الباعة يحتلون ساحة مسجد عمرو بن العاص.. والمتسولون على الأبواب.. وأزمة مياه تفشل الخزانات فى حلها.. تهالك السجاد وإغلاق مركز الفتوى وضعف التهوية أبرز شكاوى المصلين يتوافد الآلاف كل عام في شهر رمضان الكريم من مختلف محافظات الجمهورية للصلاة والاعتكاف بالمسجد الأشهر في مصر "عمرو بن العاص"، بينما يحرص الكثيرون على اصطحاب أبنائهم في صلاة العشاء والتراويح، وحتى فجر اليوم الجديد. ارتباط المصريين بمسجد عمرو بن العاص ربما يعود لأنه أول مسجد بني في مصر بعد الفتح الإسلامي، ولما يتمتع به المسجد من عمارة إسلامية، ظلت ولا تزال مقصد المحبين لصحابة رسولنا الكريم، كما أن المسجد دائما ما يشهد وجود خطباء لهم ثقل ديني، وأئمة يتميزون بجمال الصوت. "التحرير" كانت حاضرة في إحدى ليالي شهر رمضان الكريم في مسجد عمرو بن العاص، لرصد الحالة التى يقف عليها المسجد، خاصة أنه مقصد أساسي للغالبية العظمى من المسلمين، أغلبهم لديه الحرص على الوجود والصلاة فيه كل عام. الباعة يحتلون ساحة المسجد ما إن تصل إلى منطقة مسجد عمرو بن العاص فى منطقة مصر القديمة، حتى "التحرير" كانت حاضرة في إحدى ليالي شهر رمضان الكريم في مسجد عمرو بن العاص، لرصد الحالة التى يقف عليها المسجد، خاصة أنه مقصد أساسي للغالبية العظمى من المسلمين، أغلبهم لديه الحرص على الوجود والصلاة فيه كل عام. الباعة يحتلون ساحة المسجد ما إن تصل إلى منطقة مسجد عمرو بن العاص فى منطقة مصر القديمة، حتى تجد جمعا غفيرا من الباعة يفترشون الطرق، والأرصفة والساحة المواجهة للمسجد، جميعهم يقوم ببيع الذرة المشوية، والمشروبات الساخنة، ولعب الأطفال، وملابس النساء، والترمس، حتى فجر اليوم الجديد. عبايات حريمى على السور الحديدى الباعة لم يسيطروا على الساحة المقابلة للمسجد فحسب، بل وصل بعضهم حد السور الحديدى، والذين استغلوه لعرض بضاعتهم، والتى كانت عبارة عن لعب أطفال، وملابس حريمى، فى مشهد جاء ليؤكد غياب المسئولين عن إدارة المسجد الأكبر والأشهر فى مصر. المتسولون على الأبواب الحال ذاتها تشهدها المساجد التاريخية فى مصر، ك"الحسين، والسيدة زينب، والسيدة نفيسة"، فالمتسولون فى كل الأرجاء وعلى أبواب المسجد الثلاثة، فمجموعة من النساء تقف أمام باب السيدات ومجموعة أخرى من الرجال والنساء أمام الباب الرئيسى والفرعى المخصصين للرجال، لكن ما يميزهم عن غيرهم، أنهم يطلبون دون إلحاح، أو تعقب. خزانات المياه لا تكفى مبنى قديم متهالك يقع على الجانب الأيمن لمسجد عمرو بن العاص، خصص للوضوء منذ عشرات السنين، توجد خلفه مساحة يوضع فيها خزانات المياه العملاقة، والتى وضعت لمواجهة ضعف المياه التى تأثرت به المنطقة منذ سنوات طويلة، لكن هذه الخزانات لم تفلح فى مواجهة الأعداد القادمة للمسجد على مدار اليوم، فأحد العاملين يؤكد أن أعداد المصلين كبيرة، لكن الأزمة تزداد فى الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المعظم، خاصة أن المسجد يشهد اعتكاف المصلين، واستقبال الأهالى والأسر من كل محافظات الجمهورية. تهالك سجاد المسجد أهمية