«قيمة اليوان».. شرط أمريكي للهدنة التجارية مع الصين

وضعت الولايات المتحدة الأمريكية امتناع الصين عن التلاعب بقيمة عملتها اليوان كشرط رئيسي للتوصل إلى أي صيغة اتفاق تنهي الحرب التجارية بين البلدين
لا تزال الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، لم تعرف الهدنة الحقيقية بين الجانبين حتى الآن، فعلى الرغم من الإجراءات المؤقتة التي تم اتخاذها على مدى الأشهر القليلة الماضية، والتي كانت من المتوقع أن تكون أساسًا للوصول إلى تسوية نهائية. وعلى الرغم من تلك القرارات التي ألغت العمل بالرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها الجانبان، إلا أنه لا يزال هناك موضع خلاف آخر يلوح في الأفق خلال الساعات القليلة الماضية، وتحديدًا ما يتعلق بقيمة العملة الصينية المتغيرة بشكل مستمر.
ويطالب المفاوضون الأمريكيون الصين، بعدم خفض قيمة اليوان كشرط لأي صفقة تجارية محتملة، ومن المحتمل أن يواجه مثل هذا الإجراء مقاومة ضعيفة من الصينيين، خاصة وأن هناك مصلحة لبكين تكمن في الحصول على عملة أقوى، كما قال الخبراء لشبكة "سي إن بي سي" الأمريكية. اقرأ أيضًا: قيمة اليوان.. الصين تناور بآخر كروتها
ويطالب المفاوضون الأمريكيون الصين، بعدم خفض قيمة اليوان كشرط لأي صفقة تجارية محتملة، ومن المحتمل أن يواجه مثل هذا الإجراء مقاومة ضعيفة من الصينيين، خاصة وأن هناك مصلحة لبكين تكمن في الحصول على عملة أقوى، كما قال الخبراء لشبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.
وكان سعر صرف اليوان مقابل الدولار، محل شكاوى متكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفي يوليو من العام الماضي، قال لشبكة "سي إن بي سي"، إن العملة الصينية كانت "تسقط مثل الصخرة"، مشيرًا إلى أنها لطالمها وجهت ضربات اقتصادية لأمريكا.
ومنذ ذلك الحين، تعزز اليوان بنحو 1% مقابل الدولار الأمريكي، وقالت بكين إن بنك الشعب الصيني يواصل عمله للحصول على عملة أقوى.
وقال فيشنو فاراثان، رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجية في بنك "ميزوهو"، إن ذلك لم يمنع البيت الأبيض من الحصول على تأكيدات بأنه لن يكون هناك تخفيض في قيمة العملة الصينية، لكن السعي الأمريكي لاستقرار اليوان "لا داعي له".
وأضاف فاراثان: "فكرة تخفيض قيمة اليوان الصيني كإستراتيجية (تجارية) ليست قديمة فحسب بل هي مضللة أيضًا"، مشيرًا إلى أن جدال بكين في هذا الصدد يهدف إلى منع الانهيار المفاجئ والمفرط في قيمة اليوان الصيني، الذي تسببت فيه المخاطر التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى تدفقات رأس المال إلى الخارج وتذبذبات سوق الأصول.
وأوضح أن خطر انخراط بكين في تخفيض قيمة اليوان الصيني، هو أمر جسيم إن لم يكن متصورًا في أذهان القائمين على الاستراتيجية المالية بالبلاد.
ومن جانبها، رفضت السلطات الصينية مثل هذه المخاوف في مؤتمر صحفي، يوم الأربعاء، بعد تقرير وكالة الأنباء الأمريكية بلومبرج، قالت خلاله إن مصادر مطلعة على المفاوضات التجارية، أكدت أن فريق ترامب يطلب من الصين الحفاظ على استقرار اليوان".
ودافع جينج المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، عن موقف بلاده من خلال 3 نقاط:
أولًا: لقد أوضحت الصين كدولة مسؤولة موقفها بشكل متكرر بأنها لا تشارك في خفض قيمة المنافسة.
ثانيًا: لن نستخدم سعر صرف البنك الشعبي كأداة للضغط وسط الخلافات التجارية بين البلدين.
ثالثًا: نأمل أن تتمكن الولايات المتحدة من احترام قانون الأسواق والوقائع الموضوعية والامتناع عن تسييس قضايا سعر الصرف.
وكان ثاني أكبر اقتصاد في العالم في طريقه إلى فتح قطاعه المالي، كما كان يدفع باتجاه المزيد من الاستخدام الدولي لليوان، لذلك فإن من مصلحة الصين الحفاظ على استقرار العملة، خاصة وأنها تفتح الأسواق المحلية أمام الاستثمارات الدولية، حسبما قال توان هيونه، رئيس الاستثمار في الأسواق الناشئة في قسم إدارة الثروات ب"دويتشه بنك".