«حبة الغلة».. اسم متداول بين المزارعين للمبيد الحشري السيلفوس 57% شديد السمية، يستخدم في حفظ الحبوب أثناء عملية التخزين، ورغم حظر استخدامه فى بعض الدول، إلا أن مصر مازالت تعتمد عليه في حفظ وتخزين أهم المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح، وكارثة أخرى تكمن في تناوله من قبل بعض الشباب الذين يأسوا من حياتهم؛ لسهولة الحصول عليه ورخص ثمنه. يقول الدكتور علاء بركات، رئيس قسم الكيمياء الحيوية بصيدلة جامعة هليوبليس، إن الغازات المتصاعدة من مبيد السيلفوس 57% يمكنها حصد العديد من الأرواح؛ لمجرد تفاعله مع رطوبة الجو، خاصة أن 3 مللي جرام من الألومنيوم فوسفيد «المادة الفعالة للمبيد»، تنتج جراما من غاز الفوسفين القادر على قتل طفل عمره 12عاما، ولو وضعت كرات المبيد الرمادية تحت درج مبنى سكني مكون من 12 شقة، تكون قادرة على قتل السكان خلال فترة من 7 إلى 10 أيام، مؤكدا أن بعض الدول العربية حظرت استخدام المبيد لخطورته على حياة الإنسان، بعكس مصر، مقترحا عمل مشاريع صغيرة لتبخير الغلال باستخدام غاز ثاني أكسيد الكربون، كطريقة آمنة لحفظ الحبوب من الإصابة بالحشرات بديلا عن المبيدات. ومن جانبه، قال الدكتور مجدي عبد الظاهر، أستاذ الكيمياء والسمية بكلية زراعة سابا باشا جامعة الإسكندرية، إن مبيد السيلفوس 57%، يستخدم في مكافحة حشرات الحبوب المخزنة وسوس الأخشاب، مؤكدا أن المبيد وحده ليس ساما، لكنه يتفاعل مع الماء والرطوبة وينتج غاز الفوسفين شديد السمية. ولفت عبد الظاهر إلى حتمية استخدام المبيد على هيئة أقراص في أماكن مغلقة؛ حتى لا يتسرب الغاز، مع اتباع بعض الإرشادات الضرورية؛ تفاديا لحدوث حرائق، فيجب تغطية مفاتيح الكهرباء وتأمين مصادرها، مطالبا بضرورة تهوية الأماكن المستخدم فيها المبيد؛ للتخلص من الغازات قبل استخدام أي مصدر كهربائي. وعلى جانب آخر، قال الدكتور سيد الماحي، أستاذ المبيدات بزراعة القاهرة، إن العيب في البشر وليس المبيد؛ لأن كل مركب له أضرار في حالة عدم اتباع الطرق والإرشادات السليمة لاستخدامه، مؤكدا أنه مصرح بتداوله من لجنة المبيدات التابعة لوزارة الزراعة في مصر، ولا توجد له بدائل في عملية تبخير القمح في الصوامع والشون؛ في ظل وجود حشرة داخل الحبة ولا توجد طريقة أخرى للقضاء عليها سوى اتباع طريقة التبخير، لافتا إلى عدم فاعلية غاز ثاني أكسيد الكربون لقتل بعض الحشرات. أوضح الماحي أن هذا النوع من المبيدات يستخدم أيضا في تبخير التبغ، والخشب الذي يتم استيراده من الخارج؛ للتخلص من حشرة السوس، مؤكدا أن ضعف الدور الإرشادي يعد السبب في حدوث الأضرار الناجمة عن استخدام المبيدات بشكل عام، ولابد من وجود المرشد الزراعي لتوعية المزارع بكيفية الاستخدام وأيضا كيفية التخلص من العبوات الفارغة بشكل آمن حتى لا تؤثر سلبيا على البيئة.