كتب: علي الزيني النجوم لا تسير على الأرض، بل مكانها في السماء، مقولة كان يرددها الداهية البرتغالي مانويل جوزيه للاعبي الأهلي في الغرف المغلقة قبل المباريات الهامة والحاسمة، هذه المقولة كان يؤكد عليها لقناعته أن لعبة كرة القدم لعبة جماعية، وليست فردية، تعتمد على لاعب بعينه، فهو يرى أنه لا يوجد لاعب قادرًا بمفرده على تحقيق الفارق طوال الوقت، وفي كل المباريات مهما كانت إمكانياته أو اسمه إذا غابت الجماعية عن الفريق، فمن المؤكد أنك لن تصل إلى منصات التتويج. مقولة جوزيه تنطبق كثيرا على أداء المنتخبات، التي وصلت إلى المربع الذهبي في مونديال روسيا الأخير، بعدما نجح الأداء الجماعي في كتابة شهادة الوفاة لمنتخبات النجم الأوحد. في مونديال 1986 الذي أقيم في المكسيك، قاد دييجو أرماندو مارادونا منتخب الأرجنتين للتتويج بالبطولة، لكن مع تغيير طرق اللعب، أثبت كأس العالم أن قدرات النجم الأوحد مهما بلغت لن تشفع له في قيادة منتخب بلاده في الوصول إلى منصات التتويج، وهو ما ظهر بوضوح في مونديال روسيا 2018. المنتخب الفرنسي نجح في التتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخه، بعد أن حقق الفوز على منتخب كرواتيا بأربعة أهداف لهدفين. النتائج أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن عصر النجم الأوحد انتهى، فأي لاعب مهما بلغت قيمته لا يستطيع أن يحمل طموح تحقيق الفوز بالمونديال بمفرده، تفوقت الكرة الجماعية على الكرة الفردية، بدليل أن المنتخبات الأربعة التي وصلت للمربع الذهبي، فرنسا البطل وكرواتيا الوصيف وبلجيكا صاحب المركز الثالث وإنجلترا صاحب المركز الرابع، لعبت كرة جماعية لأنها تمتلك أكثر من لاعب متميز في صفوفها كانوا قادرين على ترجيح كفة منتخباتهم والوصول بهم إلى أبعد نقطة ممكنة. إحباط صلاح محمد صلاح نجم ليفربول والمنتخب الوطني، حمل آمال الفراعنة بالمجموعة الأولى بعد عودته من الإصابة التي حرمته من المواجهة الأولى أمام أوروجواي، ورغم مشاركته أمام منتخبي روسيا والسعودية وتسجيله هدفين في المباراتين، إلا أن المنتخب الوطني خسر جميع مواجهاته، وودع البطولة بدون رصيد من النقاط، وحصد المركز قبل الأخير في ترتيب المنتخبات ال32 التي شاركت في البطولة. فشل ليفاندوفيسكي روبيرت ليفاندوفسكي هداف بايرن ميونخ الألماني، فشل في قيادة منتخب بلاده إلى الدور الثاني، رغم أنه كان على رأس المجموعة التي ضمت منتخبات كولومبيا، اليابان، السنغال، وودع المنتخب البولندي المنافسات مبكرًا بعد الخسارة أمام السنغالوكولومبيا، قبل فوز شرفي على المنتخب الياباني في الجولة الأخيرة. تراجع كوري سون هيونج نجم فريق توتنهام هوتسبير الإنجليزي والمنتخب الكوري الجنوبي، قاد منتخب بلاده إلى الدور الثاني، إلا أنه خسر مواجهتين متتاليتين أمام السويدوالمكسيك، ورغم تحقيق فوز تاريخي على المنتخب الألماني تسبب في الإطاحة بحامل اللقب من الدور الأول، إلا أن منتخب سون الذي سجل هدفين من ثلاثة أهداف كورية في البطولة ودع المونديال مبكرًا. فشل البرغوث ليونيل ميسي الذي حمل آمال جماهير التانجو، لم يشفع لمنتخب فريقه، حيث بدأ بداية كارثية بالتعادل مع المنتخب الأيسلندي، وإضاعة ميسي ركلة جزاء، والخسارة بثلاثية نظيفة أمام كرواتيا في المجموعة الرابعة، وتأهل لدور ال16 بصعوبة شديدة بعد أن حقق الفوز على منتخب نيجيريا بهدفين لهدف، قبل أن يودع بعد الخسارة أمام منتخب فرنسا الذي توج بالبطولة بأربعة أهداف لثلاثة. حزن الدون كريستيانو رونالدو لم ينجح في قيادة منتخب بلاده لتجاوز أوروجواي، حيث فاز الأخير بهدفين مقابل هدف، ليودع نجم ريال مدريد الإسباني آمال معانقة كأس العالم، كما فعل عام 2016، عندما حقق حلم التتويج بكأس الأمم الأوروبية. سقوط نيمار نيمار دي سيلفا لم يستطيع أن يقود منتخب البرازيل لتحقيق لقب المونديال، رغم أنها كانت أحد أقوى المرشحين للفوز بالبطولة، وودع منافسات كأس العالم من ربع النهائي، بعد أن تعرض للخسارة أمام منتخب بلجيكا بهدفين لهدف، ولم يستطع أغلى لاعب في العالم صنع الفارق لمنتخب بلاده، وبدا مستسلما لدفاعات بلجيكا المحكمة، بل زاد على ذلك لعبة السلبي والفردي في أكثر من هجمة خاصة في الشوط الثاني.