لتنفيذ هذه الأفكار.
وأنا مثلا بحكم تخصصى فى الصحة عندما أعود إلى ما وضعته المجالس القومية المتخصصة فى حل مشاكل الرعاية الصحية والطب والتعليم أجدها فى منتهى الرقى، ولا ينقصها إلا إرادة سياسية لتنفيذ هذه الأفكار، لأن هذه المجالس جمعت نخبة من خيرة علماء مصر سواء على المستوى الأكاديمى أو التطبيقى، بحثوا على مدار سنوات لا يشغلهم شىء إلا البحث ومصلحة مصر ولكن هذه الملفات وضعت فى الأدراج لغياب الإرادة السياسية لتحويل هذه الأفكار إلى واقع. هذا ما تحتاجه مصر فى المرحلة المقبلة، كما أن مشاكلنا ليست معضلات، بل من السهل حلها إذا توافرت الإرادة السياسية التى لن يمثلها فى هذه المرحلة رئيس الدولة بمفرده، ولكن نظاما سياسيا متكاملا. ومعنى دولة العدالة التى أعنيها هى الدولة التى تقوم على القانون فى ظل استقلال حقيقى للقضاء لا يتم فيه الاعتداء على القضاء المدنى بالمحاكم العسكرية للمدنيين.
●أهم ملامح ورؤية برنامجك عن التعليم والصحة؟ وما يهم المواطن العادى وهمومه الحقيقية؟
أنا أتصور أن الديمقراطية ودولة القانون هما الساقان اللتان لا يمكن تحقيق تعليم وبحث علمى ورعاية صحية سلمية ومستوى دخل سليم إلا بهما، فلا تنمية إلا فى ظل حريات وقضاء مستقل، وفى ظل غياب هذه القيم ضع ما شئت من برامج للتنمية وللإصلاح الاقتصادى، لن تتحقق.
رؤيتى أن الإصلاح السياسى هو القاطرة التى تؤدى إلى الإصلاحين الاقتصادى والاجتماعى وغير ذلك، لأن الناس لن تأكل «ساندوتشات حرية وديمقراطية» وهنا لا أقلل من أهمية الحرية ولكنها مهمة كوسيلة للوصول إلى الكفاية الاجتماعية وزيادة الاستثمار فى مصر، خاصة فى ظل فساد وانعدام قضاء عادل وإجراءات قانونية للمستثمر تحافظ على أمواله، فمن الصعب أن يأتى مستثمر ليجد نصف الأموال التى حددها للاستثمار فى مشروع معين تضيع بسبب الفساد والنصف الآخر فى انحراف بيروقراطى، ونحن سنظل نتخبط حتى يستقر النظام السياسى.
الحرية والديمقراطية موضوعان أساسيان، وهما الوسيلة للوصول إلى الحاجات الملحة للمصريين من تعليم وصحة وغذاء، ونحن لن نحقق هذه الكفاية دون تحقق هاتين الدعامتين، ولذلك أنا ممن يؤيدون فكرة الانتهاء من وضع النظام السياسى فى أسرع وقت، لأن استمرار اللادولة يهدد أمننا القومى.
●وما تصورك لشكل الحرية وتفصيلاتها؟
لا يصح الحديث عن قضية الحريات فى المطلق، بل لابد من ترجمتها إلى آليات وضمانات دستورية أو قانونية أو لائحية لتحقيقها، وأنا لا تصور أن تغيب حرية الاعتقاد عن مصر ونقول إننا بلد حرية، فلابد من إطلاق حرية الاعتقاد دون قيود سواء تحول مسلم إلى المسيحية، أو العكس، وحين أقول هذا أنا لا أبحث عن رضا أحد من أجل الأصوات الانتخابية، بل ابحث عن مصلحة البلد، ولا أتصور أن الإسلام يصادر على الإنسان فى اختيار عقيدته، فأن يقول الله «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، ثم يأتى بعد ذلك من يقول إن أى مسلم يترك عقيدته يطبق عليه حد الردة، فهذا خلل، فأنا لا أتكلم عن شاب مسلم أحب مسيحية ف«عمل نفسه مسيحى»، بل أتكلم عما هو أكبر، عن أحد هداه عقله لترك الإسلام وذهب للمسيحية، فكيف تفرض عليه عقيدة، وتجعل منه منافقا، لأنه لن يكون مسلما باقتناع، بل لأنه يخاف من قطع رقبته إذا ترك الإسلام. وهل يتصور أحد أن الله يريد مجتمعا من المنافقين؟.
