المؤشر العالمي للفتوى: تليجرام وسيلة الإرهابيين الآمنة للتواصل وتنفيذ العمليات القتالية.. رصدنا 1200 فتوى و1000 إصدار لأكثر من 10 تنظيمات إرهابية استعرض، اليوم الأربعاء، المؤشر العالمي للفتوى، التابع لدار الإفتاء، تقريره نصف السنوي لعام 2019، الذي سعى من خلال عمليتي رصد الفتاوى وتحليلها بأحدث وسائل التحليل الإستراتيجي إلى تفكيك الخطاب الإفتائي للوقوف على نقاط القوة والضعف؛ وذلك بهدف المساهمة في تجديد الفتوى، ومن ثم تجديد الخطاب الديني الذي دعت إليه القيادة السياسية مرارًا. من جهته، أوضح طارق أبو هشيمة مدير المؤشر العالمي، أن المؤشر قدم روشتة علاج لكل القضايا المرتبطة بالشأن الديني بشكل عام والإفتائي على وجه الخصوص. فتاوى التنظيمات الإرهابية.. لا يزال التطرف مستمرا قدم أبو هشيمة صورة تفصيلية لما يتضمنه الخطاب الإفتائي للتنظيمات الإرهابية، حيث رصد المؤشر ما يقارب 1000 إصدار لأبرز التنظيمات الإرهابية الفاعلة على الساحة الدولية، وعلى رأسها تنظيم "داعش" الإرهابي في كل أماكن وجوده، التي يطلق عليها التنظيم اسم "الولايات" فتاوى التنظيمات الإرهابية.. لا يزال التطرف مستمرا قدم أبو هشيمة صورة تفصيلية لما يتضمنه الخطاب الإفتائي للتنظيمات الإرهابية، حيث رصد المؤشر ما يقارب 1000 إصدار لأبرز التنظيمات الإرهابية الفاعلة على الساحة الدولية، وعلى رأسها تنظيم "داعش" الإرهابي في كل أماكن وجوده، التي يطلق عليها التنظيم اسم "الولايات" والتنظيمات التابعة له، وأبرزها "جماعة بوكوحرام"، وتنظيم "القاعدة" سواء التنظيم المركزي أو مختلف التنظيمات التابعة له، وكذلك فتاوى جماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير، وغيرهم من التنظيمات ذات الخطاب المتطرف. أما عن أكثر التنظيمات الإرهابية إصدارًا للفتوى، فأوضح مدير المؤشر أن تنظيم "القاعدة" تصدر الترتيب مقارنة بما عداه من التنظيمات الإرهابية، لتأتي فتاواه بنسبة 51% متسمة بالتنوع في طبيعة الموضوعات وتتزايد بصورة ملحوظة مع قدوم شهر رمضان بإصدار فتاوى الصيام والزكاة وقضايا المرأة. وجاءت فتاوى تنظيم "داعش" الإرهابي ثانية بنسبة 25%، واتسمت بالكثافة مع مطلع عام 2019 وتركزت موضوعاتها على "الجهاد" والتحريض على الثبات واستمرار العمليات الإرهابية، لتنخفض بصورة ملحوظة بعد هزيمة التنظيم في الباغوز، بسوريا، مارس 2019. وتابع أبو هشيمة أن فتاوى "حزب التحرير" وأميره "عطاء بن خليل أبو الرشتة" جاءت في المرتبة الثالثة بنسبة 10%. فتاوى "الإخوان المسلمين".. تحريض على الحروب الأهلية وعن أبرز إحصاءات فتاوى جماعة الإخوان، اعتبر مدير المؤشر أن (55%) من فتاواها تحرض على العنف والحروب الأهلية واستهداف الجيوش الوطنية، كما أن (45%) من فتاوى التنظيم "استقطابية" وتتسم بالبعد عن التشدد لاستقطاب المتلقي وتهيئته لتقبل الفكر المتطرف. المؤشر يحذر من خطورة تطبيق "يورو فتوى" المتطرف وتناول أبو هشيمة تطبيق أو أبلكيشن "يورو فتوى" التابع للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، التابع لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث حذر المؤشر من خطورة التطبيق وما يبثه من أفكار وفتاوى وآراء متطرفة تنمي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب، وقد طالبت جهات رسمية في كل من ألمانيا وفرنسا بحظره بين الشباب المسلم في البلدين. وحول أهم أسباب حذف "يورو