ولد البطل أحمد حمدي في مايو عام 1929، تخرج وتخرج في كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الميكانيكا، و التحق بالقوات الجوية، ومنها نقل إلي سلاح المهندسين عام 1954، كما حصل الشهيد علي دورة القادة والأركان من أكاديمية فرونز العسكرية العليا بالإتحاد السوفيتي بدرجة امتياز. أطلق عليه زملاؤه لقب اليد النقية لأنه أبطل آلاف الألغام قبل أنفجارها وكان معروف عنة مهارتة وسرعتة في تفكيك الالغام ودرب اجيال في هذا المجال، وعند صدور اوامر الانسحاب في حرب 1967 رفض الانسحاب الا بعد أن يقوم بتدمير خطوط توصيل المياة بسيناء وبالفعل دمر خطوط مياة سيناء حتي لا تقع في يد العدو. كان صاحب فكرة إقامة نقاط للمراقبة علي أبراج حديدية علي الشاطئ الغربي للقناة بين الأشجار لمراقبة تحركات العدو ولم تكن هناك سواتر ترابية أو أي وسيلة للمراقبة وقتها، وقد نفذت هذه الفكرة واختار هو مواقع الأبراج بنفسه، وتولي قيادة لواء المهندسين المخصص لتنفيذ الأعمال الهندسية بالجيش الثاني الميداني وكانت القاعدة المتينة لحرب أكتوبر. كان له الدور الرئيسي في تطوير الكباري الروسية الصنع لتلائم ظروف قناة السويس و طور تركيب الكباري ليصبح تركيبها في 6 ساعات بدلا من 74 ساعة، وصمم وصنع كوبري علوي يتم تركيبة علي اساس وماسير حديدية يتم سحبها وتركيبها عاشق ومعشوق لاستخدام هذة الكباري في حالة فشل قوات الصاعقة في غلق فتحات النابلم في القناة. أسهم بنصيب كبير في إيجاد حل للساتر الترابي، وقام بوحدات لوائه بعمل قطاع من الساتر الترابي في منطقة تدريبية وأجري عليه الكثير من التجارب التي ساعدت في النهاية في التوصل إلي الحل الذي استخدم فعلا، وعندما حانت لحظة الصفر يوم 6 أكتوبر 1973 طلب اللواء من قيادته التحرك شخصيا إلي الخطوط الأمامية ليشارك أفراده لحظات العمل في تركيب الكباري علي القناة, وتحرك بالفعل إلي القناة واستمر وسط جنوده طوال الليل بلا نوم ولا طعام ولا راحة، ينتقل من معبر إلي آخر حتي اطمأن قلبه إلي بدء تشغيل معظم الكباري والمعابر. وصلي ركعتين شكرا لله علي رمال سيناء المحررة. استشهد في اكتوبر 1973 وسط جنوده في عملية إعادة إنشاء كوبري لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة وضرورية لتطوير وتدعيم المعركة، وأثناء ذلك ظهرت مجموعة من البراطيم متجهه بفعل تيار الماء إلي الجزء الذي تم إنشاءه من الكوبري معرضه هذا الجزء إلي الخطر وبسرعة بديهة وفدائية قفز البطل إلي ناقلة برمائية كانت تقف علي الشاطئ قرب الكوبري وقادها بنفسه وسحب بها البراطيم بعيدا عن منطقة العمل ثم عاد إلي جنوده لتكملة العمل برغم القصف الجوي المستمر، وقبل الانتهاء من إنشاء الكوبري يصاب البطل بشظية متطايرة وهو بين جنوده، وكانت الإصابة الوحيدة والمصاب الوحيد لكنها كانت قاتلة، ويستشهد البطل وسط جنوده كما كان بينهم دائما. تم تكريمه بأن منح اسمه وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولي، وأُختير يوم استشهاده ليكون يوم المهندس، كما أطلق الرئيس محمد أنور السادات اسم الشهيد علي النفق الذي يعبر تحت قناة السويس ويربط سيناء بباقي أرض مصر.