فى الفترة الأخيرة أصبحت برامج الستات تتعمد إثارة الجدل، وتتناول القضايا الشائكة والتابوهات، فقط من أجل تحقيق رواج أكبر على السوشيال ميديا، دون النظر إلى المحتوى المقدم يبدو أن برامج الستات أصبحت موضة مؤخرًا، يظهر ذلك فى حرص أغلب الفضائيات على وجود برنامج عبر شاشاتها موجه للفئة الأكثر متابعة للتليفزيون وهى السيدات، ولكن يبدو أن معايير اختيار مقدمي البرامج اختلفت كثيرًا عن زمان، وبدأت القنوات تبحث عن الوجه النسائي الأكثر وجودا على السوشيال ميديا وليس الأكثر تأثيرًا أو الاكثر مهارة، فوجود اسم فنانة لامعة ضمن مقدمي البرنامج؛ يعمل على الترويج للبرنامج، ليتحول التسويق لتلك البرامج من المحتوى إلى الاستعراض بأسماء مقدميه وقدرتهم على إثارة الجدل وخلق حوار ساخن فيما بينهم دون الحاجة إلى ضيف بالحلقة. هناك خلطة تعتمد عليها البرامج النسائية والتي يقوم على تقديمها أكثر من وجه، مثل «كلام ستات»، «نفسنة»، «الستات مايعرفوش يكدبوا»، «كلام نواعم» وغيرها من البرامج التي تقدم محتوى خاصا بالمرأة وليست البرامج الفنية، تلك الخلطة هي سر تنافس تلك البرامج فيما بينها بعيدًا عن قيمة المحتوى المقدم..1- الوجه الملائكيإذا هناك خلطة تعتمد عليها البرامج النسائية والتي يقوم على تقديمها أكثر من وجه، مثل «كلام ستات»، «نفسنة»، «الستات مايعرفوش يكدبوا»، «كلام نواعم» وغيرها من البرامج التي تقدم محتوى خاصا بالمرأة وليست البرامج الفنية، تلك الخلطة هي سر تنافس تلك البرامج فيما بينها بعيدًا عن قيمة المحتوى المقدم.. 1- الوجه الملائكي إذا حاولت أن تحلل بعض البرامج النسائية، ومقدميها ستكتشف أن أغلب البرامج تعتمد على وجود «مقدم» يتسم بالوجه الملائكي صاحب النفس الهادئ، والذي يقوم بتحليل الأمور بشكل دقيق وواضح بعيدًا عن الانفعالات السريعة، خاصة أن هذه المزايا تسعد المشاهدين على متابعة الموضوع محل نقاش دون شعور بالانزعاج من الأشخاص أصحاب نبرة الصوت العالية والمتسرعين فى قراراتهم، وأقرب مثال إلى هذا هي الفنانة منى عبد الغنى فى برنامج «الستات مايعرفوش يكدبوا» والتي تمتلك شعبية وجماهيرية كبيرة. 2- الشرسة أما الصفة الثانية والتي تحاول برامج الستات توفيرها فى إحدى مقدمات البرنامج، فهي المرأة الشرسة والتي لا تقبل أبدا أن يأتي عليها طرف آخر فى الحوار أو على رأيها، فهي لا تسمح بوجود رأي آخر مخالف لرأيها، خاصة فى المسائل التي تخص قضايا المرأة والرجل، فتجدها تبادر أن تصدر رأيها وتحلل الأمور وفقًا لما تراه، يتحول الصراع إلى صراع شخصي فى الحلقة التي يتم فيها تناول قضية حقوقية، تنحاز سريعًا إلى المرأة وتحاور الضيف وكأنها أزمة معها هي، وتتناسى أنها إعلامية بالضرورة تكون محايدة، وهذا النموذج أقرب إلى الإعلامية مفيدة شيحة. 3- بنت البلد دائمًا ما ينجذب المشاهدون إلى الأشخاص الذين يشبهونهم، وهذا ما يتحقق مع بنت البلد التي لا تخجل في أن تتواضع فى أسلوبها، واستخدام الكلمات والتعبيرات الشعبية لكي تصل المعلومة إلى الجمهور دون الحاجة إلى استخدام بعض الكلمات الإنجليزية، كما يتعمد البعض، خاصة أن أغلب مشاهدي التليفزيون من الطبقات المتوسطة غير المتكلفة، وبعضهم يعاني من الأمية أيضًا، لذلك تكون هذه هي السمة الثالثة التي تسعى القنوات إلى ضمها فى فريق تقديم تلك النوعية من البرامج القائمة على الثرثرة النسائية فى البداية والنهاية، وربما تلك الصفة تتوافر فى الفنانتين بدرية طلبة وشيماء سيف، واللتان شاركتا من قبل في برنامج «نفسنة». 4- الفيلسوفة أما السمة الرابعة والتي تنقلب فى كثير من الأحيان إلى دخول روح الدعابة والفكاهة إلى البرامج، فهي وجود شخصية ضمن مقدمات البرنامج «فيلسوفة عصرها» والتي تتكلم بطريقة فلسفية وتحاول أن تحلل الموضوعات وكأنها ظواهر كونية أو كوارث طبيعية بالضرورة ستحدث، وتدعى في بعض الأحيان أنها تعلم كل شيء، ويتحول رأسها فى بعض الأحيان إلى (فتي)، وربما المثال الأقرب هنا إلى تلك الشخصية هي الفنانة إنتصار، والتى سببت جدالا كبيرا خلال فترة وجودها فى برنامج «نفسنة»، خاصة بعد أن صرحت برأيها فى مشاهدة الأفلام الإباحية ونصحت الشباب بأن تشاهدها لكي تتعلم، مما أثار حفيظة المشاهدين. 5- المحاورة وأخيرًا، يجب وجود المرأة التي تتمتع بحس عائلي وفن إدارة الحوار، والتى تحاول أن تتجنب الحوارات الجانبية المثارة وأن تجعل الحوار يسير فى مساره الصحيح، وربما لا يوجد هذا النموذج كثيرًا فى البرامج النسائية، على الرغم من ضرورة وجوده، وربما الأقرب لذلك كان مع تجربة الحقوقية أميرة بهي الدين، التى رحلت عن برنامج «الستات ميعرفوش يكدبوا». أصبح الإعلامي لا يهتم بجودة ما يقدم وما يشاهده الجمهور على الشاشة، ولكن أصبح يلهث وراء المشاهدات والشير واللايك على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما تسبب في وقوع المحتوى.