السودان ترفع شعار العصيان المدني.. ومواجهات دامية بين المجلس العسكرى بالخرطوم والمواطنين.. وخبراء ل«التحرير»: هذه هى السيناريوهات الموقعة للأزمة شهدت الأسابيع الماضية، دخول المفاوضات بين المجلس العسكرى السودانى وقوى المعارضة إلى نفق مظلم، حيث وصل التفاوض إلى طريق مسدود، على أثره أعلنت قوى المعارضة أمس الأحد، دخول البلاد فى حالة من العصيان المدنى، الأمر الذى ينذر معه إلى حدوث تطورات خطيرة وتصعيدية بالخرطوم، خاصة فى ظل الأوضاع المتدهورة على كافة الجوانب الاقتصادية والأمنية التى تشهدها السودان بشكل عام. ومع دخول الخرطوم فى العصيان المدنى، بادر المجلس العسكرى بإعلان استعداده التام للتفاوض مع قوى الحرية والتغيير، وشهدت البلاد حالة من العصيان وخلو الأسواق من الباعة، فضلا عن استجابة بعض الموظفين للعصيان، فيما أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان، استمرار العصيان المدني الشامل لليوم الثاني على التوالي، قائلا: إن مشاركة الجماهير السودانية في العصيان المدني الشامل والإضراب السياسي العام، مستمرة دون تراجع حتى وشهدت البلاد حالة من العصيان وخلو الأسواق من الباعة، فضلا عن استجابة بعض الموظفين للعصيان، فيما أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان، استمرار العصيان المدني الشامل لليوم الثاني على التوالي، قائلا: إن مشاركة الجماهير السودانية في العصيان المدني الشامل والإضراب السياسي العام، مستمرة دون تراجع حتى نقل مقاليد الحكم لسلطة مدنية انتقالية. حول سيناريوهات الأزمة، قال السفير محمد الشاذلى، سفير مصر السابق بالسودان، إن إعلان حالة العصيان المدنى بالسودان، خلال الساعات الماضية، يعد بمثابة تصعيد خطير على الساحة بالخرطوم، ويبرهن وبقوة على فشل المفاوضات بين الطرفين خلال الفترة الماضية. الصراع المقبل وأوضح الشاذلى ل«التحرير»، أن هناك تصعيدا من كل طرف، سواء بمواجهة العصيان بالفض بالقوة وسقوط قتلى وجرحى أو باعلان الإضراب العام ثم العصيان المدنى، مشددا على ضرورة أن تتحلى الأطراف بالخرطوم بمزيدا من الحكمة والعقلانية فى التعامل مع المشهد، والتأسي بالدروس المستفادة من تجربة ليبيا وما آلت عليه الأوضاع هناك، وكذلك سوريا، واليمن والعراق. وتابع: أن السيناريوهات المتوقعة للخرطوم، إما أن يجلس الطرفان وبسرعة إلى مائدة التفاوض والخروج بروشتة تنهى حالة الخلاف والانشاق، أو دخول الطرفين لمزيد من التصعيد والتوتر، خاصة وأن السودان مهيأة لاستقبال مزيد من الصراعات، نتيجة لوجود جماعات مسلحة فى مناطق مختلفة بأنحاء السودان، وبالتالى فمن المتوقع أن تدخل تلك الجماعات على خط المواجهة وتنفصل عن المركز الخرطوم، وبالتالى تتحول البلاد إلى مناطق صراعات كل جماعة تواجه الأخرى. وناشد الشاذلى، جميع الأطراف المعنية بالسودان، بضرورة تغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة، والجلوس على مائدة الحوار والتفاوض قبل فوات الآوان. الوضع الراهن وقالت الدكتورة أمانى الطويل، الباحثة بمركز الأهرام الاستراتيجي، إن الوضع الراهن بالسودان معقد للغاية، وهناك حالة من المواجهة وكذلك الغضب والحزب العارم بين صفوف الشعب السودانى جراء عمليات القتل والحرق لصفوف بعض المعارضين، الأمر الذى ينذر معه بكثير من الخلافات بين الطرفين، فضلا عن اتجاه الشعب للعصيان من باب رد الفعل على تجاوزات المجلس العسكرى الانتقالى. وأضافت الطويل ل«التحرير»، أن هناك صعوبة فى توقع السيناريوهات المحتملة للأوضاع فى الخرطوم، إلا أن معطيات الأحداث تبرهن على وجود انشقاقات كبيرة بين المجلس العسكرى وقوى الحرية والتغيير، فضلا عن تعثر باب المفاوضات بين الطرفين بعد إصرار قوى الحرية والتغيير على فتح تحقيق موسع أمام تجاوزات التعامل مع العصيان كشريطة أساسية للحوار، الأمر الذى يتجاهله المجلس بل ويؤكد على عدم علمه بمثل هذا الأمر، وبالتالى فالمسافات تتجه إلى الانقسام. وتابعت: وللأسف الشديد هناك جماعات وحركات مسلحة محسوبة على التيار الإسلامى، بدأت تقوم بعمليات اغتيالات لبعض النشطاء بالخرطوم، وبالتالى سيزيد الأمر تعقيدا، ومن المتوقع أن تشهد الخرطوم مزيدا من الخلافات والحروب الداخلية، ما لم يتدخل وسطاء داخليون أو أقليميون على وجه السرعة لحل الأزمة وجلوس الطرفين على مائدة الحوار والتفاوض، لمصلحة الخرطوم.