أعدت وزارة الزراعة أخيرا، قانونا جديدا لغش المبيدات تضمن لأول مرة تغليظ العقوبة بالحبس 5 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه. وإغلاق محال الاتجار والمصانع المخالفة، فضلا عن منح 500 مهندس زراعى الضبطية القضائية، تطبيق المواصفات المصرية والدولية للرقابة على اسواق المبيدات، وإغلاق مصانع المبيدات المغشوشة، وتكثيف الرقابة على الموانئ ومنافذ الاستيراد ومصانع الانتاج، للحد من عمليات التهريب أو تداول مبيدات غير مطابقة للمواصفات، وتكثيف الحملات على محال الاتجار للمبيدات بالقرى والنجوع .وذلك بعد أن أكدت الدراسات أن 25% من المبيدات فى السوق مغشوشة أومهربة شديدة السمية، وخطر على حياة الإنسان، وينص مشروع القانون على غرامة من 50 إلى 100 ألف جنيه و5 سنوات حبس،والإغلاق الفورى للمحال المخالفة،فالقانون الحالى لا يواجه هذه المخالفات لأن غرامة بيع المبيدات المغشوشة والمهربة حاليا لايزيد على 10 جنيهات فقط. وأعلن الدكتور محمد عبد المجيد، رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية بوزارة الزراعة، أن هناك أيضا 25% من محلات تجارة المبيدات بالقرى والنجوع بجميع محافظات الجمهورية غير مرخصة وتروج لمنتجات منتهية الصلاحية ومغشوشة، وقال: نحن نحاول السيطرة عليها من خلال التعاون مع الوزارات المعنية، بالإضافة الى هناك 7 آلاف محل مرخص يخضع للتفتيش بشكل دورى، وعمل حملات مفاجئة لإغلاق أماكن إنتاج المبيدات المغشوشة وما يطلق عليه مصانع «بئر السلم « والمبيدات المهربة سواء فى مراحل الإنتاج والبيع والاستهلاك. كما نركز الرقابة المشددة بالموانىء على المبيدات المستوردة، لأن مصر تستهلك سنويا 8 آلاف طن مبيدات مادة فعالة نصنع منها 30% فقط محليًا، ونستورد الباقى، ونستهدف الخفض التدريجى لاستيراد مبيدات الآفات الزراعية ذات البطاقة الحمراء أو الخطرة حسب دراسات التلوث البيئى . وقال الباحث الزراعى رأفت سيف من مدينة الرحمانية بحيرة: إنه برغم خطورة المبيدات الحشرية العادية والمهربة فهى لاتخضع لرقابة الدولة والأجهزة الصحية وأصبحت مصدر خطر على حياة المواطنين من استخدامها، خاصة أن محلات المبيدات أصبحت بوتيكات مفتوحة لبيع هذه المبيدات وتبيعها لأى إنسان فى الشارع، والتى قد توجه لعمليات القتل الانتحار باعتبارها موادا سامة، وأشهرها أقراص» الفوسفين» التى تشبه أقراص الاستحلاب، وتستخدم فى تخزين الحبوب ومنع إصابتها بالحشرات. وقال: إنه على سبيل المثال فإن المبيد الحشرى متاح لأى فرد للاستخدام الشخصى أو بالحقول واصبح يهدد الاسر, لأن الشباب فى مرحلة المراهقة واليائسين يستخدمونه وسيلة لتهديد الآباء بالانتحار اعتبارا من سن 12 وحتى 25 سنة، وبشكل مرعب، إذا ما رفض الآباء طلبهم وذلك بتناول قرص سام اسمه التجارى : (جاستوكسير) وهى من مادة «فوسفيد الألمونيوم» القاتلة ، ولها عدة اسماء تجارية وحسب الشركات المستوردة وهى تباع لدى محلات المبيدات