فتوى"، بيّن مدير وحدة الدراسات بدار الإفتاء أنها تمثلت في رئاسة الأب الروحي لجماعة الإخوان الإرهابية "يوسف القرضاوي" للمجلس الأوروبي للإفتاء، وهو ما أثار الذعر في نفوس الكثيرين من الغربيين، لما يصدره من فتاوى تحمل توجها وأيديولوجية ذات أهداف ضيقة وبعيدة كل البعد عن مفهوم الوطن والمواطنة والعيش المشترك. المؤسسات تتفوق على الشخصيات وحول مُصدر الفتوى (سواء كان شخصية أم مؤسسة) أشار مدير المؤشر إلى تفوق المؤسسات على الأشخاص في الاستحواذ على إصدار الفتاوى في العالم بنسبة (63%)، في حين شكلت الفتاوى الصادرة من قبل الشخصيات (37%). وأكد أبو هشيمة أن المؤشر فجر مفاجأة خاصة بفتاوى الأقليات، حيث اعتمدت (92%) من فتاوى الأقليات المسلمة في الغرب على المؤسسات والمجالس الإفتائية، مقارنةً باللجوء للمشايخ والدعاة، معتبرًا أن ذلك يؤشر لنقطتين مهمتين، الأولى الاتجاه في الغرب لمَأسسة الفتوى بشكل ملحوظ، وعدم ثقة المستفتين ببعض الدعاة والمشايخ لحملهم أجندات بعينها. فتاوى العبادات الأكثر ظهورًا وانتقل مدير وحدة الدراسات الإستراتيجية بدار الإفتاء المصرية إلى مجالات وموضوعات الفتاوى في العالم والأحكام الشرعية المرتبطة بها، حيث أكد أن فتاوى العبادات كانت الأكثر ظهورًا بنسبة 51%، وذلك تزامنًا مع المواسم الدينية المتمثلة في أشهر "رجب وشعبان ورمضان" خلال النصف الأول من عام 2019، لا سيما مع تعدد الفتاوى المتعلقة بأحكام الصلاة والصيام والزكاة والحج. وحول الأحكام الشرعية الواردة في الفتاوى العالمية خلال النصف الأول من 2019، ذكر أبو هشيمة أن الحكمين "جائز" و"غير جائز" استحوذا على النسبة الكبرى مقارنة بباقي الأحكام، وجاءت نسبة كل حكم منهما على حِدة على النحو التالي: 45% للحكم "جائز"، و33% للحكم "غير جائز". 95 % من فتاوى الدول الأجنبية نُشرت عبر السوشيال ميديا وواصل أبو هشيمة عرض نتائج المؤشر، إذ أكد أن وسائل الإعلام التقليدية (الصحف والمواقع الإخبارية والقنوات التليفزيونية والمحطات الإذاعية) عرضت الفتاوى بنسبة 54%، ويرجع ذلك إلى انتشار عدد من البرامج المتخصصة في الفتوى عبر الإذاعة والتليفزيون، فضلا عن تخصيص بعض الصحف والمواقع الإلكترونية صفحات وأبوابًا كاملة للفتوى، أما مواقع التواصل الاجتماعي فنالت نسبة 46%، فقد حصلت المملكة العربية السعودية على النسبة الكبرى من الفتاوى المنشورة على السوشيال ميديا خليجيا. تليجرام.. وسيلة الإرهابيين الآمنة للتواصل وتنفيذ العمليات القتالية أما حول الآليات التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية لنشر أفكارها، فقد أكد أبو هشيمة أن موقع التواصل الاجتماعي "تليجرام" يعد إحدى الأدوات التي تستخدمها التنظيمات المتطرفة، لأنه يحتوي على خصائص أمان للمحادثات السرية وكذلك ما يسمى ب"عداد التدمير الذاتي للرسائل والمحادثات". وأضاف أن تنظيم "داعش" كان أكثر التنظيمات الإرهابية استخدامًا لهذا الموقع بنسبة 45%، والقاعدة يعيد تدشين حساباته من جديد، كما أن 63% من محتوى القنوات الإرهابية عبر هذا الموقع جاءت في شكل (صور وصوتيات). وتابع أبو هشيمة أن تنظيم "القاعدة" جاء كثاني أكثر التنظيمات الإرهابية حضورًا عبر " تليجرام"، لافتًا إلى أن ذلك قد يرجع إلى قيام تنظيم القاعدة بإعادة تدشين قنوات جديدة عبر الموقع، وإعادة بناء نفسه بهدوء، في الوقت الذي كان يهيمن فيه تنظيم "داعش" على عناوين الأخبار.