إخلاء جميع الحالات ومرافقيهم خلال دقائق.. والأطباء رفضوا مغادرة غرف العمليات وقت الكارثة مدير المستشفى يهرع لغرف المولدات للتأكد من استمرار التيار الكهربائى خوفا على «مرضى الرعاية» شهد مستشفى الحسين الجامعى، ظهر السبت الماضى، حريقا هائلا بعدد من الطوابق، إذ بدأ بقاعة اجتماعات قسم الرمد وعقب ذلك امتدت لطابقين آخرين وفى المقابل دفعت وزارة الصحة بسيارات الإسعاف والتى نقلت 113 مريضا لعدد من المستشفيات الأخرى، وتمكنت الحماية المدينة من السيطرة على الحريق، والذى استمر لنحو الساعة، وعقب ذلك انتقلت القيادات الأمنية والتنفيذية ورئيس جامعة الأزهر وقيادات المشيخة لمسرح الأحداث لمتابعة باقى حالات المرضى. غرفة عمليات على الفور كلف الدكتور إبراهيم الدسوقي، مدير المستشفى، نائبيه الدكتور أحمد عبدالعال والدكتور أيمن حلمى بسرعة تشكيل غرفة لإدارة الأزمة، يكون هدفها الأول إنقاذ المرضى وسرعة نقلهم وإخلاء المبنى دون وقوع ضحايا أو مصابين، وبالفعل هرع جميع الأطباء وطواقم التمريض والعاملون لمبنى الحريق وبالتعاون مع قوات الحماية المدنية تمكنوا من إخلاء المبنى دون وفيات أو اقتراب النيران من المرضى. كما كلف مدير المستشفى، باستمرار عمل الأطباء داخل غرف العمليات والذى تصادف عملهم مع وقت الحريق، وتم تأمين مصادر الكهرباء وتأكد بنفسه من استمرار عمل مولدات الطوارئ لتأمين حياة مرضى الحالات الحرجة والرعاية، وتوفير كافة الإمكانيات لهم لحين الانتهاء من تلك العمليات، كما تم نقل جميع المرضى المحجوزين بقسم الرعاية المركزة، والذى يقع بنفس المبنى، فى سيارات إسعاف مجهزة طبيا لعدد من المستشفيات المجاورة، من بينها: مستشفى سيد جلال والزهراء التابعين لجامعة الأزهر. وكشف الدسوقي أن مشيخة الأزهر كانت على مستوى الحدث ودفعت بسيارات إسعاف لنقل المرضى، وأتوبيسات لتقل ذويهم ومرافقيهم للمستشفيات البديلة، ولفت مدير المستشفى أن حالة الوفاة الوحيدة كانت متأخرة للغاية قبل الحريق بعدة أيام «وفاة اكلينكية» موضحا أن أسرته هي من قامت بنقله خارج المستشفى خلال الحريق. شرز فى قاعة الطلاب قالت إحدى العاملات بمستشفى الحسين الجامعى، وشاهدة عيان على الحريق، إن سبب اندلاع الحريق هو حدوث «شرز كهربائى» بالتكييف الخاص بقاعة اجتماعات «مدرج صغير» لطلبة كلية الطب جامعة الأزهر والكائن بالطابق الرابع داخل قسم الرمد بالمستشفى. أضافت الشاهدة ل«التحرير» أنها كانت تجرى بعض حالات تغيير جراحات المرضى بجانب أطباء القسم، قبل أن يندلع الحريق، ما دفع كثيرين من العمال إلى الهرولة إلى خارج الطابق الرابع تماما نتيجة تصاعد الدخان الكثيف من المستشفى ووقوع حالات اختناق، وحسب الشاهدة فقد هرول كذلك بعض المرضى من غرفهم بالطابق الرابع، فيما امتدت النيران لتطال قسم القلب بالطابق الخامس، وعلقت: «قسم القلب فوق متدمر». وأوضحت -مفضلة عدم ذكر اسمها- أن جدار الطابق الرابع وتحديدا الملاصق والخاص بالمدرج الطلابى تم التهامه تماما بفعل النيران، التى سيطرت عليه بسبب التكييف المشتعل. الحماية المدنية: حالة الوفاة ليست بسبب الحريق قال اللواء علاء عبد الظاهر، مدير الحماية المدنية بالقاهرة، إن رجال الإطفاء تمكنوا من التعامل والسيطرة على حريق بمستشفى الحسين بالأزهر، مؤكدا عدم تسبب الحريق بأى حالات وفاة. وأوضح عبد الظاهر ل"التحرير" أن هناك حالة وفاة واحدة ليست ناجمة عن الحريق، بل نتيجة لرفع الأجهزة الطبية عنها بسبب حالة الذعر والفزع والفوضى عقب نشوب الحريق، حسب تعبيره. وتابع، أن الحريق شب فى أربعة طوابق بالمبنى القديم للمستشفى، وتمت الاستعانة على الفور بنقاط إطفاء صلاح سالم، بجانب مرفق إطفاء العتبة، للسيطرة على الحريق، مشيرا إلى وجود حكمدار مديرية أمن القاهرة على رأس القيادات الأمنية الموجودة بموقع الحادث. من جانبه، وجه رئيس جامعة الأزهر، الدكتور محمد المحرصاوى، خلال تفقده الحريق بنقل كل المرضى من مستشفى الحسين الجامعى بعد نشوب حريق به إلى كل مستشفيات جامعة الأزهر، وهي: مستشفى سيد جلال والزهراء التخصصى، بالإضافة إلى مستشفى المنيرة، وأكد رئيس الجامعة، أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة، لحماية المرضى بالمستشفى، ونقلهم فورا بالاستعانة بأتوبيسات الأزهر وسيارات الإسعاف. طبيب: فخور بما فعله زملائى عقب انتهاء الأطباء من عملهم وتأمين حياة المرضى، قال أحد الأطباء فى منشور على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» والذى تناقله مئات من مستخدميه، «أنا فخور بما قام به أطباء مستشفى الحسين الجامعى وفخور بملحمة كان أبطالها شباب الأطباء والتمريض والعمال ومن كان موجودا من الزملاء أعضاء هيئة التدريس.. فخور بتحديهم وصراعهم مع الموت المحقق بالاختناق بالدخان الكثيف أو الحرق، فخور بإلقائهم بأنفسهم فى التهلكة من أجل إخلاء المرضى جميعا بلا أى إصابات أو وفيات». مستكملاً «فخور بوجود رئيس الجامعة وكل الطاقم الإدارى للكلية والمستشفى فى قلب الحدث عازفين ملحمة عظيمة من التضحية والتحدى فى أجواء قاتلة.. لقد أثبت أطباء الأزهر حرصهم الشديد على أداء واجبهم والتفانى فيه حتى لو كلفهم حياتهم.. حيا الله الأيام التى تثبت معادن الرجال وإذا كان الحدث جللا بحرق مبنى وأسرّة وأجهزة وبرغم تعلق الجميع بالمبنى وزكريات لا تنسى فيه فإن النتائج عظيمة وأهمها أننا أثبتنا للجميع ولأنفسنا أن أنفسنا تهون علينا أمام إنقاذ حياة مريض لا يستطيع الحركة أو تحت المخدر العام أو على جهاز تنفس صناعى، شكرا للجميع وعوضنا الله أحسن العوض وسيستمر مستشفى الحسين الجامعى ملاذا للمرضى الفقراء الذين يتجاوز عددهم 3 آلاف مريض فى اليوم».