كذلك يجب التأكيد على حرية التعبير والإبداع، لأنه لا وجود لمجتمع مبدع فى ظل غياب الحريات، وكيف تطلب من إنسان تحت السياط أن يبدع، فالمجتمع هو الذى يقيم نفسه، وهناك آداب عامة للمجتمع لا يجب ترجمتها إلى سياط على رقاب الناس، فمن يريد مواجهة المجتمع بآراء تغضب منه الناس وتهيج المجتمع عليه دعه يفعل ذلك. بل على العكس أنا اعتبر من يواجه المجتمع بآراء تغضبه بطلا، فأحيانا بعض الحماقات كانت تعلى رصيد هؤلاء الناس، كأن يصدر أحد رواية، فيخرج أحمق ويتسبب فى مشكلة بسببها، فيتحول صاحب الرواية إلى بطل، والرواية التى لم تكن تباع يتهافت عليها الناشرون. دع المجتمع هو الذى يسقط المخالف.
●ذكرت حرية العقيدة والتعبير، هل هناك أنواع أخرى من الحريات ترى أنه يجب التأكيد عليها؟
كل أنواع الحريات، ففى ظل الوضع الذى نعيشه يجب أن يستقر فى وجداننا جميعا أن المواطنة هى أساس الحقوق والواجبات ولا نقبل بأى تمييز بين المواطنين على أساس الدين أو العرق أو اللون أو الجنس، وعندما أفتى الأزهر للإخوان بأنه لا يجوز ترشح المرأة والقبطى لرئاسة الجمهورية، كنت أحد المسئولين داخل الإخوان فى ذلك الوقت، ورغم هذا تصديت لهذه الفتوى وقلت إنها تخالف مفاهيم الإسلام، ولعلها كانت تصلح منذ 7 قرون، فكيف تريد أن تلزمنى الآن بآراء الفقهاء القديمة، مع احترامنا وتقديرنا لها.
وأعتقد أنه من الممكن أن تكون الأزمة التى نعيشها الآن وتعيشها الحركات الإسلامية ترجع إلى عدم وجود اجتهاد، فالشيعة اجتهدوا فى نظامهم السياسى أما السنة فقد توقفوا، للدرجة التى جعلت انه عندما تسأل عالما أزهريا يفتح كتب الفقه القديمة منذ 7 قرون ويقول مثلا إن هناك إجماعا على عدم ترشح القبطى والمرأة لمنصب الرئاسة، وعندما تسأل هل كان هناك منصب رئيس جمهورية بهذا الشكل من 7 قرون فيقول لك إنها الإمامة العظمى، فهل هناك شىء الآن اسمه الإمامة العظمى؟، وهل كان عندهم قديما شىء اسمه دولة حديثة موزعة فيها السلطات؟ كما أن الرئيس فى العصر الحديث لا يعتبر ولى أمر ولكن نظام الحكم للدولة هو ولى الأمر، فولى الأمر فى الدول الحديثة هو مؤسسة الحكم المتمثلة فى السلطة القضائية والسلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، فكيف نأتى بالفتوى القديمة ونطبقها الآن؟ فنحن هكذا نقدس غير المقدس.
●وماذا تعنى مدنية الدولة بالنسبة لأبوالفتوح؟
مدنية الدولة هو مصطلح ليس له معنى، فالذى يقول مدنية الدولة هو شخص خائف يقول علمانية جزئية، مثلما كان الدكتور عبدالوهاب المسيرى يفعل، لأن معنى كلمة علمانية فى المجتمع المصرى معناها كفر، ولكن نقول مدنية، ونعنى غير العسكرية، ولفظ مدنية نحته بعض الإسلاميين، وأنا شاركت فى نحته للأمانة وكنا نعرف أن ذلك بديلا عن كلمة العلمانية الجزئية.
●أنت والدكتور العوا أكثر المرشحين تقاربا وتشابها.. ما صحة ما تردد عن انك كنت احد الرموز التى حاولت إقناعه قبل الاستفتاء بخوض انتخابات الرئاسة؟
ليس صحيحا أننى كنت من الرموز التى جلست مع العوا لإقناعه وهذا ليس معناه إنى ضد ترشحه ولكنى لم أسع لإقناعه.. ولقائى به كان متكررا ولكن تناقشنا فى الموضوع، وهو كان مترددا وقلت أنا سأعلن.