الحشريه والمنزلية والتقاوى الزراعية، وهى مخصصة لحفظ الحبوب (بصفة خاصة، حيث توضع فى وسط المحصول فى التخزين بطريقة معينة وقد تذوب المادة السامة فى الحبوب بتخزين كميات منها لفترات طويلة، ويشترى الأهالى هذا المبيدات والقرص من محلات المبيدات الحشرية والمنزلية التى ليس عليها رقيب كالعادة والقرص بسعر جنيه واحد، بمنتهى السهولة واليسر، وحتى لو كانت للأراضى الزراعية، ولكن لأن مرحلة المراهقة للبنين والبنات مليئة بالعواصف والمشكلات خاصة مع الأهل، مما قد يدفع أيا منهما لاستخدام هذا القرص فى تهديد الأهل لتنفيذ رغباته، وبمجرد وضع القرص على اللسان وهو شديد السمية يموت الشاب أو البنت فى الحال ، ومع أنها مواد شديدة السمية فليست هناك رقابة على بيع هذه المواد السامه القاتله وهى قانونا غير مصرح بها للاستخدام فى الزراعه، وتترك آثارا خطيرة على صحة الانسان فى حال استخدامها، منها الأمراض الخطيرة المنتشره حاليا مثل السرطانات والفشل الكلوى والكبدى . سوق المبيدات وقال: إن أى شخص خاصة بالقرى يمكنه شراء المبيدات الحشرية من السوق المفتوحة و القرص السام الخاص بحفظ محصول القمح به لتخزينه ، ويوضع وسط القمح لفترات طويلة لحمايته من التسوس والديدان، وبرغم خطورته، وحالات الوفاة أو الإصابات بالأمراض مازال مصرحا باستيراده وبيعه بمحلات المبيدات برغم أنه مميت، باعتباره مادة حافظة للقمح من التسوس .لفترات طويلة تصل الى نحو 6 أشهر، ولكن مازالنا نجهل ما إذا كان علماء السموم والتغذية والزراعة، قاموا بتحليل حبوب القمح المحفوظة بهذا القرص السام معمليا ام لا، وهل يكون استخدامه خطيرا على صحة الانسان بعد طحن وتناول الاقماح بعد فترة تخزينها بموجبه بفترات زمنية طويلة. الغش والتهريب ويرى الدكتور خالد غانم استاذ العلوم البيئية والزراعات العضوية بجامعة الأزهر، انه برغم إجراءات ضبط أسواق بيع المبيدات وانتشار عمليات الغش والتهريب، بإنشاء مراكز للرقابة من خلال مهندسين زراعيين لديهم الضبطية القضائية لملاحقة مخالفات الغش والتهريب، بعد أن ثبت أن المزارعين منذ سنوات يستخدمون بعض المواد الكيمائية فى تخزين الحبوب خوفا من مهاجمة الحشرات لتلك الحبوب واتلافها، والتى ثبتت خطورتها وهى من مادة «فوسفيد الالومنيوم» أو «الفوسفين» الذى يباع فى صورة أقراص تحت أسماء تجارية مختلفة تتسم بالخطورة الشديدة ، حيث تطلق بعد ساعتين من المعاملة وتعرضها للرطوبة الجوية به غاز «الفوسفين «السام، ويصاب من يتعرض له للاعياء أونعاس خفيف والغيثان فضلا عن بعض الآلام بالمعدة والرغبة فى التقيؤ، والإسهال مع زيادة فى ضربات القلب وضيق بالتنفس، وقد يفقد الإنسان الوعى أو يموت، عند التعرض لجرعة شديدة منه، لذلك فالهيئات العلمية الدولية تمنع استخدام «فوسفيد الالومنيوم» بالمنازل، وتقصره فقط على الصوامع والشون والمخازن المغلقة الكبيرة، وتحدد شروطا صارمة لاستخدامه تضمن الأمان منها ، حيث غير مسموح