إسرائيل تكثف الغارات على مدينة غزة واستشهاد 32 فلسطينيا    الجيش الصيني يحذر الفلبين ويدعوها لوقف التصعيد في بحر الصين الجنوبي    2000 عامل بالهلال الأحمر المصري يواصلون إغاثة أهالي غزة    «التموين» تُحدد موعد إضافة المواليد 2025    سعر الذهب اليوم الأحد 14-9-2025 بعد الارتفاع القياسي الأخير.. عيار 21 الآن بالمصنعية    «قفل تليفونة وهنزل الجمعة عشانه».. مصطفى عبده يكشف موقفه من قرار الخطيب    «التعليم» تكشف قائمة مدارس الكهرباء التطبيقية بالمحافظات للعام الجديد 20262025    نجلاء بدر: «أزمة ثقة» مسلسل نفسي كشف دواخل الشخصيات.. والقاتل كان معروفا منذ الحلقة الأولى    أقوى هجوم لعائلات الأسرى على نتنياهو: شخص مجنون محاط بمجموعة مختلين تدعى المجلس الوزاري    فجأة وما رضيش يعرف حد، سبب دخول تامر حسني المستشفى    موعد مباراة برشلونة ضد فالنسيا والقنوات الناقلة في الدوري الإسباني    صحيفة نمساوية: بولندا باتت تدرك حقيقة قدرات "الناتو" بعد حادثة الطائرات المسيرة    فضيحة قد تدمره، 100 رسالة إلكترونية جديدة تدين الأمير أندرو ب"ملفات إبستين" الجنسية    مواعيد مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة    مدرب أوكلاند سيتي: بيراميدز الأقرب للفوز ضدنا.. ولاعبان أعرفهم جيدًا    قبل ديربي الليلة.. مانشستر يونايتد يتفوق على مان سيتي بالأرقام    إعلام إسرائيلي: حماس تخطط لتكثيف محاولات اختطاف الجنود في غزة    الداخلية: طبيبة بالمعاش أعدت تقرير وفاة أحمد الدجوي بمقابل مالي    جثة و6 مصابين في تصادم توك توك ودراجة بخارية في البحيرة    الداخلية توضح حقيقة فيديو سرقة سور كوبرى بإمبابة:"الواقعة قديمة والمتهم اعترف"    بعد توثيقها بمواقع التواصل الاجتماعي.. حبس طرفي مشاجرة البساتين    هدف الكيان من ضربة قطر .. مراقبون: نقل مكتب المقاومة إلى مصر يحد من حركة المفاوضين ويتحكم باستقلال القرار    عقب فيديو مثير للجدل.. «الحياة الفطرية» السعودية تصدر بيانا وتوضيحا    «متتدخلوش في حياتي».. ريهام سعيد تكشف معاناتها النفسية: مشكلتي مش بس في الشكل    التموين: الكارت الموحد يتيح الشراء وصرف الرواتب والمعاشات    بعد مطالبته برفع الدعم عن الوقود.. أحمد موسى: ماذا يريد صندوق النقد من مصر.. تصريحات مستفزة كأنهم يمنّون علينا    بالأرقام، أسعار الكتب المدرسية للمدارس التجريبية للعام الدراسي 2025-2026    طولان: لم يعجبني فيديو «العميد الأصلي» بين الحضري وأحمد حسن    بيان هام من الهيئة العامة للأرصاد الجوية بشأن حالة الطقس ب محافظات الوجه البحري    عودة خدمة الخط الساخن 123 ببنى سويف بعد إصلاح العطل الفني    عمرو فتحي: تتويج منتخب الشابات ببطولة إفريقيا إنجاز جديد لمنظومة كرة اليد    «زي النهارده».. إعلان وفاة المشير عبدالحكيم عامر 14 سبتمبر 1967    عيار 21 الآن يسجل رقمًا قياسيًا.. أسعار الذهب اليوم الأحد بالصاغة بعد الارتفاع الجديد    رئيس «التأمين الصحي» للمرضى: استمرارية ضمان الجودة ومتابعة الخدمات المقدمة من الركائز الأساسية    زيادتها عن هذا المعدل خطر.. نصائح لتقليل الغازات وتفادي الانتفاخ    استجابة لطلاب الثانوية الأزهرية.. قرار هام من مكتب التنسيق حول القبول بالمعاهد العليا    وزارة التعليم: قرب انتهاء مدرسة روض الفرج المصرية اليابانية..