شهدت الأيام القليلة الماضية، ارتفاع حالات الانتحار بشكل ملحوظ، وتعددت طرقه، لتظهر على السطح طرق جديدة للانتحار، مثل "القفز أمام عربات المترو" وتناول البعض حبوب "حفظ الغلة" من التسوس، وأصبحت هى الوسيلة الأسرع والأكثر رواجًا فى عدد من المحافظات، لاحتوائها على الكثير من المواد شديدة السمية وقدرتها على إنهاء حياة الإنسان فى دقائق معدودة. "الألمنيوم فوسفيد" اسمها العلمي "الألمنيوم فوسفيد"، تستخدم لمنع تسوس محصول القمح، وحمايته من الحشرات الضارة، تسجلها وزارة الزراعة كمبيد حشري، وتدخل مصر بشكل رسمي، ولا توجد أية محاذير على تداولها، وتدون عليها عبارة "عالية السمية". كما أنها موجودة في 18 منتجًا بأسماء تجارية مختلفة، إلا أن تركيبها واحد واستخدامها واحد في حفظ الغلال والحبوب. وتدخل في تصنيع حبة الغلة، مادة "زينك فوسفيد"، ويخرج منها غاز قاتل للبشر، ومسجلة ب3 أسماء تجارية لها نفس تركيب حبة الغلة، وهي يكوفيوم 100% غاز تبخير ومسجل تحت رقم 1463، ومبيد فوسفيد زنك النصر ومسجل تحت رقم 102، ومبيد راتول ومسجل تحت رقم 1456. لا تترك حبة الغلة أية آثار على الجسم بعد استخدامها في حالات الانتحار، وحظرت عشرات الدول العربية استخدامها وعلى رأسها السعودية، بعد تسببها في زيادة نسبة وفيات الأطفال. تسبب التهابا رئويا وقروحات بالمعدة والوفاة الدكتور محمود محمد عامر مؤسسس مركز السموم، قال إن الحل الأمثل لعلاج تناول البعض حبوب حفظ الغلال، أن يتم إفراغ المعدة بشكل سريع، لأن هذه الحبوب تحتوى على غاز الفوسفين وهى مادة شديدة السمية تتفاعل داخل المعدة بصورة سريعة للغاية، وتقتل من يتناولها بصورة سريعة للغاية بالإضافة إلى اختفاء آثارها من الجسد بعد التناول. وأضاف "عامر" فى حديث ل"التحرير" هذه الحبوب تحتوى على"زينك الفوسفيد"، وهو قوي السمية ويتم استخدامه فى أغراض أخرى غير ما هو مخصص له، وأردف: «غارالفوسفين يسبب التهابا رئويا واحتقانا فى الشعب وقرحا بالمعدة مما يسبب الوفاة». من يتناول مثل هذه الحبوب يتطلب تعليق محاليل وتعديل الحالة الغيبوبية فى أسرع وقت، لأن من يتناول هذه الحبوب، يدخل فى غيبوبة كلية أو جزئية، على قدر ما تناوله من المواد السامة حسب ما أعلن عنه عامر. كما وجه مجموعة من النصائح لسرعة إنقاذ من تناول حبوب حفظ الغلال، أهمها سرعة نقل المريض إلى المستشفى، وأن يكون الأطباء مدربين على التعامل مع مثل هذه الحالات، وإذا زاد زمن تناول المريض للحبوب عن 4 ساعات دون التدخل كانت عملية الإنقاذ أكثر صعوبة. مبيدات زراعية وحسب موقع وزارة الزراعة، هذه المنتجات كلها تدخل مصر على هيئة مبيدات زراعية، مثل المبيد التجاري جاستوكسين 57% أقراصا مسجلة تحت رقم 4، والاسم الشائع له هو ألمنيوم فوسفيد، ومبيد كويكفوس 57% أقراصا مسجلة تحت رقم 565، ومبيد سيلفوس 57% أقراصا مسجلة تحت رقم 673. لا يوجد ترياق لها "مع بداية 2017 بلغت حالات الانتحار بهذه المادة والواردة إلى مركز السموم الإكلينيكية 97 حالة وعدد الوفيات 47".. هكذا حذرت الدكتورة صفاء عبد الظاهر رئيسة قسم الطب الشرعى والسموم اإكلينيكية بمستشفيات جامعة المنوفية من تزايد حالات التسمم والوفاة بحبوب حفظ القمح. وأضافت "عبد الظاهر" هذه المادة لا يوجد ترياق مضاد لها إلى الآن، على الرغم من المناشدة والإبلاغ الرسمى لجميع الجهات المختصة بمدى خطورتها وأن بها سما قاتلا يسبب الوفاة السريعة. وتابعت "عبد الظاهر" أن خطورة التسمم بهذه المادة تكمن فى غاز الفوسفين عند ملامسة المادة للرطوبة أو الماء وخطورة المركب تكمن أيضا فى أنه سريع الامتصاص من المعدة وسريع التأثير على أعضاء الجسم وتسبب هبوطا حادا فى الدورة الدموية وفشلا بالقلب، كما أنه لا يوجد ترياق مضاد للتسمم بهذه المادة إلى الآن. وأكدت أن أعضاء هيئة