العالم أجمع يترقب نتائج النزاع التجاري بين الولاياتالمتحدةوالصين أكبر قوتين اقتصاديتين حول العالم، بمزيد من الحذر والقلق، خوفًا من تأثيرها على الاقتصاد العالمي. ومع قيام كل من الولاياتالمتحدةوالصين بفرض رسوم جمركية جديدة على مجموعة كاملة من السلع والتهديدات المتبادلة بالانتقام، فإن الاقتصاد العالمي يعاني من بعض الصدمة. وفي الأسبوع الماضي، أعلنت إدارة ترامب تعريفة تبلغ 25٪ على بضائع صينية تقدر قيمتها بنحو 50 مليار دولار، لترد الصين بعدها بساعات لتفرض رسوم جمركية مماثلة على بضائع أمريكية بقيمة 50 مليار دولار. صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، قالت إن الحرب التجارية الشاملة، يمكن أن تكلف الاقتصاد العالمي حوالي 470 مليار دولار، بحلول عام 2020، وفقا لتقديرات شبكة "بلومبرج". اقرأ المزيد: هل تنشب حرب تجارية بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي؟ وأضافت أن هذه الرسوم الجمركية تهدد بانهيار سلاسل التوريد واسعة المدى للشركات متعددة الجنسيات، مما يجبر الشركات على وضع خطط احتياطية وتزيد من التكاليف على المستهلكين. وهو ما يمكن أن يتسبب في أضرار ضخمة على الاقتصاد الإسرائيلي بشدة، فوفقاً للبنك الدولي، تصدر إسرائيل حوالي 30٪ من ناتجها المحلي الإجمالي في شكل سلع وخدمات، وهي نسبة أعلى بكثير من الولاياتالمتحدةوالصين، وستستهدف أي حرب تجارية تلك المنتجات. وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أنه إذا انخفضت معدلات التجارة العالمية، فإن ذلك سيضر الاقتصادات الصغيرة التي تمثل الصادرات نسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي، مثل إسرائيل. وتأتي الكثير من هذه الصادرات الإسرائيلية في قطاع التكنولوجيا المتطورة، ولأن العديد من الصادرات المحلية محمية بحقوق الملكية الفكرية، وهو أمر يصعب استبداله، فمن الممكن أن تتضرر إسرائيل أقل من البلدان الأخرى. اقرأ المزيد: من المستفيد من الحرب التجارية بين الصين وأمريكا؟ وفي الإطار نفسه، أعلنت الولاياتالمتحدة، في شهر مارس الماضي، عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الصلب، و10% على الألمنيوم. وبالنسبة لإسرائيل، وهي دولة مستوردة للصلب والألمنيوم، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع تكاليف المعادن، والضغط على سلسلة التوريد العالمية، ورفع الأسعار أمام المستهلكين الإسرائيليين. حيث قال اليكس زابيزينسكي كبير الاقتصاديين في شركة "ميتاف داش" للاستشارات الاستثمارية، لصحيفة "جيروزاليم بوست" إن أسعار السلع والأغذية يمكن أن ترتفع. وأضاف زابيزينسكي أنه "يمكن لإسرائيل، باعتبارها اقتصادًا مفتوحًا يستورد كل أنواع المواد التي تنقصه والسلع الاستهلاكية والسلع الوسيطة للصناعة، أن تتضرر بسبب ارتفاع أسعار الواردات". اقرأ المزيد: إلى أين تتجه الحرب التجارية بين الصين وأمريكا؟ أكدت الصحيفة أن عدد من المتغيرات لا تزال غير معروفة، بما في ذلك مدى اتساع الرسوم الجمركية الأمريكية، وردود أفعال الشركاء التجاريين للصين والولاياتالمتحدة مثل الاتحاد الأوروبي، والجدول الزمني لفرض جميع الرسوم الجمركية. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكد أن التعريفات ضرورية للحد من العجز التجاري المزمن في الولاياتالمتحدة مع الكثير من دول العالم، بالإضافة إلى معاقبة الصين على سرقتها المزعومة لحقوق الملكية الفكرية. وبلغ إجمالي تجارة السلع والخدمات الأمريكية مع إسرائيل حوالي 34.5 مليار دولار في عام 2017، وبلغت الصادرات الأمريكية نحو 12.5 مليار دولار، فيما بلغت الصادرات الإسرائيلية نحو 22 مليار دولار، وبلغ العجز التجاري حوالي 10 مليار دولار لصالح إسرائيل.