صور    هشام جمال يحتفل بخطوبة صديقه.. وليلى زاهر تخطف الأنظار بإطلالة أنيقة    مغارة جبل الطير بالمنيا.. هنا اختبأ السيد المسيح والسيدة مريم العذراء    انطلاق الدورة التاسعة ل "مؤتمر قصيدة النثر" بنقابة الصحفيين في هذا الموعد    د.حماد عبدالله يكتب: حينما نصف شخص بأنه "شيطان" !!    ما حكم صلاة تحية المسجد أثناء وبعد إقامة الصلاة؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    متى تُصلّى صلاة الاستخارة؟.. أمين الفتوى يجيب    رغم إنفاق ملياري جنيه على تطويره .. مدبولي." سمسار السيسي يتفقد مطار سفنكس لطرحه للبيع !    هويلوند يضرب في أول 14 دقيقة.. نابولي على الصدارة بثلاثية في شباك فيورنتينا    مستشفى فايد التخصصي يجرى 6500 جراحة نساء وتوليد تحت مظلة التأمين الصحي الشامل    القومي لحقوق الإنسان والشبكة الأفريقية يعقدان لقاء تشاوريا لتعزيز التعاون    أرملة إبراهيم شيكا تكشف عن تفاصيل جديدة في رحلة مرضه    القطار ال15 لعودة السودانيين الطوعية ينقل موظفي الطيران المدنى تمهيدًا لتشغيل مطار الخرطوم    ما حكم صلاة تحية المسجد بعد إقامة الصلاة؟.. أمين الفتوى يجيب    مين فين؟    «كاب وكارت دعوة».. أبرز تقاليع حفلات التخرج 2025    محطة العائلة المقدسة.. دير العذراء ببياض العرب يتحول لمقصد سياحي عالمي ببني سويف    خالد عبدالقادر مستشار وزير العمل للسلامة والصحة المهنية ل«المصري اليوم»: توقيع عقوبات مغلظة على المنشآت المخالفة    مواصفات «اللانش بوكس» الصحي.. خبير تغذية يحذر من «البانيه»    مدارس التمريض بالفيوم تفتح أبوابها ل298 طالبًا مع بدء الدراسة    الخارجية: أولوية الوزارة الحفاظ على مصالح المصريين في الخارج    هل هناك ترادف فى القرآن الكريم؟ .. الشيخ خالد الجندي يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلم المصرى يرفرف فى «وول ستريت»

كان وصولنا إلى (وول ستريت) بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية ونحن نحمل الأعلام المصرية مفاجأة للمتظاهرين هناك الذين قابلونا بفرحة كبيرة وحفاوة حقيقية وهم يرددون: «هنا التحرير رقم 2» كانوا سعداء بوجود الثوار المصريين بينهم حتى التفوا حولهم يسمعونهم وهم يرفعون معنا العلم المصرى ويرحبون بنا، حيث كان يتواجد من شباب الثورة أسماء محفوظ وأحمد ماهر وعدد كبير من الناشطين المصريين الذين يقيمون بالولايات المتحدة. وكانوا فى استقبالنا حاملين الأعلام المصرية بحديقة (زوكوتى) المجاورة ل (وول ستريت)، حيث مقر الاعتصام.
