تمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الفوز بالرئاسة في 2016 بالترويج لفكرة مكافحة الهجرة.. ويبدو أنه يسعى لتبني الفكرة نفسها للفوز في انتخابات 2020.. فهل ينجح في ذلك؟ في مسعاه للفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة في 2016، اعتمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الترويج بين مؤيديه بأن البلاد في خطر بسبب الهجرة غير الشرعية، والتي وصفها بأنها أصل كل المشاكل المعقدة التي تواجهها الولاياتالمتحدة، بداية من نقص فرص العمل، مرورا بانتشار الجريمة وصولا إلى تجارة المخدرات، ليعلق ناخبوه كل المشاكل التي تواجههم على شماعة الهجرة، في الوقت الذي انتقد فيه معارضوه هذه الفكرة، مؤكدين أنها فكرة عنصرية، وتسببت في انتشار العداء ضد الأجانب. وأشارت شبكة "بلومبرج" إلى أن الجدار الحدودي مع المكسيك، أصبح الرمز الرئيسي لهذه الفكرة بين الرئيس الأمريكي ومؤيديه. حيث يقول مارك كريكوريان، المدير التنفيذي لمركز دراسات الهجرة، والمؤيد لتقليل أعداد المهاجرين للولايات المتحدة، إن "الهجرة أصبحت القضية التي يربطها معظم الأمريكيين بمشاكل البلاد". وأضاف وأشارت شبكة "بلومبرج" إلى أن الجدار الحدودي مع المكسيك، أصبح الرمز الرئيسي لهذه الفكرة بين الرئيس الأمريكي ومؤيديه. حيث يقول مارك كريكوريان، المدير التنفيذي لمركز دراسات الهجرة، والمؤيد لتقليل أعداد المهاجرين للولايات المتحدة، إن "الهجرة أصبحت القضية التي يربطها معظم الأمريكيين بمشاكل البلاد". وأضاف أن "الجدار الحدودي، كان طريقة ترامب في التأكيد على رغبته في تطبيق قوانين الهجرة بشكل فعال، على عكس الرؤساء السابقين". ويبدو أن مشكلة الهجرة أزمة رئيسية للعديد من الناخبين الجمهوريين، ففي انتخابات الرئاسة 2016، كشفت النتائج النهائية للانتخابات أن ال13% من المصوتين الذين اعتبروا الهجرة الدافع الرئيسي لهم للتصويت، فضلوا ترامب بنحو 31 نقطة. 800 ألف متضرر.. إغلاق الحكومة الأمريكية قد يطول وفي انتخابات التجديد النصفى للكونجرس في 2018، دعم ال23% من الناخبين الذين اعتبروا الهجرة القضية الأساسية التي تهمهم، مرشحين جمهوريين، وهو ما تسبب في فوز الحزب الجمهوري بأغلبية مجلس الشيوخ. ويرى جاك بيتني، أستاذ العلوم السياسية في كلية كليرمونت ماكينا، أن قضية الهجرة "أصبحت أمرا واقعا"، مضيفا أنه "بالنسبة للقاعدة الجماهيرية للجمهوريين، فإن المخدرات والجريمة والعمالة الرخيصة تأتي من دول الجوار، وأن الجدار الحدودي يمكن أن يمنعها". وهو ما دفع النائب الجمهوري المحافظ مارك ميدوز إلى التأكيد أن حظوظ ترامب في الفوز بإعادة انتخابه في 2020، قد تتأثر إذا فشل في الوفاء بوعده ببناء الجدار. إلا أن الشبكة أشارت إلى أنه في انتخابات التجديد النصفي، تسبب تركيز ترامب على هذه القضية فقط، وهجومه غير المسبوق على قافلة المهاجرين القادمة من دول أمريكا الوسطى إلى الولاياتالمتحدة، في نتائج عكسية في بعض الولايات التي يحتاج إليها للفوز في انتخابات 2020. ترامب 2018.. السياسة كادت تطرده من البيت الأبيض
ففي ولايات بنسلفانيا وويسكونسن، وميتشجان، التي ساعدته في الوصول إلى البيت الأبيض بنحو 80 ألف صوت، اكتسح الديمقراطيون انتخابات الحكام ومجلس الشيوخ، كما تمكنوا بالفوز في العديد من انتخابات مجلس النواب بها. القضية ألقت بظلالها على ترامب نفسه، ففي اجتماعه مع نانسي بيلوسي وتشاك شومر قائدي الديمقراطيين في الكونجرس، في 11 ديسمبر أكد أنه "مستعد بكل فخر أن يغلق الحكومة، من أجل أمن الحدود"، لكن بعدها أشار عدد من مساعدي الرئيس إلى أن البيت الأبيض سيتراجع، وهو ما دفع مجلس الشيوخ إلى تمرير مشروع إنفاق لا يتضمن تمويل بناء الجدار. إلا أن هذا دفع العديد من السياسيين الجمهوريين المحافظين إلى شن هجوم حاد على ترامب، الذين اتهموه بخيانة مؤيديه. وفي محاولة لإنقاذ الموقف، أدرج مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون 5 مليارات دولار في مشروع الإنفاق الذي أقره مجلس الشيوخ لتمويل بناء الجدار، وهو ما أسفر عن المواجهة التي تسببت في إغلاق الحكومة الفيدرالية جزئيا. أزمة في الولاياتالمتحدة بسبب «جدار ترامب»
وقال مارك كريكوريان ل"بلومبرج": "أعتقد أن ترامب فهم الرسالة، وقرر القتال من أجل القضية"، مضيفا أنه "بغض النظر عن الضرر السياسي الذي يتعرض له الجمهوريون من إغلاق الحكومة، فسيكون أقل مما لو استسلم الرئيس بشأن هذا الأمر"، مضيفا أنه إذا تمكن الديمقراطيون من منع ترامب من تمويل الجدار، "فإن ذلك يمكن أن يقوض مصداقيته مع ناخبيه". بينما يرى السيناتور الجمهوري السابق بوب كوركر أن "ترامب اصطنع هذه المعركة، حتى يبدو كأنه يقاتل".