المسجد التاريخية، والدينية لا يتوقف عندها أحد، لكن يبدو أن وزارة الأوقاف لا تعى حتى اللحظة مقدار هذه الأهمية، فسجاد المسجد فى مراحله الأخيرة، كما أن رائحة الأتربة تنفجر منه، وكأن المسجد مهجور، وهو الأمر الذى كان محط تعليق من أغلب المصلين الذين جاؤوا لقضاء يومهم فى حضرة المسجد الأول بمصر. ضعف التهوية ولجوء المصلين للصحن مسجد عمرو بن العاص من أكبر المساجد فى مصر، لكن المسجد وحتى اللحظة يشهد مشكلات فى عملية التهوية، فتعليق مروحة فى سقف المسجد، يحتاج لموافقات من عدة جهات على رأسها وزارة الآثار والأوقاف، بحسب أحد العاملين فى المسجد، وهو ما يدفع المصلين للصلاة فى صحن المسجد إذا ما ارتفعت درجات الحرارة، تاركين نصف المسجد الأمامى، للقدرة على التنفس. إغلاق غرفة الفتوى بالمسجد على غرار ما قامت به وزارة الأوقاف بفتح منافذ للفتوى فى عدد من محطات المترو، والمساجد الكبرى، تم تخصيص إحدى غرف المسجد، لأحد العلماء الذين تم تعيينهم بمعرفة الوزارة للرد على تساؤلات الجمهور الشرعية، لكن منذ صلاة المغرب وحتى الحادية عشرة مساء والغرفة مغلقة، ولا أحد هناك يجيب عن تساؤلات الجمهور، "الشيخ بتاع الفتوى بيشتغل بعد ما تخلص صلاة التراويح، لو عندك مشوار روح خلصه وتعال يكون قعد واشتغل"، هذا ما قاله عامل الأحذية على البوابة الرئيسية للمسجد عند سؤاله عن شيخ الفتوى. من هو عمرو بن العاص هو ابن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى بن غالب القرشى السهمى، وكنيته أبو عبد الله، وكانت أمه رضوان الله عليها، سبية أو أسيرة حرب، وكانت تعرف بالنابغة، وكان له أخان، أحدهما من أمه وهو سيدنا عقبة بن نافع. لقب ابن العاص، والذى اشتهر بذكائه، ودهائه، وفطنته، وقدرته الواسعة على اختلاق الحيل، بداهية العرب، كما لقبه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، بعد حصار بيت المقدس بجيش من المسلمين عند فتحها "بأرطبون العرب"، وكان رضى الله عنه خطيبا مفوها صاحب كلمة ومنطق قوى، وأفكاره دائما كانت حاضرة، وعرف عنه حبه للشعر. عام 19 من هجرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة، وفى أثناء ولاية عمر بن الخطاب أمر المسلمين، أشار عمرو بن العاص عليه، بفتح مصر أكثر من مرة، حتى وافقه عمر، وأرسل جيشا على رأسه ابن العاص، والذى تمكن وجنده من النصر على الروم وفتح مصر لتكون بوابة الإسلام فى إفريقيا، والخلاص من طغيان الروم، وعين ابن العاص حينها لإدارة شئون البلاد وجدد له عمله حتى عصر سيدنا عثمان بن عفان والذى أعفاه من منصبه فيما بعد. توفى رضى الله عنه عام 43 للهجرة النبوية، ليلة عيد الفطر المبارك عن عمر ثمانية وثمانين عاما، ودفن قرب المقطم، قال فى وصف الموت وهو يحتضر واصفا إياه لولده عبد الله "يا بنى الموت أجل من أن يوصف ولكنى سأصف لك، أجدنى كأن جبال رضوى على عنقى وكأن فى جوفى الشوك وأجدنى كأن نفسى تخرج من إبرة"، وكانت آخر كلماته فى الدنيا "اللهم إنك أمرت بأمور ونهيت عن أمور تركنا كثيرا مما أمرت ورتعنا فى كثير مما نهيت اللهم لا إله إلا أنت".