وحين ألقى أحمد ماهر وأسماء محفوظ كلماتهما التى تؤيد كفاح الشعب الأمريكى وعدالة مطالب المتظاهرين كان آلاف الأمريكيين يلتفون حولهم ويصفقون لهم بامتنان وحب، وبعد أن ألقى المصريون المشاركون فى المظاهرة كلمات تؤكد تأييدهم لحقوق المعتصمين فى تحقيق مطالبهم قام المصريون بعمل مسيرة سلمية رفعوا فيها الأعلام المصرية وشارك فيها العديد من الأمريكان فى شارع (وول ستريت) وهتفوا خلف الثوار المصريين باللغة العربية: «الشعب يريد إسقاط النظام»، كما أصر المصريون الأمريكان على إقامة مؤتمر لشباب الثورة المصرية فى شارع (وول ستريت) أو الذين ظلوا معهم من الساعة الخامسة عصرا حتى الواحدة صباحا.
ومظاهرات (وول ستريت) بدأت فى أغسطس الماضى عن حركة مناهضة الاستهلاكية الكندية
الاحتجاجية والتى تدعو إلى (احتلال وول ستريت ) شارع المال والأثرياء والبورصة والدفاع عن حقوق الفقراء، حيث بدأت بمسيرة صغيرة لا تتعدى مائة شخص وكانت فى تزايد مستمر حتى وصلت إلى عدة آلاف، وتعرضت لهم الشرطة يوم 24 سبتمبر واعتقلت 80 شخصا بتهمة تعطيل المرور وبعدها انتقل المتظاهرون إلى حديقة (زكوتى) المجاورة للشارع وصارت الحديقة ساحة لتظاهراتهم وللمبيت فيها ومارست الشرطة كثيرا من الضغوط والمضايقات، حيث قطعت عنهم التيار الكهربائى وكانت تطلب منهم مغادرة الحديقة لصيانتها وتنظيفها، وفى 30 سبتمبر اعتقلت حوالى 700 شخص بتهمة السير على (جسر بروكلين) وعلى الخط المخصص للسيارات.
تعاطف كثير من المشاهير الأمريكان مع المتظاهرين وجاءوا لزيارتهم فى الميدان مثل المخرج الأمريكى (مايكل مور) والملياردير (جورج سورس) والرئيس السابق (بيل كلينتون) وبعض الفنانين ونجوم السينما.
ولم أستطع أن أخفى دهشتى وأنا أشاهد مظاهر الاحتجاجات فى (وول ستريت) وكأننى مازلت فى ميدان التحرير وقد تحول الحى الراقى شارع المال والأعمال وناطحات السحاب إلى ما يشبه الأسواق الشعبية، حيث ينصب المتظاهرون الخيام للمبيت فى الميدان وتنتشر عربات الأطعمة حول المكان وداخله ويهتف بعض الشباب والبعض الآخر يعزف المقطوعات الموسيقية وفى تقليد صريح للثورة المصرية نجد حلاق الثورة هناك يقف وسط المحتجين يهذب شعورهم ويحلق ذقونهم، وكذلك نجد (حلاقة الساحة) فى مظاهرات (وول ستريت) لتصفيف شعر الفتيات من المتظاهرات، كما يقوم أيضا الشباب هناك بتنظيف الميدان وتوزيع الأطعمة والبطاطين على المتظاهرين، كما شاهدت هناك فنانى الكاريكاتير يرسمون ما يعبر عن الحدث، كما تنتشر ال«تى شيرتات» والكابات والهدايا التذكارية المطبوع عليها علم الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن ربما تختلف نوعية الأطعمة فقط حيث كان (كنتاكى) المتظاهرين المصريين جبنا وطعمية ولكن فى (وول ستريت) المتطوعون يوزعون على المتظاهرين وجبات (كنتاكى) حقيقية دجاج وبطاطس وسلطة، كما أن صاحب محل (البيتزا) المجاور لهم يوزع عليهم البيتزا مجانا، ولا أحد يتهمهم بالعمالة أو أنهم مأجورون (بالبيتزا والكنتاكى)!
