ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق مونديال روسيا والذي ننتظره جميعًا بشغف كبير لمشاهدة الظهور الأول للمنتخب الوطني في كأس العالم منذ 28 عامًا، وتحديدًا منذ آخر لقاء في كأس العالم عام 1990 الذي أُقيم في إيطاليا. ويستهل المنتخب الوطني مشواره في البطولة بمواجهة منتخب أوروجواي يوم الجمعة المقبل على ملعب إيكاترينبورج أرينا في مباراة مرتقبة بالنظر إلى أن كل الترشيحات تصب في مصلحة أوروجواي لتصدر المجموعة التي تضم إلى جانبها كلا من المنتخب الوطني والسعودية والبلد المضيف روسيا. - التاريخ لا تأتي تلك الترشيحات من فراغ، بل يتوقع البعض أن تذهب أوروجواي بعيدًا في كأس العالم بالنظر إلى تاريخها الكروي الكبير وقائمة النجوم التي يعج بها الفريق بقيادة المدرب المحنك أوسكار تاباريز. وتعد أوروجواي أكثر المنتخبات تتويجًا بلقب كوباأمريكا منذ انطلاقها للمرة الأولى عام 1916، حيث توجت باللقب 15 مرة كان آخرها عام 2011 في النسخة التي أُقيمت في الأرجنتين، كما احتلت أوروجواي المركز الثاني 6 مرات من قبل والمركز الثالث 8 مرات من قبل والمركز الرابع 3 مرات من قبل. كما سبق وأن توجت أوروجواي المعروفة بلقب «السيليستي» بلقب كأس العالم مرتين من قبل وكان ذلك في النسخة الأولى التي استضافتها على أرضها في عام 1930 وفي نسخة البرازيل 1950 في نهائي ماركانا الشهير الذي حضره قرابة ال200 ألف متفرج كأكثر مباراة من حيث الحضور الجماهيري في تاريخ المونديال. وبعيدًا عن اللقبين، تمتلك أوروجواي مشاركات مميزة في كأس العالم ففي 12 مشاركة سابقة، نجحت أوروجواي في احتلال المركز الرابع 3 مرات من قبل كأكثر منتخب احتلالًا لهذا المركز في تاريخ المونديال. وسبق أن شاركت أوروجواي في كأس العالم للقارات مرتين من قبل، حيث شاركت للمرة الأولى في نسخة 1997 في السعودية وحينها احتلت المركز الرابع، ومن ثم احتلت نفس المركز في مشاركتها الثانية والأخيرة في نسخة البرازيل 2013. كما شاركت أوروجواي في منافسات كرة القدم في دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية 3 مرات من قبل، حيث تمكنت من إحراز الميدالية الذهبية في دورة باريس 1924 ودورة أمستردام 1928، ولكنها ودعت من دور المجموعات في دورة لندن 2012. وتتمتع أوروجواي أيضًا بحضور قوي في كأس العالم للشباب تحت 20 سنة، حيث شاركت من قبل في 14 نسخة من أصل 21 نسخة للبطولة، وحققت أوروجواي أفضل إنجازاتها بالوصول إلى النهائي مرتين عامي 1997 في ماليزيا و2013 في تركيا، واحتلت المركز الثالث مرة واحدة في اليابان عام 1979، كما احتلت المركز الرابع 3 مرات في تونس 1977 ونيجيريا 1999 وكوريا الجنوبية 2017. وفي كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة، شاركت أوروجواي 6 مرات من قبل في 17 نسخة سابقة، وحققت أفضل نتائجها بالوصول إلى المباراة النهائية مرة واحدة عام 2011. ويعد ماكسي بيريرا لاعب بورتو أكثر لاعبي أوروجواي خوضًا للمباريات الدولية طوال تاريخها برصيد 125 مباراة، وفي المركز الثاني يتواجد مدافع أتلتيكو مدريد دييجو جودين برصيد 116 مباراة ومن ثم دييجو فورلان المعتزل دوليًا برصيد 112 مباراة وفي المركز الرابع كريستيان رودريجيز لاعب بينارول برصيد 105 مباريات وفي المركز الخامس إدينسون كافاني مهاجم باريس سان جيرمان برصيد 101 مباراة. أما عن الهدافين التاريخيين لأوروجواي فيحتل صدارة القائمة لويس سواريز برصيد 51 هدفًا ومن ثم كافاني برصيد 42 هدفًا وفورلان برصيد 36 هدفًا، وفي المركز الرابع اللاعب المعتزل هيكتور سكاروني برصيد 31 هدفًا وفي المركز الخامس اللاعب المعتزل الآخر أنخيل رومانو برصيد 28 هدفًا. وبالنظر إلى أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف في كأس العالم، فيحتل صدارة القائمة أوسكار ميجويز برصيد 8 أهداف بين عامي 1950 و1954 ومن ثم فورلان برصيد 6 أهداف بين أعوام 2002 و2014، ويتواجد في القائمة أيضًا لويس سواريز في المركز الخامس برصيد 5 أهداف بين عامي 2010 و2014. أما أكثر اللاعبين مشاركة في تاريخ المونديال فهو لاديسلاو مازوركيفيتش ب13 مباراة. القيمة التسويقية تبلغ القيمة السوقية لمنتخب أوروجواي 335,25 مليون جنيه إسترليني، وتحتل التصنيف 14 عالميًا، ويبلغ معدل أعمار الفريق 28,1 سنة. ويعد لويس سواريز اللاعب الأغلى في قائمة أوروجواي من حيث القيمة التسويقية بقيمة 63 مليون جنيه إسترليني ومن ثم إدينسون كافاني بقيمة 54 مليون جنيه إسترليني. كيف تأهلت إلى المونديال؟ تأهلت أوروجواي إلى مونديال روسيا بعد احتلالها المركز الثاني في تصفيات أمريكا الجنوبية برصيد 31 نقطة، ويعتمد نظام التصفيات على خوض نظام الدوري ذهابًا وإيابًا بين الفرق العشر على أن يتأهل أصحاب المراكز الأربعة الأولى مباشرة إلى كأس العالم، بينما يخوض صاحب المركز الخامس لقاء الملحق أمام منطقة أوقيانوسيا. وخاضت أوروجواي في التصفيات 18 مباراة حققت خلالها 9 انتصارات و4 تعادلات وتعرضت لخمس هزائم وسجلت 32 هدفًا وسكن شباكها 20 هدفًا. وتصدر مهاجم أوروجواي إيدينسون كافاني قائمة هدافي التصفيات برصيد 10 أهداف، في الوقت الذي سجل فيه لويس سواريز 5 أهداف والمدافع دييجو جوديم 3 أهداف وهدفين لكل من كريستيان رودريجز وديجو رولان. - المدرب بدأ مدرب أوروجواي تاباريز مسيرته كمدافع متنقلًا بين العديد من الأندية المتواضعة ومن ثم توجه إلى مجال التدريب، حيث سبق وأن درب أوروجواي من قبل في عام 1989 وقاد الفريق في مونديال إيطاليا 1990 وودع البطولة من دور ال16، ومن ثم عام في عام 2006 وحقق الطفرة بالوصول إلى نصف نهائي مونديال 2010 إلى جانب التتويج بلقب كوباأمريكا 2011، وعدم الغياب عن أي نسخة من كأس العالم. - طريقة اللعب منذ تولي أوسكار تاباريز المهمة الفنية للفريق في عام 2006، وبدأت أوروجواي تعود إلى الواجهة الكروية من جديد بعد سنوات من التخبط، وتعتمد أوروجواي بصورة أساسية مع تاباريز على طريقة لعب 4-4-2 من خلال تواجد اثنين من لاعبي وسط الملعب بالقرب من الأربع مدافعين لحمايتهم، وبالتالي تتحول الطريقة إلى 4-2-2-2 عند الهجوم وأثناء الهجمات المرتدة. وبناء على الخصم الذي يواجهه تاباريز يحدد خطته، فمن الممكن أن يعتمد على 2 من اللاعبين كمحور ارتكاز، ومن الممكن أن يعتمد على لاعب واحد فقط في حال قرر لعب مباراة مفتوحة، مع منح اثنين من لاعبي وسط الملعب من بين كريستيان رودريجيز وأراسكايتا ونانديز الحرية للتقدم إلى الأمام لمساعدة كل من إدينسون كافاني ولويس سواريز في الهجوم مع تواجد أي من فيلكانو أو بينتانكور في الخلف لتأدية الواجبات الدفاعية. ولا يعني هذا الأمر تمسك تاباريز بخطة لعبه الأساسية، ففي بعض الأحيان يتحول في طريقة لعبه إلى 4-3-1-2 مع تقدم أراسكايتا على سبيل المثال للعب خلف المهاجمين، كما حدث في مباراته الأخيرة في التصفيات أمام بوليفيا، وكذلك في لقاء أوزبكستان الودي الأخير. وما يميز أسلوب لعب أوروجواي الروح القتالية العالية، حيث يستبسل كل من فيلكانو وبينتانكور في وسط الملعب في حماية خط الدفاع وعدم منح الفرصة للفريق الخصم على الاختراق، وبشكل عام ستجد جميع لاعبي أوروجواي يعملون بقوة داخل أرض الملعب لعدم منح الخصم الراحة في التمرير. ويعد السبب الرئيسي وراء استبسال كل من فيلكانو وبينتانكور في وسط الملعب هو التغطية على واحدة من أبرز نقاط الضعف المتواجدة في أوروجواي وهو عدم تمتع مدافع الفريق المخضرم دييجو جودين بالسرعات، وبالتالي يهدف