أسابيع ثلاثة مرت على انتفاضة الشباب الأمريكى على جشع الشركات وسيطرة رأس المال على قرار واشنطن السياسى، ولا مؤشر على انحسار حركة الاحتجاج، بل اتسعت رقعتها بوصولها إلى مدن أمريكية عدة بعد أن كانت مقصورة فى بدايتها على نيويورك، وتحديدا فى «وول ستريت»، شارع المال الأهم فى العالم، وسط مخاوف من نشوب صراع بين الطبقات الفقيرة والغنية. عنف الشرطة سكب مزيدا من البنزين على نار الاحتجاجات، فبعد أن اعتقلت الشرطة أكثر من 700 متظاهر يوم السبت، خرجت دعوات فى أوساط المحتجين الغاضبين تطالبهم بالمشاركة فى مسيرة ضد «وحشية الشرطة» اليوم (الأربعاء) يرتدون خلالها دُمى لشركات «وول ستريت» تظهرهم فى شكل موتى عادوا للحياة (زومبى) لينهشوا لحم البشر من الأمريكيين، على غرار أسطورة إفريقية قديمة. ويليام ستاك، أحد المعتصمين فى مخيم زكوتى بارك، وسط مانهاتن، بالقرب من موقع مركز التجارة العالمى السابق، أرسل رسالة إلى مسؤولى مدينة نيويورك يطالبهم بإسقاط كل التهم عن المعتقلين، التى شملت سد طرق المرور ومحاولة تنظيم مسيرة دون ترخيص. وعلى خطى النشطاء الأمريكيين الذين أشعلوا «وول ستريت»، قرر معارضون كنديون القيام باحتجاج مماثل يوم 15 وحتى نهاية أكتوبر الحالى فى شارعى المال «باى ستريت» و«كينج ستريت»، احتجاجا على النظام المالى الكندى وشركاته. ويتوقع منظمو احتجاج «احتلوا تورونتو» أن يستمر احتجاجهم لأسابيع، بينما يدخل احتلال «وول ستريت» الأمريكى فى أسبوعه الثالث. اعتصام تورونتو تمت الدعوة إليه عبر موقعى التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر»، على غرار ثورات الربيع العربى على حد قول المنظمين للاحتجاج. ووصل عدد المشاركين بالصفحة الخاصة بالاحتجاج على «فيسبوك» حتى الآن 3200 شخص، ومن أبرز ما كتب عليها «حان الوقت لنتضامن ويعلم بعضنا بعضا ونتحدث. نحن الأغلبية 99% ولن نصمت بعد الآن».