وربما الاختلاف بين (وول ستريت) وميدان التحرير أيضا يبدو فى نوعية المتظاهرين فكان ميدان التحرير يجمع بين مختلف المستويات الاجتماعية الأغنياء والفقراء المثقفين والأميين، ولكن متظاهرى (وول ستريت) من الفقراء والمشردين الذين وجدوا فى البقاء فى المظاهرة والمبيت فى الميدان رفاهية أكثر، حيث ينامون ويأكلون ويشربون مجانا!
كما أن الثورة المصرية كانت لها أهداف سياسية وتطالب برحيل الرئيس والتغيير الشامل، ولكن تظاهرات (وول ستريت) أهدافها اقتصادية ويرفعون شعارات تؤكد أن 1% فقط من الشعب الأمريكى يمتلك الثروة و99% من الفقراء.. مطلوب الإنصاف والعدالة الاجتماعية وإيجاد فرص عمل للعاطلين، ورغم هذه المشاكل لا يهتف متظاهرو (وول ستريت) ضد أوباما!
ونلاحظ أن الشرطة تحيط بالمتظاهرين وتحميهم ولا تتعرض لهم الآن رغم أنها استخدمت بعض وسائل القمع فى بداية المظاهرات فى شهر سبتمبر واعتقلت أعدادا كبيرة منهم، أما الآن فلا تفعل ذلك إلا لو تعمد أحد الاشتباك بها.
وتأخذ المظاهرات هناك شكل الاحتفالات (الكرنفالية)، حيث يدق الزنوج على الدفوف ويرتدون الملابس الإفريقية وينتشر المهرجون يضعون (الماسكات) الملونة على وجوههم والراقصون يستعرضون رقصاتهم.
نلتقى بعدد من المتظاهرين الأمريكان لنعرف منهم لماذا هم معتصمون. فى البداية يقول شيرى ضاحكا حين عرف أننى مصرية: «هنا تحرير رقم 2»، ثم يضيف: منذ 38 يوما ونحن ننام فى هذا المكان من أجل المطالبة بحقوقنا، حيث أعمل طباخا، ولكننى الآن عاطل بدون عمل ولن أترك المكان إلا بعد أن نحقق مطالبنا.
أما مارى فنحدثها وهى منهمكة فى الطعام، حيث كانت تأكل (بيتزا) مع مجموعة من زملائها وتعترف بأنها لم تشترها وأنهم يوزعونها عليهم مجانا، وأن هناك الكثير من المتطوعين الذين يوزعون الأطعمة والمشروبات بوفرة على المتظاهرين! وتقول إنها هنا تبيت مع المتظاهرين منذ 3 أسابيع ولن تغادر الاعتصام حتى تتحقق مطالبها فى تحسين شروط العمل وأوضاعه.
أما زورو فكان الثرى الوحيد فى المظاهرة وهو يهودى الجنسية وحين سألته عن الفرق بين هذه التظاهرات والثورة المصرية قال: الثوار المصريون أقوى وأكثر ثورية والأمريكان لم يتعلموا الثورية بعد.
كما يرى جورج وهو يعمل راقصا أن ثوار أمريكا مازالوا مبتدئين لم يصلوا بعد لقوة الشعب المصرى.
ومن بين بائعى الميدان نلتقى بعماد عبدالرازق من مصر 48 سنة ويبيع (سجق) ولديه عربة صغيرة يبيع فيها (سجق) وساندوتشات ويرى أنه لا وجه للشبه بين هذه التظاهرة وبين الثورة المصرية.
حيث كانت تنادى الثورة المصرية بإسقاط الرئيس، ولكن هنا ينادون بالإصلاحات الاقتصادية .
. ويضيف أنه يقف فى هذا الشارع منذ 13 عاما وأنه رغم الزحام الشديد فإنه نادرا لو اشترى منه أحد المتظاهرين ساندويتش، حيث يوزع عليهم الطعام مجانا من مناطق عديدة.
نغادر (وول ستريت) والتفاؤل يملأ كل مصرى بثورتنا العظيمة التى نشاهد مظاهرها الآن فى (وول ستريت).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.