●لماذا لا تتفق مع العوا، وتكتفيان بترشح أحدكما؟
فى رأيى أن الدكتور العوا قيمة ومرجعية فكرية كبيرة، والدولة تحتاج مثله، والأهم أنه بعد مرض الشيخ يوسف القرضاوى الذى نطلب له الشفاء والعافية، أصبح ملحا جدا أن يظل العوا يؤدى نفس الدور مثل المستشار طارق البشرى. ولا أقصد بهذا أن يترك سباق الرئاسة، ومن يعرفنى يعلم جيدا أن هذا ليس أسلوبى.
●وما أهمية دور العوا فى هذا السباق؟
فى مرحلة الحريات وفى ظل انفتاح وإقبال تيار دون تسميته به قدر من التشدد، يحتاج إلى من يرشده أو يساعده على ترشيد نفسه، فإذا كان هذا الشخص فى موقع المنافسة فلن يستطيع أن يقوم بهذا الدور.
هذا الدور بالطبع قد يقوم به الأزهر، ولكن سيستغرق وقتا، لأن الأزهر، تم إضعافه، لكن قد يقوم به مستقلون مثل العوا وغيره، وقد يقوم به الإخوان المسلمون، عندما تبتعد عن المنافسة السياسية، لأننا، وبعد 30 عاما من الجمود السياسى، جاء هذا التيار والذى أرفض تسميته بالسلفيين، ويحمل قدرا كبيرا من التشدد، ووصل الأمر إلى أن الإخوان المسلمين أصبح بهم قدر من التشدد، وهو ما يحتاج إلى ترشيد وتقويم وإصلاح، وهذا لن يقوم به مثلى، الذى له نشاط سياسى طوال الوقت.
●وكيف يمكننى كناخب أن افصل بين الدعوى والسياسى بالشكل الذى يمكننى من أن أقول إن المرشح الفلانى له خلفية إسلامية؟
المثقف يستطيع أن يفعل ذلك ولكن الناخب العادى لن يستطيع.
أنا ذهبت لمحاضرة فى قاعة مسجد الحصرى، وتجمع بعض الشباب من الإخوان رافعين لافتات ومعترضين على ترشحى للرئاسة، وكانوا ينتظرون خروجى لأراها، لكن خرج لهم أحد الناس، وقال لهم إن ذلك لا يصح، فقلت أنا: كيف تمنعوهم من أن يعبروا عن رأيهم طالما بشكل حضارى؟، وكان كل ما يهمنى فى الأمر ألا يكونوا مدفوعين من أحد.
مسألة الفصل فى الحديث أو فى الرؤى من الناحية العملية صعبة، وما أخشاه هو استغلال للمشاعر والعواطف الدينية للمسلمين وللأقباط، وهذا ما حدث فى وقائع الفتنة الطائفية، وأن يستغل هذا لتحقيق قيمة للمرشح ليس هو أهل لها، ودون أن يقدم كلاما عمليا يعبر عن مرجعيته الإسلامية.
وفى النهاية يجب أن نؤكد أن الدعوة لها مكانها، والعمل الحزبى له مكانه، وهذا ما قلته منذ 4 سنوات، وتسبب فى غضب بعض الإخوان حيث طالبت بفصل الحزبى عن الدعوى وليس الدعوى عن السياسى.
ونحن فى ظل الدولة الحديثة، فى حاجة إلى أن يجلس علماء، لأن الفقهاء انفردوا بالدولة طويلا، ففى ظل المستحدثات نحن فى حاجة إلى أن يجلس علماء الفقه مع علماء السياسة والاقتصاد والاجتماع حتى يتفاهموا سويا.
وهنا يحضرنى موقف أن الإخوان عندما أرادوا فى عام 1994 أن يصدروا وثيقة حول حق المرأة فى العملين السياسى والحزبى، كان من فضائل مرشد الإخوان وقتها مأمون الهضيبى أنه قال لا يصح أن نتكلم نحن فقط وطلب حضور علماء الشريعة فجاء علماء من الأزهر وعرضنا عليهم الأمر، فقالوا إن علماء الدين السعوديين يرون منع المرأة عن العمل السياسى، وعلى هذا اعتبروه حراما، فحاولنا الحوار معهم، فقالوا «عاوزين الست تدخل مجلس الشعب وتقعد مع راجل من هنا وراجل من هنا»، وظللنا نناقشهم بالشريعة وبالقانون حتى قالوا «تنفع».
نحن نحتاج فى الفكر الإسلامى أن يأتى علماء الشريعة مع علماء السياسة والاقتصاد، فهل تفرض العبادات فى الإسلام بقوة الدولة، وهل لو قمت بالعبادة بقوة القانون فهل تعتبر عبادة؟ وهل من يؤدى الصلاة خوفا من الجلد تكون صلاته مقبولة؟ هذا يحتاج لدراسة من العلماء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.