قدم كهل تونسى على حرق نفسه اليوم الاثنين اقتداء بمفجر الثورة التونسية محمد البوعزيزى، فى حين تمكنت قوات الأمن من منع سجين سابق مع قادة حركة النهضة من إضرام النار فى جسده أمام مقر المجلس الوطنى التأسيسى. وأفادت إذاعات محلية فى تونس اليوم بأن كهلا 47 عاما أضرم النار فى جسده أمام الميناء التجارى بمدينة بنزرت شمال العاصمة بسبب أوضاعه الاجتماعية الصعبة، وهذه أحدث حالة من بين عدة حالات متكررة فى صفوف العاطلين واليائسين. وتحول الانتحار حرقا إلى حالة شائعة ومستمرة فى تونس منذ أضرم محمد البوعزيزى، مفجر الثورة التونسية النار فى جسده فى 17 ديسمبر عام 2011 ليطلق بذلك ثورات الربيع العربى. ولكن بعد نحو ثلاثة أعوام من اندلاع الثورة لا تزال الأوضاع الاجتماعية الصعبة وانتشار البطالة والفقر نتيجة الركود الاقتصادى تدفع الكثير من التونسيين اليائسين إلى الاقتداء بالبوعزيزى. وكانت قوات الأمن قد منعت فى نفس اليوم كهلا آخر حاول إضرام النار فى جسده امام مقر المجلس الوطنى التأسيسى بمنطقة باردو فى العاصمة قبل أن يتم اقتياده إلى مركز الإيقاف. وذكرت تقارير محلية أن الشخص كان يطالب بمسكن وعمل وبتمتعه بالعفو التشريعى، مشيراً إلى أنه قضى سنوات فى السجن إلى جانب قادة حركة النهضة على غرار على العريض، رئيس الحكومة المؤقتة الحالية، وحمادى الجبالى، الأمين العام للحركة. وتحول الحرق أيضا إلى سلاح للاحتجاج ضد قرارات أو تراتيب صادرة عن مؤسسات الدولة، وتماما مثل البوعزيزى الذى احتج ضد قرار شرطة البلدية بمصادرة عربة الخضار مصدر رزقه، أقدم شاب قبل أيام على حرق نفسه احتجاجا على حجز الشرطة لسيارته. ومنذ الإطاحة بحكم زين العابدين بن على، تم رصد نحو 250 محاولة انتحار بشكل عام، بينها أكثر من 85 حالة حرق.