لوحت نقابة الصحفيين التونسيين، اليوم الاثنين، بتنظيم إضراب عام في القطاع الإعلامي العمومي وبسلسلة من التحركات الاحتجاجية غداة وفاة مصور صحفي حرقا بسبب أوضاعه الاجتماعية. وتوفي المصور الصحفي بقناة "تلفزة تي في" عبد الرزاق رزقي متأثرا بحروقه البليغة، بعد أن أقدم على إضرام النار في جسده بساحة الشهداء وسط مدينة القصرين غرب تونس على طريقة محمد البوعزيزي مفجر الثورة التونسية قبل ثماني سنوات. وقالت النقابة إن رزقي أضرم النار في جسده نتيجةَ ظروف اجتماعية قاسية وانسداد الأفق وانعدام الأمل. كما ألقت باللائمة على الدولة وحملتها المسؤولية في تفشي الفساد بالمؤسسات الإعلامية، وغض الطرف عن انتهاكات مهنية بحق الصحفيين و"مخالفة القوانين الشغلية على حساب قوتهم ومعيشتهم". وتعد حرية التعبير والصحافة أحد أبرز مكاسب الثورة في تونس ،التي أطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011 غير أن الاوضاع الاجتماعية لغالبية الصحافيين لم تساير طفرة الحرية. ويعيش عدد كبير من الصحفيين في تونس على أوضاع اجتماعية هشة ،وعلى مرتبات لا تتجاوز 150 دولارا في الشهر، علاوة على افتقادهم للتغطية الاجتماعية أو عدم انتظامها. وحذرت النقابة في بيان لها، المؤسسات الإعلامية من التمادي في التنصل من التزاماتها القانونية والعبث بحقوق الصحافيين، كما اتهمت السلطات بالتواطؤ مع هذه المؤسسات والتقاعس عن القيام بدورها الرقابي. وشهدت مدينة القصرين، أحد اكثر المناطق فقرا وتهميشا في البلاد، مساء اليوم الاثنين حالة من التوتر بجانب احتجاجات في الشوارع عقب اعلان وفاة رزقي في المستشفى الجهوي بالقصرين.