وفي مشهد مشابه لما حدث مع "البوعزيزي" مفجر الثورة التونسية، أقدم شاب تونسي اليوم، يُدعى عبد الرزاق رزقي يعمل مصورا صحفيا، على حرق جسده في مدينة القصرين في يوم الجمعة 17 من ديسمبر عام 2010م، شهد العالم حدثا ربما الأبرز في الألفية الثالثة حتى الآن، إذ أقبل شاب يُدعى محمد البوعزيزي على إضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيدالتونسية، احتجاجا على مصادرة البلدية في المدينة العربة التي كان يبيع عليها الخضار والفاكهة. أهمية الحدث الذي كان بطله الشاب الضعيف محمد البوعزيزي لم تقف عند التخلص من حياته بهذه الطريقة، اعتراضا على الظلم، بل تكمن في أنها كانت شرارة ثورات الربيع العربي التي انطلقت من تونس. وتأثرت مصر وسوريا وليبيا بتلك الشرارة فخرجت الشعوب، احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية الصعبة وأملا في انتزاع مستقبل أفضل، سيما أنها أسقطت الأنظمة القائمة وقتها في أيام قليلة. انتحار على طريقة البوعزيزي وفي مشهد مشابه لما حدث مع "البوعزيزي" مفجر الثورة التونسية قبل ثماني سنوات، أقدم شاب تونسي اليوم الاثنين، وتأثرت مصر وسوريا وليبيا بتلك الشرارة فخرجت الشعوب، احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية الصعبة وأملا في انتزاع مستقبل أفضل، سيما أنها أسقطت الأنظمة القائمة وقتها في أيام قليلة. انتحار على طريقة البوعزيزي وفي مشهد مشابه لما حدث مع "البوعزيزي" مفجر الثورة التونسية قبل ثماني سنوات، أقدم شاب تونسي اليوم الاثنين، يُدعى عبد الرزاق رزقي يعمل مصورا ومراسلا لقناة "تلفزة تي في" الخاصة، على حرق جسده في مدينة القصرين، وتوفي متأثرا بحروقه البليغة. وأفادت الصحف التونسية بأن رزقي الذي يبلغ من العمر، 29 سنة، كان يعاني من مشكلات اجتماعية ما أثّر على حالته النّفسيّة وجعله يقدم على الانتحار بهذه الطريقة. وقال مصدر قريب من المصور المنتحر لوكالة الأنباء الألمانية، إن رزقي سكب البنزين على جسده بساحة الشهداء وسط المدينة، ومن ثم أضرم النار في جسده. وأوضح أنه نُقل إلى المستشفى الجهوي في القصرين، إحدى أكثر الجهات فقرا في البلاد، وسيتم نقله لاحقا إلى مستشفى الحروق البليغة في العاصمة بسبب حالته الصحية الخطيرة، وذلك قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. فيما تداول عدد من الصفحات الإخبارية مقطع فيديو للصحفي المنتحر في ولاية القصرين، وهو يستعد لإضرام النار في جسمه أمام مقر الولاية. ويظهر الشاب وهو يتحدث عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها القصرين، مشيرا إلى أنها لم تحظَ بنصيبها في التنمية، ليظهر في نهاية الفيديو وهو يحمل قارورة بنزين قبل أن يقدم على الانتحار حرقا. وخرج على إثر الحادث عدد من الشباب في القصرين، احتجاجا على الأحوال الاقتصادية الصعبة التي وصلت إليها المدينة والتي تسببت في نهاية "رزقي" حرقا. رد نقابة الصحفيين التونسيين نقابة الصحفيين التونسيين لوحت بتنظيم إضراب عام في القطاع الإعلامي العمومي وبسلسلة من التحركات الاحتجاجية بسبب حادث وفاة المصور الصحفي حرقا نتيجة أوضاعه الاجتماعية. وقالت النقابة في بيان لها مساء اليوم الاثنين، إن رزقي أضرم