أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق من الشهر الجاري انسحاب قوات بلاده من سوريا.. وهو ما حذر منه عدد من المراقبين.. ويبدو أن ترامب سيستمع لتحذيراتهم تحتفظ الولاياتالمتحدة بوجود عسكري في سوريا منذ أواخر 2015، يقدر بنحو ألفي جندي منتشرين في 14 قاعدة عسكرية في جميع أنحاء سوريا لمساعدة القوات التي تقاتل تنظيم "داعش" الإرهابي. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 19 ديسمبر الجاري، سحب القوات الأمريكية من البلاد بشكل كامل وسريع، قائلا: "لقد هزمنا داعش في سوريا، وهذا السبب الوحيد لوجود القوات الأمريكية هناك"، إلا أن القرار المفاجئ أثار غضب العديد من المراقبين، الذين حذروا من العواقب الوخيمة لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، ويبدو أن الرئيس الأمريكي استمع لهذه التحذيرات سيعيد النظر في قراره. حيث نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، قوله إن ترامب أصبح أكثر استيعابا لعواقب هذا القرار، ووافق على إعادة تقييم قراره بسحب القوات الأمريكية من البلاد فورا. إلا أن جراهام أشار إلى أن ترامب ما زال متمسكا حتى الآن بفكرة إعادة القوات الأمريكية في سوريا إلى الولاياتالمتحدة، حيث نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، قوله إن ترامب أصبح أكثر استيعابا لعواقب هذا القرار، ووافق على إعادة تقييم قراره بسحب القوات الأمريكية من البلاد فورا. إلا أن جراهام أشار إلى أن ترامب ما زال متمسكا حتى الآن بفكرة إعادة القوات الأمريكية في سوريا إلى الولاياتالمتحدة، في الوقت الذي يقيم فيه الديناميكيات الإقليمية، مضيفا أن ترامب لم يتراجع بشكل كامل عن قراره. وقال السيناتور الجمهوري للصحفيين في البيت الأبيض حيث تناول الغداء مع ترامب، إنه "لم يشعر بهذا القدر من الارتياح من قبل، بعد مناقشاته مع ترامب وجوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة، التي اتفقوا بعدها على إبطاء وتيرة الأمور في الوقت الحالي". إلا أنه أضاف أن "الهدف الرئيسي المتمثل في مغادرة سوريا بشكل كامل والتأكد من عدم عودة داعش مرة أخرى، ما زال قائما". البيت الأبيض: بدء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا
وأكمل لاحقا: "إننا في حالة توقف مؤقت الآن، حتى نعيد تقييم الطريق الأنسب، لتحقيق هدف الرئيس المتمثل في إعادة القوات الأمريكية من سوريا". ومن جانبه لم يوضح البيت الأبيض حتى الآن ما إذا كان الرئيس الأمريكي قد توصل إلى قرار نهائي بشأن خططه في سوريا، التي أثارت انتقادات عدة بعد الإعلان عنها. وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أنه من المخطط أن يقوم مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، برحلة إلى إسرائيل وتركيا في بداية العام الجديد، لمناقشة القرار مع الشركاء الإقليميين. وقال جراهام إنه خلال زيارة ترامب المفاجئة إلى العراق الأسبوع الماضي، حذره عدد من القادة الأمريكيين الموجودين على الأرض هناك، من أن خطر داعش لم ينته تماما، وهي الزيارة التي وصفها السيناتور الجمهوري بأنها تجربة "أنارت عقل ترامب". هل أمر ترامب بسحب قواته من سوريا؟.. البنتاجون يعلق
كان جراهام واحدا من أكثر المنتقدين لقرار الرئيس الأمريكي للانسحاب من سوريا، وأشار بعد إعلان القرار، إلى أنه يخطط لتقديم قرار في مجلس الشيوخ يدعو الرئيس ترامب للتراجع عن قراره. إلا أنه غادر اجتماعه مع ترامب، أمس الأحد، سعيدا، وقال: "لدي شعور أفضل الآن حيال الوضع في سوريا، عما كنت أشعر قبل اللقاء، إن الرئيس مهتم بهذا الأمر حقا، وأعتقد أن زيارة العراق جاءت في وقت مناسب". إلا أنه خلال زيارته المفاجئة للعراق، التي تعد الأولى للرئيس الأمريكي إلى منطقة صراع تشارك فيها قوات أمريكية، أكد ترامب تمسكه بقراره الانسحاب من سوريا، قائلا إن العالم لن يعتبر الأمريكيين "مغفلين" بعد الآن، لأننا نحمي بلدانا أخرى. وأضاف ترامب: "إن القادة العسكريين طلبوا مني منحهم المزيد من الوقت، لكنني رفضت، وقلت لهم لقد أخذتم كفايتكم من الوقت، لقد قضينا عليهم تماما". بعد قرار الانسحاب.. قصة الوجود الأمريكي في سوريا
كان جراهام قد حذر في وقت سابق من أمس الأحد، قبل لقائه مع الرئيس الأمريكي، من أن انسحاب القوات الأمريكية قد يتسبب بشكل مباشر في مقتل الشعب الكردي في سوريا. ونقلت "سي إن إن" عن جراهام قوله إن "هناك عددا من الأسباب المهمة لبقاء القوات الأمريكية في سوريا، وعلى رأسها التأكد من عدم عودة داعش إلى البلاد". وأضاف: "نحن بحاجة إلى إبقاء قواتنا هناك، إنهم على بعد خطوات قليلة من القضاء على داعش، لكننا لم نقض عليها بعد، إذا غادرنا الآن، سيتعرض الأكراد لمذابح".