في أثناء الحرب روت له زوجته أنها رأته في المنام مصابًا مع جنود وضباط على الجبهة فسألها: هل كان الكوبري سليمًا؟ فأجابته: نعم سليم، فرد بسرعة: الحمد لله! هو مهندس وعاشق الكباري، ومبدع تطوير تركيب الكباري الروسية، الذي أبهر وأحرج الروس عندما استطاع أن يقلب نظام تركيب الكباري التي قدموها لمصر ليتم إنجازها في ست ساعات بدلا من 72 ساعة. وهو بطل تفكيك وإبطال مفعول الألغام، ومهارته منحته لقب اليد النقية، لأنه لم يخب معه أي لغم. وهو قائد آخر يسقط وسط جنوده على خط الجبهة وفي أثناء معارك حرب أكتوبر المجيدة، تأتيه الإصابة القاتلة وهو واقف وسط لهيب القذائف يقوم بإصلاح أحد الكباري والمعارك محتدمة، حتى لا تتوقف إمدادات الجنود والمعدات للضفة الشرقية. "الشهيد أحمد حمدي"، كما نحفظ اسم النفق الذي يحمل اسمه، أو العميد مهندس أحمد حمدي، نائب مدير سلاح المهندسين في أثناء حرب أكتوبر وأحد قادة ألوية الكباري. ولد في 20 مايو 1929 بالمنصورة وتخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1951، قسم الميكانيكا، ثم التحق بالقوات الجوية في 1951، وبعدها نقل إلى سلاح المهندسين "الشهيد أحمد حمدي"، كما نحفظ اسم النفق الذي يحمل اسمه، أو العميد مهندس أحمد حمدي، نائب مدير سلاح المهندسين في أثناء حرب أكتوبر وأحد قادة ألوية الكباري. ولد في 20 مايو 1929 بالمنصورة وتخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1951، قسم الميكانيكا، ثم التحق بالقوات الجوية في 1951، وبعدها نقل إلى سلاح المهندسين عام 1954، وحصل على دبلوم الدراسات الميكانيكية من جامعة القاهرة عام 1957، ثم حصل على دورة القادة والأركان من أكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفييتي بتقدير امتياز عام 1961، ثم دورة الأركان الكاملة بدرجة الامتياز، وتدرج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة "عميد". لمتابعة التحقيقات الخاصة في يوم الشهيد وإلى جانب مشاركته في كل حروب مصر بعد تخرجه: العدوان الثلاثي والاستنزاف وأكتوبر، فقد كان موسوعة علمية هندسية عسكرية في الميكانيكا والمعمار والتكتيك وكل العلوم العسكرية. اكتسب لقب "اليد النقية" نظرًا لمهارته وسرعته الفريدة التى اشتهر بها فى إبطال آلاف الألغام قبل انفجارها. وخلال حرب 1956 أظهر الشهيد أحمد حمدى بطولة واضحة حينما فجر بنفسه كوبرى الفردان حتى لا يتمكن العدو من المرور عليه. وخلال حرب يونيو 1967 كان نائبًا لرئيس الفرع الهندسي بالمنطقة الشرقية، وعندما صدر الأمر بالانسحاب قام بتكليف من الفريق صلاح محسن، قائد الجيش الميداني، بنسف المستودع الرئيسي للقوات المسلحة الذي كان يضم كمية كبيرة من الذخيرة والوقود والأسلحة والمهمات والطعام في سيناء، ونسف خط أنابيب المياه الممتد من الإسماعيلية إلى عمق سيناء، كي لا يستفيد منه العدو، وقام كذلك بنقل بعض المهمات من أحد المستودعات بالشاطئ الشرقي للقناة إلى غربها. وأعاد حمدي تنظيم وتجهيز الدفاعات على الضفة الغربية، وهو صاحب فكرة إقامة نقاط المراقبة على الأبراج الحديدية العالية على الشاطئ الغربي للقناة بين الأشجار، بل ونفذ معظمها بيده. وفي عام 1971 كلف بإعداد لواء "كباري" جديد كامل وتشكيل وحداته وتدريبها لتأمين عبور الجيش الثالث الميداني، واستكمال معدات وبراطيم العبور بها، وتجهيز مناطق تمركزها على طول قناة السويس. أقرا أيضاالرقيب محمد سعد.. حقق حلمه بالعبور ونال الشهادة وانطلقت موجات الجنود لعبور قناة السويس في