به إلا فى حالات التبخير، ولا يتم فتح العلبة الحاوية للأقراص له عند الاستخدام فقط مرة واحدة ، والغريب أن هذه المادة « تباع فى مصر فى كل مكان تقريبا بمحلات المبيدات وغيرها ، بل وتوصى بها وزارة الزراعة المصرية فى نشرتها الارشادية الصادرة عن لجنة المبيدات كمبيد يستخدم فى تبخير الحبوب المخزونة . وأضاف أنه لخطورة مادة «فوسفيد الالومنيوم» سعت العديد من الدول لمنعها ، والتحذير الدائم من استخدامها كما هو الحال فى السعودية والامارات ، والتى شهدتا اكثر من حادثة مفجعة نتيجة لأخطاء استخدامه وتسربه . وهو ما دفع المخرج السعودى الشاب «عبدالرحمن صندقجي» الى إخراج فيلم وثائقى باسم «الفوسفين» للتوعية به يحكى قصة عمر عطية الذى فقد ابنتيه مسرة وميسرة نتيجة استنشاق غاز «الفوسفين» الذى استخدمه جيرانه كمبيد حشرى منزلى، وكاد يقضى على زوجته أيضا. وبصفة عامة يجب منع استخدام مادة فوسفيد الالمونيوم مع الحبوب كالقمح وغيرها من قبل المزارعين بمنازلهم، او استخدامها فى اغراض منزلية أخرى كمكافحة الحشرات ، وعندما تكون هناك ضرورة لاستخدامها تقتصر فقط على الصوامع والمخازن المغلقة وتحت اشراف فنى من وزارة الزراعة وباحتياطات خاصة، كما يجب منع تداولها عشوائيا كما يحدث الآن ..مع الإرشاد بإجراء بدائل آمنة يجب توعية الناس بها مثل: الاسراع بحصاد المحاصيل عند نضجها، والتجفيف الجيد لها وخفض نسبة الرطوبة إلى الحد الأدنى ، وتخزين الحبوب النظيفة والسليمة وتكون درجة نظافتها 23٫5 قيراط، وتطهير آلات الدراس والغربلة ووسائل النقل المختلفة، ومخلفات المحصول السابق، وضرورة إعدام المخلفات السابقة فى الصوامع والمخازن والشون ، مع تنظيفها ميكانيكيا وتطهيرها بتعريضها للشمس دوريا خاصة فى الفترات بين التخزين والتفريغ واعادة التخزين. وأشار أستاذ علوم البيئة إلى أنه يمكن تطبيق المعاجة البيولوجية فى مقاومة الحشرات بالحقول، وكذلك تطهير المخازن قبل التخزين ببعض المواد الكيمائية مثل مستحلبات الملاثيون 57% أو البريميفوس 50% ، ويحتاج المتر المربع الى جرام مادة نقية فى 1/4 لتر ماء ، وفى هذه الحالة يجب عدم استخدام المخزن قبل اسبوع على الاقل . وأن من البدائل الآمنة ايضا خلط الحبوب المخزونة ببعض المساحيق الخاملة ، وهى مواد يمكنها ان تقضى على الحشرات بخواصها الطبيعية ، ومن أمثلتها صخر الفوسفات ، السليكا الغروية ، التربة الدياتومية ، الرمل وتستخدم بمعدلات من 1: 1،5 كيلو جرام للأردب، وكذلك يمكن استخدام مساحيق غير خاملة تستطيع قتل الحشرة بخواصها الكيمائية مثل الملاثيون 1% بجرعة قدرها 8 جزء فى المليون، ويجب ان يكون الاستخدام تحت شروط معينة أمنة للمستهلك ان تكون سهلة الازالة بغسل الحبوب مثلا والحرص على ألا تكون لها رائحة. فوسفيد الموت من جانبه أكد الدكتور رأفت سليمان أستاذ البحوث الصيدلية بجامعة الإسكندرية، أن مادة (فوسفيد الألومنيوم ) المكونة للمبيدات هى مادة شديدة