النار في جسده نتيجةَ ظروف اجتماعية قاسية وانسداد الأفق وانعدام الأمل، وألقت باللائمة على الدولة وحملتها المسؤولية في تفشي الفساد بالمؤسسات الإعلامية، وغض الطرف عن انتهاكات مهنية بحق الصحفيين و"مخالفة القوانين الشغلية على حساب قوتهم ومعيشتهم" بحسب قولها. وأشارت إلى أن حرية التعبير والصحافة أحد أبرز مكاسب الثورة في تونس، التي أطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011 غير أن الأوضاع الاجتماعية لغالبية الصحافيين لم تساير طفرة الحرية. وبحسب البيان، فقد حذرت النقابة المؤسسات الإعلامية من التمادي في التنصل من التزاماتها القانونية والعبث بحقوق الصحافيين، كما اتهمت السلطات بالتواطؤ مع هذه المؤسسات والتقاعس عن القيام بدورها الرقابي. وشهدت مدينة القصرين، أحد اكثر المناطق فقرا وتهميشا في البلاد، مساء اليوم الأثنين حالة من التوتر بجانب احتجاجات في الشوارع عقب اعلان وفاة رزقي في المستشفى الجهوي بالقصرين. وقال شهود لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن محتجين تجمعوا وسط المدينة وأحرقوا العجلات المطاطية وأغلقوا عددا من الطرق الرئيسية قرب حي النور، فيما ردت قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع في محاولة لتفرقتهم. السترات الحمراء وفي 10 من ديسمبر الماضي، أطلقت حركة شبابية حملة "السترات الحمراء"، كحركة احتجاج سلمية للمطالبة بالتغيير على غرار حملة السترات الصفراء في فرنسا، فيما أعلن محاميو تونس، إضرابهم عن العمل في محاكم البلاد كافة، وقرر أساتذة التعليم الثانوي تنظيم يوم غضب وطني، وأصدر ناشطون بيانا نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للإعلان رسميا عن إطلاق الحملة على طريقة السترات الصفراء في فرنسا، والشروع في تأسيس تنسيقيات محلية للحملة في الجهات. وجاءت هذه الخطوة التصعيدية وفقا للناشطين، ردا على "الفشل والفساد وغلاء المعيشة والبطالة وسوء الإدارة والهيمنة على مفاصل الدولة واستمرار سياسات التفقير الممنهج". وجاء في البيان "نعلن رسميا، نحن مجموعة من الشباب التونسي، تأسيس حملة السترات الحمراء لإنقاذ تونس في ظل غياب المصداقية والتصور وضبابية الرؤية لدى الطبقة السياسية الحالية، وتعمق الهوة بينها وبين الشعب التونسي"، على حد تعبيرهم. وأوضح البيان، أن حركة "السترات الحمراء" هي استمرارية لنضال الشعب التونسي وخطوة لاستعادة التونسيين لكرامتهم وحقهم في العيش الكريم الذي سلب منهم. وأعلنت الحملة عن "التزامها بالاحتجاج المدني السلمي في التعبير عن الرأي ورفض الواقع السائد". وقال رياض جراد، المتحدث باسم حملة "السترات الحمراء"، في تصريحات صحفية، إنه تلقى رسالة من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، نقلها مستشاره السياسي، نور الدين بن تيشة، الذي قال له في اتصال هاتفي (نقلا عن قائد السبسي) "ثقتنا كبيرة في الشباب التونسي وتونس أمانة في رقابكم"، وهو ما يؤكد الدعم «الضمني» للرئيس التونسي لهذا الحراك. من جهتها، أكدت الرئاسة التونسية، أنه لا تربطها أية علاقة بحملة السترات الحمراء، متهمة بعض الأطراف بمحاولة «الإساءة» إلى مصداقية الرئيس التونسي عبر ربطه بهذا الأمر.