فى الوقت الذي تتحدث فيه حكومة الجزائر عن مؤامرة تتعرض لها البلاد ومحاولات "لاختراق الجدار الوطني" في ظل الاحتجاجات نجد أن الحزب الحاكم يقر بأحقية الشعب في التعبير عن رأيه "بعض الساسة وأشباههم أصبحوا يحلمون، فنتمنى لهم أحلاما سعيدة وصح نومكم"، تصريحات لمنسق هيئة التسيير في الحزب الجزائري ورئيس البرلمان معاذ بوشارب، تسببت في حالة من البلبلة داخل الحزب الحاكم بالتزامن مع الاحتجاجات الرافضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية جديدة. بوشارب اتهم المتظاهرين ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بإثارة الفتنة، وقلل من أهمية احتجاجاتهم، وأكد أنه "من حق الجزائريين التعبير عن مطالبهم وآرائهم، واستيائهم بالطرق السلمية"، متهما أطرافا قال إنها "ستفشل في مسعاها الدنيء بالسعي إلى الفتنة". وقال بوشارب: "بعض الساسة وأشباههم أصبحوا يحلمون، فنتمنى لهم أحلاما سعيدة وصح نومكم"، في إشارة إلى أن التراجع عن بوتفليقة يعد مجرد حلم. تلك التصريحات تسببت في جملة من الانتقادات داخل الجزائر للقيادي في الحزب الحاكم معاذ بوشارب، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رأوا في تصريحاته استفزازا لتحركاتهم وقال بوشارب: "بعض الساسة وأشباههم أصبحوا يحلمون، فنتمنى لهم أحلاما سعيدة وصح نومكم"، في إشارة إلى أن التراجع عن بوتفليقة يعد مجرد حلم. تلك التصريحات تسببت في جملة من الانتقادات داخل الجزائر للقيادي في الحزب الحاكم معاذ بوشارب، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رأوا في تصريحاته استفزازا لتحركاتهم السلمية ومطالبهم المشروعة، حتى إن البعض اعتبر أن مثل هذه التصريحات ستزيد من تأجيج الغضب وسترفع من درجة الاحتقان في صفوف المعارضين لتوجه السلطة إلى تمكين بوتفليقة من ولاية خامسة. حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر، تبرأ من تصريحات بوشارب، وندد 27 قياديا في الحزب ب"التصرفات والتصريحات اللا مسؤولة الصادرة عنه"، حسب وصفهم. بوتفليقة يتجاهل حراك الشارع برسالة «الاستمرارية» وجاء في بيان وقعه أعضاء اللجنة المركزية وأمناء المحافظات عقب اجتماع لهم عقد الأربعاء بالجزائر العاصمة: "إن الظروف الخاصة وغير الطبيعية التي يعيشها الحزب في الوقت الحاضر تستوجب عقد دورة اللجنة المركزية في أقرب وقت طبقا للقانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب وذلك لتمكين الحزب من الرجوع إلى وضعه الطبيعي لمواجهة مختلف التحديات". مطالبين بوتفليقة بالتدخل الفوري لإرجاع الحزب إلى وضعه النظامي العادي، والمطابق لقوانين الجمهورية، وقوانين الحزب. قياديو الحزب أشاروا إلى أن تصريحات بوشارب بعيدة كل البعد عن الخطاب الحقيقي لحزب جبهة التحرير الوطني وعن قيم ومبادئ ثورة نوفمبر الخالدة، حسب "روسيا اليوم". الحكومة في الجزائر تتحدث عن مؤامرة تتعرض لها البلاد ومحاولات "لاختراق الجدار الوطني"، في ظل الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، في الوقت الذي يقر الحزب الحاكم بأحقية الشعب في التعبير عن رأيه قائلا: "نتفهم ونحيي روح المسؤولية التي تحلى بها المشاركون في المسيرات السلمية التي أظهرت السلوك الحضاري للشعب الجزائري وفق الدستور والقوانين". كوادر داخل الحزب الحاكم اتهمت القيادة الحزبية بما سموه "استيلاء جماعة غير شرعية على قيادة الحزب"، ودعا بيان موقع من أكثر 50 كادرًا في الحزب، كل المناضلين "إلى عدم الانسياق وراء الدعوات التي توجهها جماعة استولت على قيادة الحزب من خلال انقلابات متتالية، مكنتها جهات خفية لتعدم شرعية المؤسسات الحزبية التي أقرتها المؤتمرات المتتالية". وكشف مراقبون أن بوادر انشقاق وتمرد بدأت تدب في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، بعد البيان الذي انتقدوا فيه تصريحات بوشارب. وسحبت المجموعة الثقة من بوشارب، معتبرين إياه غير شرعي داعين إلى التعجيل في عقد دورة للجنة المركزية على رأس الحزب، وفقا ل"الخليج". رفضا لحكم «الكرسي المتحرك».. الجزائر على صفيح ساخن وفي الوقت الذي تستمر فيه المظاهرات في الجزائر منذ انطلاقها في 22 فبراير الجاري، اعتراضا على ترشح بوتفليقة لفترة ولاية خامسة، حذر قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، من الانسياق وراء دعوات مشبوهة، ودعوات تجر البلاد إلى انزلاقات، وقال إن الجيش وبحكم المهام الدستورية المخولة له، يعتبر كل من يدعو إلى العنف هو إنسانا يجهل أو يتجاهل رغبة الشعب الجزائري بالعيش في كنف الأمن والأمان. ولم يعتد أعضاء جبهة التحرير الوطني، الواجهة السياسية للنظام الحاكم منذ استقلال الجزائر عام 1962، على "التمرد" ضد قرارات بوتفليقة، الذي نصبوه رئيسا فخريا عليهم دون أن يقوم بأي نشاط حزبي منذ وصوله إلى الرئاسة عام 1999، إلا أن بوادر التمرد بدأت تطفو على السطح.