التدريس بالقسم يقومون بالبحث وإجراء أبحاث مكثفة لطرق الكشف والتشخيص والعلاج وتم إصدار بروتوكول للعلاج والإسعافات الأولية سيتم إرسالها وتعميمها على منافذ الخدمة الصحية المختلفة بمحافظة المنوفية ويشتمل على كيفية التعامل عند استقبال الحالة، وما التدخلات الممنوعة والتى قد تؤدى إلى تدهور الحالة. ليست جديدة.. وغياب الرقابة السبب رائف تمراز، عضو لجنة الزارعة بمجلس النواب، قال إن هذه الحبوب من الأمور المتعارف عليها لدى الفلاحين منذ القدم من أجل الحفاظ على محاصيل القمح والأرز والذرة الشامية من التسوس، مبينًا أن خطورة استخدام حبوب حفظ الغلة تكمن في طريقة استخدامها من قبل بعض الفلاحين. وأضاف تمراز، في تصريحات خاصة ل"التحرير"، أنه للحد من انتشار حالات الانتحار بسبب حبوب الغلة، على الحكومة توفير بدائل للفلاح على سبيل المثال توفير ثلاجات لكل قرية لتخزين الغلال التى يتم استخدامها فى الاستعمال الشخصى بكل قرية لكى يستغنى الفلاح عن هذه الحبوب. وشدد على أن الخطورة الأكبر تكمن في انتشار هذه الحبة فى الصيدليات البيطرية ومحلات المبيدات الزراعية، ولا تخضع لأى رقابة للحد من عمليات بيعها وتداولها بين المواطنين، مضيفاً: لا يوجد أى أمصال لمواجهة أضرار هذه الحبة، رغم أن آلاف الفلاحين يعتمدون عليها في تخزين القمح، بينما يستخدمها الشباب في الانتحار. وأشار إلى أن الفلاح بين نارين، إحداهما ترك محصول القمح يتسوس، أو أن تتسبب هذه الحبوب في إلحاق الضرر بالأطفال. وتابع "تمراز"، تواصلنا مع وزارتي الزراعة والتموين من أجل توفير هذه الثلاجات فى أقرب وقت، مؤكدا أن لجنة الزراعة بالبرلمان سوف تقوم بمناقشة هذه الأزمة فى دور الانعقاد القادم للوقوف على أسباب انتشار هذه الظاهرة. «المنوفيةودمياطوالفيوموالدقهلية» سجلت أعلى حالات انتحار تعددت الحالات والسبب واحد، حيث شهد عدد من المحافظات، انتشار ظاهرة الانتحار بسبب تناول حبوب حفظ الغلال، حيث سجلت المنوفية أكبر عدد من حالات الانتحار، فشهد مركز شبين الكوم خلال الشهر الماضي 4 حالات انتحار. بدأت وقائع الانتحار بقرية شبرا باص عندما أقدمت طالبة بكلية التربية على الانتحار بسبب كثرة المشكلات بين عائلتها وعائلة خطيبها فقررت الانتحار عندما تناولت "قرص حفظ القمح" لتلقى مصرعها في الحال، قبل أن يلحق بها خطيبها بعدها بأيام قليلة بعد تناول مادة سامة. وفى دمياط استقبل مستشفى فارسكور المركزي بدمياط، فتاة قامت بابتلاع حبة غلة، مما أفقدها الوعي، حيث حاول أطباء المستشفى علاجها، ولكنها لفظت أنفاسها الأخيرة. وفى محافظة الفيوم أنهى "سيد جمال.ع" 28 سنة، فلاح بقرية ترسا التابعة لمركز سنورس بالفيوم، حياته بتناول أقراص "حفظ الغلال" لإصابته بضائقة نفسية لمعاناته من مرض الصرع. كما أقدمت سيدة على الانتحار بتناول قرص مكافحة "سوس القمح" للتخلص من حياتها عقب مرورها بضائقة نفسية لطلاقها بعد 5 أيام من زواجها بقرية ترسا بمركز سنورس بالفيوم. كما سجلت محافظة الدقهلية خلال الأسابيع القليلة الماضية 6 حالات انتحار فى شهر واحد كلها باستخدام حبة الغلة. المستندات تثبت النائب محمد عمارة عضو لجنة الصحة بالبرلمان، تقدم بطلب إحاطة، بشأن كثرة الانتحار باستخدام أقراص حفظ الغلة التى تستخدم فى حفظ الغلة من السوس. وحذر"عمارة" من استخدام هذه الأقراص المتسببة فى انتحار الكثير من الشباب مؤخرا، مطالبا بإيجاد حل لمنع استخدامها، قائلا: "معايا جميع المستندات التى تثبت وفاة بعض الشباب بسبب تناولهم حبوب الغلة". 45 حالة انتحار بينما كشف النائب أحمد العرجاوى، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، أن هناك 45 حالة انتحار بتناول هذه الأقراص خلال الفترة الماضية، من بين هذه الحالات 42 فتاة و3 ذكور، مطالبا بحظر تداول هذه الأقراص.