السادس من أكتوبر، وخلال ساعتين فقط كان نحو 15000 من قوات المهندسين العسكريين عبرت إلى القناة وتعمل فوق الساتر الترابي لخط بارليف، وفي الموجة الثانية عبرت 80 وحدة هندسية في قواربها الخشبية المحملة بالأفراد والطلمبات والخراطيم وخلافها من المهمات لفتح ممرات في الساتر الترابي. وسط أولئك وهؤلاء كان العميد أحمد حمدي يتقدم رجاله في الخطوط الأمامية، فأمضى ليل 6 أكتوبر من معبر لآخر يراجع ويتأكد بنفسه من تشغيل المعابر والكباري وكما خطط لها تم تجهيزها في زمن من 6 إلى 9 ساعات. وتحركت وحدات العبور على الطرق المحددة وفي التوقيت المخطط لها بالرغم من محاولات العدو إيقافها بالقصف المستمر أرضا وجوا. لكن في قطاع الجيش الثالث سار الأمر بشكل مختلف، حيث واجهت عملية فتح الممرات بالساتر الترابي وإنشاء الكباري أكثر من معوق، من قصف مركز من طائرات ومدفعية العدو إلى صلابة الساتر الترابي، مما أدى إلى إنشاء الكباري خلال 16 ساعة بدلا من 9 ساعات. لكن الأهم هنا أن أغلب الكباري التي أقيمت تم قصفها وإصلاحها وإعادة تشغيلها أكثر من خمس مرات، كل ذلك بإشراف مباشر من العميد أحمد حمدي. وفي 14 أكتوبر 1973 كان البطل الشهيد يشارك مع جنوده في إعادة إنشاء كوبري لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة وضرورية لتطوير وتدعيم المعركة، وفي أثناء عمله ظهرت مجموعة من البراطيم (فواصل الكباري) متجهة بفعل تيار الماء إلى الجزء الذي تم إنشاؤه من الكوبري بما يهدده مباشرة بالتدمير مرة أخرى، وبسرعة قفز البطل إلى ناقلة برمائية كانت قرب الكوبري وقادها بنفسه وسحب بها البراطيم بعيدا عن منطقة العمل، كل ذلك تحت القصف الجوي المستمر. وقبل الانتهاء من إنشاء الكوبري أصيب البطل بشظية متطايرة وهو وسط جنوده وكان الوحيد الذي سقط في هذا الموقع كأن الشظية اختارته تحديدًا للشهادة. أقرا أيضا قصص الشهداء المجهولين في حرب أكتوبر..حكايات الغريب كانت آخر كلمات العميد أحمد حمدي لأسرته قبل استشهاده بساعات في اتصال تليفوني مع زوجته تفيدة الأيوبي وابنه عبد الحميد الذي أوصاه بآخر ما قال: «خلى بالك من أمك واخواتك». تتذكر زوجته السيدة تفيدة منامًا رأته أفزعها قبل ذهابه للجبهة، ويدهشك تعليقه، فتقول إنها رأت فى المنام قبل سفره للحرب زوجها مصابًا وملقى على الأرض وسط مجموعة من الجنود والضباط، واستيقظت من النوم مفزوعة وباكية، وعندما شعر بها، أخبرته بالحقيقة، فسألها عن كوبرى العبور هل كان سليمًا فأجابت: «نعم سليم» فرد بسرعة: "الحمد لله".. وسافر للجبهة ولم يعد. وفي مذكراته يصف المشير عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 الشهيد بأنه كان هادئًا فى طباعه وعلى درجة عالية من الكفاءة فى عمله الهندسى، ولديه الإصرار التام على إنجاز مهامه مهما احتاج ذلك من جهد أو وقت. ويقول: "لا أتذكر، أثناء الخدمة معًا، أنى رأيته فى مقر قيادة الجبهة إلا نادرًا، فقد كنت أراه دائمًا عائدًا فى الساعات المتأخرة من الليل من الخطوط الأمامية بعد أن يكون قد أشرف على تنفيذ عمل هندسى تقوم به القوات أو الوحدات الهندسية". وكرمت مصر اسم الشهيد بأن منحته وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى. كما أطلق الرئيس السادات اسمه على أول معبر يربط سيناء وقارة آسيا بمصر وقارة إفريقيا، وهو النفق المشهور المعروف باسمه بين القاهرةوالسويس. كما أصبح يوم استشهاده يوم المهندس وعيد المهندسين المصريين. أقرا أيضاجول جمال.. سوري استُشهد في عشق مصر