الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين، أصبحت قاب قوسين أو أدنى، خلال الفترة الأخيرة، بعد أن نفذت الدولتان وعودهما بفرض رسوم جمركية على بضائع بعضهما البعض. وفي آخر حلقة من الصراع، أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، قائمة تضم بضائع صينية تبلغ قيمتها نحو 200 مليار دولار، من المقرر فرض رسوم جمركية عليها. لم يتم فرض الرسوم الجمركية مباشرة، حيث من المقرر أن تدخل في مناقشات لمدة شهرين، على أن يتم اتخاذ قرار نهائي بشأنها في الفترة بين 20 و23 أغسطس المقبل. ونقلت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، عن راجيف بيسواس كبير الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادي في شركة "أي إتش إس ماركيت" للاستشارات المالية، أن القائمة الجديدة تظهر أن واشنطن تستهدف الصناعات التحويلية الصينية، المعدة للتصدير. وأضاف أن فرض رسوم جمركية على الثلاجات ومنتجات القطن والصلب والألومنيوم، يشير إلى أن إدارة ترامب تسعى إلى إستهداف صناعة الإلكترونيات والنسيج والمنتجات المعدنية، وقطع غيار السيارات الصينية. وأشار بيسواس إلى أنه "بالنسبة للصين، تعد أمريكا أكبر سوق لمنتجاتها، حيث تستقبل أسواق الولاياتالمتحدة 19% من الصادرات الصينية، ولذا فإن فرض الولاياتالمتحدة رسوما جمركية على بضائع صينية أخرى بقيمة 200 مليار دولار، يعني أن نحو نصف البضائع الصينية المصدرة للولايات المتحدة، ستواجه رسومًا جمركية عقابية". اقرأ المزيد: حرب تجارية باردة بين الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية وأكمل الخبير الاقتصادي "أن قطاع التصدير الصيني، سيواجه تدهورا هائلا في القدرة التنافسية في السوق الأمريكي، أمام أسواق ناشئة مثل فيتنام وكوريا الجنوبية، وتايلاند وبنجلاديش، والمكسيك والبرازيل". من جانبه، أشار فيشنو فاراثان رئيس الاقتصاد والاستراتيجية في بنك "ميزوهو"، إلى أن البضائع الواردة في القائمة مختارة بعناية فائقة، وذلك "لضمان أقل تأثير سلبي على الاقتصاد الأمريكي، والأخذ في الاعتبار مصلحة المستهلكين في الولاياتالمتحدة"، مضيفًا أنه يمكن فهم لماذا تم استبعاد الهواتف المحمولة الصينية من القائمة. وقال فاراثان، إن استبعاد الهواتف المحمولة الصينية من قائمة البضائع المفترض توقيع رسوم جمركية عليها، قد يؤثر بالسلب على جهود الولاياتالمتحدة، في مواجهة مبادرة "صنع في الصين 2025"، وهي خطة استراتيجية تهدف لجعل الصين رائدة في الصناعات الكبرى. ومن ضمن هذه المجالات التي تستهدفها بكين هي مجال الصناعات التكنولوجية المتطورة، وتضم القائمة الأمريكية، مكونات تستخدم في هذه الصناعات، مما قد يؤثر على المبادرة الصينية. البضائع المتأثرة بالرسوم الجمركية تستهدف القائمة الأخيرة للبضائع الصينية المتوقع فرض رسوم جمركية عليها، أهم الصادرات الصينية وتشمل الإلكترونيات والمنسوجات والمنتجات المعدنية وقطع غيار السيارات، وتندرج تحت هذه الصناعات، منتجات محددة مثل الثلاجات والحقائب والقطن ومنتجات الألومنيوم والصلب الصينية. كما ستتأثر صناعات الأغذية والمنتجات الشخصية، بهذه الرسوم الجمركية المتوقعة، وأبرزها منتجات الأسماك مثل السردين، وسمك التونة، وكذلك العديد من أنواع المنتجات الغذائية مثل الثوم والبرتقال والكرز. اقرأ المزيد: أسلحة ترامب في الحرب التجارية مع الصين ومن المقرر أيضا أن تفرض رسوم جمركية على منتجات التجميل بما في ذلك الشامبو ومنتجات المكياج. وتأتي قائمة البضائع الجديدة، بعد تحذيرات من ترامب بأنه قد يفرض رسوما جمركية على بضائع صينية تصل قيمتها إلى 500 مليار دولار، في حال ردت بكين على الرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضت على ما يصل قيمته إلى 34 مليار دولار من السلع الصينية الجمعة الماضية. وعلى الرغم من تهديدات الرئيس الأمريكي، ردت الصين بفرض رسوم جمركية انتقامية على البضائع الأمريكية، بنفس القيمة. كيف سيتأثر الاقتصاد الصيني؟ أكد راجيف بيسواس أن الممثل التجاري الأمريكي، يضع في الاعتبار الاضطرابات التي سيتعرض لها الاقتصاد الصيني بعد فرض هذه الرسوم بشكل رسمي، إلا أنه أشار إلى أنه من المتوقع أن تساعد بعض القطاعات في تخفيف الضرر على الاقتصاد الكلي للصين. وأضاف أن الرسوم الجمركية الأقل من سابقتها، ستساعد في تقليل الأضرار، كما ستتسبب في انخفاض هائل في قيمة اليوان الصيني أمام الدولار الأمريكي، "وهو ما سيمثل تعويضا للقدرات التنافسية للبضائع الصينية المتضررة بسبب الرسوم الجمركية"، حيث ستكون البضائع الصينية أرخص بالنسبة للمستهلك الأمريكي. فعلى الرغم من أن الولاياتالمتحدة تعد سوقًا مهمًا للبضائع الصينية، فإن الصادرات الصينية إلى أمريكا لا تمثل سوى 19% من إجمالي صادراتها إلى العالم. اقرأ المزيد: هل تتأثر مصر بالحرب التجارية بين الصينوأمريكا؟ وأكد بيسواس أنه "على الرغم من أن قطاع التصدير الصيني، لا يعتمد بشكل أساسي على السوق الأمريكي، فإن السوق الأمريكي مهم بشكل كبير لبعض الصناعات التصديرية الصينية".