هل يؤسس لقاء المصالح الكردية ومخطط النظام السوري في الحسكة لاتفاق؟ هذا ما بدا عليه المشهد العام في البلد العربي، خاصة بعد تحقيق قوات النظام مكاسب كبيرة بالسيطرة على أراضٍ من قبضة التنظيمات الإرهابية، وهو ما قد يمهد إلى عودة التلاحم المجتمعي ووحدة البلاد. مصادر معارضة كشفت عن احتمال التوصل إلى اتفاق جديد بين وحدات الشعب الكردية ودمشق في مدينة الحسكة، الأمر الذي يؤكد عودة الحكومة السورية إلى إدارة المنشآت النفطية وبيع نفطها، حسب الوطن السورية. في حين أفادت الإدارة الذاتية الكردية شمالي سوريا، أن وحدات حماية الشعب الكردية والحكومة السورية، توصلوا إلى اتفاق ينص على تولّي الحكومة إدارة المنشآت النفطية في الحسكة، وأن تكون عمليات بيع النفط حصرية بيد الدولة السورية. "الصحيفة" نوهت بأن عدة وفود ضمت مسؤولين من الحكومة السورية زارت مدن القامشلي والحسكة والرقة والطبقة والشدّادي في الأيام الأخيرة، للاجتماع مع بعض قيادات "وحدات حماية الشعب" الكردية المسيطرة على شرق الفرات. اقرأ أيضًا: 4 سيناريوهات تكشف أسباب تخلي واشنطن عن أكراد سوريا وعادت المعارضة مجددا لتؤكد وصول لجنة من المتخصصين في صيانة السدود من دمشق إلى مدينة الطبقة، واجتماعها مع لجنة إدارة السد، على أن تتوجه بعد ذلك إلى سد تشرين جنوب شرق مدينة منبج في ريف حلب الشرقي بحماية قوات تتبع ل"الإدارة الذاتية". تأتي تلك الخطوة لتفادي الصدام المباشر بين قوات "قسد" وتنظيم "داعش" بسبب النفط ووسائط نقله وتسويقه، حسب وكالة "سانا". واندلعت اشتباكات عنيفة مؤخرًا بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وتنظيم داعش في منطقة الطيانة بريف دير الزور الشرقي. في حين أفادت مواقع إعلامية بأن "قسد" تعتزم شن هجوم جديد على تنظيم "داعش" في محافظة دير الزور آخر معاقل التنظيم في سوريا، وأن تعزيزات عسكرية وصلت إلى الريف الشرقي لدير الزور، تمهيدًا للزحف على التنظيم وطرده من بلدة هجين وما تبقى من مناطق يسيطر عليها شرقي الفرات. اقرأ أيضًا: تركيا تعيد التحالفات العسكرية بسوريا.. وتمنح الأسد نفوذا على الأكراد من جهته، يرى الناشط الحقوقي في مجال حقوق الإنسان المحامي مخلف سعيد، أنه ربما قد يكون هناك تنسيق موجود بين النظام السوري والوحدات الكردية حول تسليم المنشآت النفطية. وحسب التجارب السابقة كانت الوحدات الكردية تعتقل أشخاصًا بظروف غامضة في الحسكة، وكانت تسلمهم إلى النظام السوري إذا طلب النظام ذلك، أو كان لها مصلحة أو حاجة بذلك. أما المفاوضات الأخيرة بين الطرفين فجاءت كون النظام طلب إعادة المؤسسات الحكومية إلى المنطقة التي تسيطر عليها الوحدات الكردية بما فيها مؤسسة السجون إضافة للمنشآت النفطية مقابل بعض الامتيازات الإدارية للوحدات الكردية ضمن شكل من اللامركزية الإدارية الموسعة تتم صناعتها في الغرف السرية بين دمشق والوحدات الكردية، حسب "عربي 21". يمكن القول، أيضًا إن السبب وراء اتفاقية تسليم الحسكة إلى النظام السوري، جاءت نتيجة اندلاع احتجاجات من قبل السكان ضد ما وصفوه ب"ممارسات وانتهاكات" الوحدات الكردية، وسط مناشدة الأهالي الحكومة السورية التدخل والحماية. اقرأ أيضًا: أعجوبة سوريا تقضى على «داعش» باليرموك.. وتؤمن خروج 400 طفل وامرأة مصادر محلية في مدينة الحسكة، أكدت أن أهالي حي غويران جنوب غرب مدينة الحسكة الذي يسكنه أبناء عشائر عربية قاموا بإشعال النار في إطارات السيارات وقطع الطريق الواصل بين حيي النشوى الغربية والشرقية ومنطقة دوار الشريعة على مدخل الحي لمنع عناصر الوحدات الكردية من دخول الحي، تزامنا مع التظاهرات التي يشهدها الحي ضد ممارسات وحدات الحماية في اعتقال الشباب العرب وتجنيدهم، حسب "روسيا اليوم". وانتقلت الاحتجاجات إلى عدد من الأحياء التي تسكنها أغلبية عربية ومنها حي غويران المجاور لحي النشوى، ووجهت دعوات للتظاهر ضد حملة الاعتقالات التي تنفذها القوات الكردية ضد أبناء العشائر العربية متمثلة في التجنيد الإجباري. "المصادر" عاودت الإشارة إلى أن الاعتقالات طالت حتى طلاب المرحلة الثانوية وزائري المدينة من مدن ومحافظات أخرى، مشيرة إلى مخالفات حتى في القرارات التي وضعتها الوحدات الكردية وأولها شرط السن بالنسبة للتكليف. وتسعى جميع القوى المتقاتلة في الحرب السورية للسيطرة على مدينة الحسكة الواقعة شمال شرقي البلاد على الحدود التركية لأهميتها الاستراتيجية في قلب الموازين، كما تعتبر المورد الرئيس للبترول في سوريا، حيث تنتشر حقول النفط في رميلان والهول والجبسة.