فقد الأجر والغذاء.. مصير مجهول للعاملين في أمريكا

تتعرض الفئات العاملة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى تحديات ضخمة على كل المستويات.. خاصة في ظل حالة الصراع السياسي التي أدت إلى إغلاق الحكومة
لم تعد الأزمة المتعلقة بإغلاق الحكومة في الولايات المتحدة الأمريكية مجرد مشكلة سياسية بين أطراف مختلفة للسلطة التشريعية والبيت الأبيض، ولكن امتدت آثارها لتلمس الأبعاد الاجتماعية في أمريكا، وهو الأمر الذي كبَد العديد من الفئات خسائر كبيرة. وجاءت الفئات العاملة في الولايات المتحدة على رأس المتضررين من إغلاق الحكومة الأمريكية بسبب النزاع السياسي بين ترامب ومجلس النواب، خاصة أن بعض تلك الفئات خسرت المصادر الرئيسية للدخل، بالإضافة إلى عدد من المميزات الاجتماعية التي كانت تتولى مسؤوليتها الحكومة.
شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، سلطت الضوء على الفئات المتضررة من إغلاق الحكومة، الذين كان على رأسهم الطبقة العاملة، التي كانت من العوامل الرئيسية لمجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رأس السلطة في البيت الأبيض عام 2016. 800 ألف متضرر.. إغلاق الحكومة الأمريكية قد يطول الفئات العاملة التي اعتقدت
شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، سلطت الضوء على الفئات المتضررة من إغلاق الحكومة، الذين كان على رأسهم الطبقة العاملة، التي كانت من العوامل الرئيسية لمجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رأس السلطة في البيت الأبيض عام 2016.
800 ألف متضرر.. إغلاق الحكومة الأمريكية قد يطول
الفئات العاملة التي اعتقدت أن قدوم ترامب للبيت الأبيض سيؤدي إلى حل مشاكلهم التي يدركها جيدًا، اصطدمت أحلامهم بالأزمة السياسية المشتعلة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي قد تؤدي إلى استمرار إغلاق الحكومة إلى عدة أشهر مقبلة.
المكاسب التي تحققت في سوق الأوراق المالية والاقتصاد القوي كانت تحجب حقيقة أن العديد من العمال الأكثر تهميشًا ممن يملكون مهارات ومستويات تعليمية محدودة، ما زالوا يكافحون، في ظل إدارة ترامب، في حين أن الأمور لا تزال تسير في صالح طبقة الأثرياء.
وأكدت الشبكة الأمريكية أن أكثر من 800 ألف عامل فيدرالي في جميع أنحاء البلاد سيفقدون رواتبهم بالكامل إذا فشلت الحكومة في إعادة فتح أبوابها مجددًا، وهو الأمر الذي حاول ترامب تخفيف أضراره، بالتشديد على أنه سيتم إجراء بعض التعديلات في أوضاع هؤلاء العمال حال استمرار الإغلاق.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن الإغلاق سيكون له تأثير كبير على الشركات الصغيرة، خاصة أنها تعتمد على تلك الفئات لشراء السلع والمنتجات.
ترامب 2018.. السياسة كادت تطرده من البيت الأبيض
الجدار العازل بين المكسيك والولايات المتحدة، الذي كان أكثر مناصري ترامب يعتبرونه رمزًا سياسيًا لقاعدة "أمريكا أولًا"، بدأ يفقد جاذبيته للبعض مع استمرار توقف الحكومة عن العمل، خاصة أن العمال الذين كانوا سببًا في نجاح ترامب ووصوله إلى الرئاسة الأمريكية، باتوا يدركون أن الجدار لن يُغذي عائلاتهم أو يضيء منازلهم ويمنح الضمانات الاجتماعية المطلوبة للعيش.
وبخلاف تلك العوامل، فإن هناك أسبابا أخرى قد تجعل العمال الأمريكيين يشعرون بخيبة أمل تجاه الرئيس، حيث تعهد ترامب خلال حملته الرئاسية بإعادة وظائف تعدين الفحم، ومع ذلك، وكما ذكرت وكالة أنباء بلومبرج الأمريكية، فإن المحللين لا يتوقعون أن يكون لخطة ترامب لصناعة الفحم تأثير كبير على ثروات العمال.
ترامب الذي قال إنه قلب اقتصاد ولاية فرجينيا الغربية يكمن في خفض أنظمة الطاقة، لم يستطع أن يُحسن دخول العائلات والطبقات العاملة في تلك المنطقة، بما يتناسب مع السياسات الاقتصادية التي كان يرغب في اتباعها بالولاية.
وعلى مدى العقد الماضي، لم تشهد الأسر في ولاية ويست فرجينيا من الطبقة المتوسطة أي مكاسب في الدخل العام من النمو الاقتصادي المتواضع في الولاية، كما لم تحقق أي مكاسب جديدة في عهد ترامب.
أزمة في الولايات المتحدة بسبب «جدار ترامب»
وعلى مستوى الأضرار الاقتصادية، قد يكون العاملون الأمريكيون ضحايا إغلاق الحكومة، خاصة أن 42 مليون عامل أمريكي معرضون لانعدام الأمن الغذائي، وذلك حسب برنامج المساعدة الغذائية التكميلية "SNAP"، الذي يؤثر على أكثر من 50 ولاية أمريكية.