السمية، وخطر على حياة المواطن الذى يقوم بالزراعة أو حفظ الحبوب كالقمح، والشعير، والأرز،، وبذور عباد الشمس، والمكسرات أيضا، و غيرها، وكذلك عبوات حفظ الأغذية من الحشرات و القوارض لحين استعمالها ، وهى تباع أحيانا فى صورة أقراص بغرض استخدامها فى تبخير الحبوب وتختلف الجرعة حسب نوع المادة المراد حفظها ويظل تأثيرها فعالا مادام ظل المخزن جاف الهواء، محكم الغلق وغير معرض لدرجات حرارة عالية.وأن خطورة هذه المادة ترجع الى انطلاق غاز الفوسفين شديد السمية من الأقراص عند تعرضها لرطوبة الجو، أو الماء، أو الأحماض، أو للعديد من السوائل، ويلاحظ أن غاز الفوسفين النقى بلا رائحة، ولكن فى بعض الأحوال تكون له رائحة تشبه رائحة الثوم، وهو شديد السمية اذا استنشق أو بلع، كما أنه يسبب التهابات شديدة بالعين أو الجلد اذا لامسهما وفى هذه الحالة يجب غسل العين أو الجلد بكمية كبيرة من الماء. وقال: إن للمبيدات المغشوشة أو المهربة مخاطر بيئية فهى شديدة السمية للحياة البرية فى مياه الرى، والأراضى المروية، ومياه المستنقعات، و السباخ و غيره لذلك يحظر صرف المياه المستخدمة فى تنظيف المعدات المستخدمة فى التبخير أو عبوات المادة فى المصارف العمومية، انما يتخلص منها فى أماكن خاصة بعيدة تماما عن العمران والأراضى الزراعية. كما أن لهذه المادة مخاطر فيزيائية وكيميائية لأن غاز الفوسفين شديد الاشتعال اذا كان بكمية كبيرة لذا يتطلب التعامل مع هذه المادة بحرص شديد وفى الهواء الطلق، ويستحسن وجود مروحة تشتت الغاز، مع ارتداء قناع واق من الغازات السامة، وقفاز لحماية الجلد من الالتهابات،كما أن هذا الغاز شديد النشاط، حيث يتفاعل مع العديد من المعادن كالنحاس، والذهب، الفضة ويسبب تآكلها خصوصا عند درجات حرارة ورطوبة نسبية آلية. كما أنه يتفاعل مع الأجزاء المعدنية فى جميع الأجهزة الكهربائية و الالكترونية وأجهزة الاتصالات، والكمبيوتر، والآلات الالكترونية، والساعات، ولذا يجب أبعادها عن أماكن التبخير. وحول المخاطر الصحية التى يسببها غاز »الفوسفين» المنطلق من أقراص «جازوتوكسين«، فإن له تأثيرا خطيرا على الجهاز العصبى المركزى والجهاز التنفسى، ويؤدى الى الوفاة فى حال استنشاق كمية كبيرة من الغاز المنبعث، أو بلع قرص من المادة، كما أن التعرض المعتدل للاستنشاق يسبب الشعور بالضيق، ورنينا فى الأذن، والاحساس بالتعب، وآلاما فى الصدر. وعلاجه يتم بنقل المصاب إلى مكان مفتوح به هواء طلق لاستنشاق هواء نقى. وتظهر أعراض التسمم الحاد خلال عدة ساعات أو أيام وأهم أعراضه تجمع سوائل على الرئة، مما يؤدى إلى صعوبة فى التنفس وزرقة الجلد، والدوخة، وفقدان الوعى الذى يؤدى للموت. كما أن استنشاق كمية كبيرة من غاز »الفوسفين» يؤدى الى ونزيف بالدماغ، وسرطانى الرئة والدم، ويجب الحذر من بقاياها، التى تحللت جزئيا فى الحبوب المحفوظة، لأنها شديدة الخطورة على الصحة، فيجب غسل الحبوب جيدا بالماء قبل طحنها.