تاباريز إلى عدم خلق أي مساحة بين خط الوسط والدفاع يستغلها الخصم في الهجمات المرتدة. ومن يتابع أوروجواي في السنوات العشر الأخيرة سيدرك تمامًا أسلوب لعب أوسكار تاباريز الذي يعتمد على بناء الهجمة من الخلف لتصعيب المهمة على الخصوم في تسجيل الأهداف، ومن ثم محاولة توصيل الكرة إلى خط الهجوم الذي يضم أفضل المهاجمين في العالم من لويس سواريز وإدينسون كافاني. وتتمتع أوروجواي دائمًا بقوة كبيرة في قلب الدفاع، حيث لا يهاجم أي من المدافعين إلا للضرورة القصوى، ومن ثم هناك وسط الملعب الذي يتمتع بالقتالية أكثر من الإبداع، مع وجود خطة لإيصال الكرة إلى الأمام بأسرع صورة ممكنة وضرب الخصوم في الهجمات المرتدة. وحتى الآن لم تحتج أوروجواي أي شيء سوى أن تنضبط دفاعيًا وتشكل الخطورة هجوميًا، ولم تحتج سوى تجديد الدماء خاصة أن الفريق يتواجد معه بعضه البعض منذ مدة طويلة وبخاصة في وسط الملعب، وبالفعل تمكن تاباريز من تجديد دماء الفريق بصورة سريعة للغاية. ووصل إلى منتخب أوروجواي لاعبون جدد بطريقة لعب مختلفة مثل فيدريكو فالفيردي لاعب ديبورتيفو لاكورونيا المعار من ريال مدريد ورودريجو بينتانكور لاعب يوفنتوس وناهيتان نانديز لاعب بوكا جونيورز وماتياس فيسينو لاعب إنتر، وبوصول هؤلاء اللاعبين كان لزامًا على تاباريز تغيير نهجه في اللعب بالاعتماد على الحيوية والموهبة في وسط الملعب. وكان تاباريز قال إن أوروجواي لا تمتلك اللاعبين للاعتماد على الأسلوب الأوروبي من القوة البدنية والاعتماد على الحلول الإبداعية، والآن بات يمتلكهم، وخلال التصفيات الماضية والمباريات الودية التالية اتبع أكثر من نهج. وبقى خط الدفاع كما هو بتواجد دييجو جودين وخوسيه ماريا خيمنيز، وهما الثنائي اللذان يلعبان مع بعضهما البعض بشكل أسبوعي في أتلتيكو ومدريد ويمتلكان بالتالي تفاهما كبيرا، وعلى الجانب الأيسر هناك لاعب فيرونا مارتن كاسيرس والذي يصل إلى المونديال بصورة جيدة بعد تعافيه من الإصابات الأخيرة، وعلى الجانب الأيمن ستكون هناك معركة بين خبرة ماكسيمليانو بيريرا لاعب بورتو واللاعب الشاب جيليرمو فاريلا لاعب بينارول. وسيحدث التغيير الأكبر في وسط الملعب، فإلى حد كبير ضمن فيسينو اللاعب مكانه في التشكيل الأساسي بعد موسم مميز مع إنتر، وسيكون التساؤل التالي من سيلعب إلى جواره ما بين بينتانكور وفالفيردي، حيث يميل الثنائي إلى التقدم إلى الأمام أكثر من الالتزام بالواجبات الدفاعية، ولكنهما بشكل عام تطورا من اللاعب في الدوري الإيطالي والإسباني على الترتيب. وعلى الجانب الأيمن في وسط الملعب، من المنتظر أن يلعب نانديز مع تواجد كريستيان رودريجيز على اليسار، وبكل تأكيد لويس سواريز وإدينسون كافاني في خط الهجوم. ولم يغير تاباريز من خطة لعبه 4-4-2 مع وجود لاعبين جدد في وسط الملعب، حيث يتمسك بالضغط العالي في جميع أنحاء الملعب، ولكن ما تطور هو امتلاك لاعبي وسط الملعب والقدرة على خلق فرص لكل من سواريز وكافاني. ومن المنتظر أن يكون ناهيتان نانديز هو مفاجأة تاباريز في النسخة المقبلة من كأس العالم، فاللاعب لن يعاني من ضغوطات اللعب في كأس العالم بل سيتطور مستواه خاصة أنه بات قائد بينارول وهو بعمر 21 عامًا وبات نجم بوكا جونيورز بعمر 22 عامًا، اما اللاعب المنتظر أن يخيب الآمال فهو كريستيان رودريجيز على الرغم من لعبه دورًا محوريًا في تشكيل أوروجواي في السنوات الماضية، إلا أنه يصل إلى المونديال بعمر 32 عامًا وبات بفتقد للقوة والسرعة. قائمة الفريق حراسة المرمى: موسليرا – مارتن سيلفا – مارتن كامبانيا. خط الدفاع: دييجو جودين – سباستيان كواتس – خوسيه ماريا خيمينيز – ماكسيمليانو بيريرا – جاستون سيلفا – مارتن كاسيريس – جيليرموش خط الوسط: ناهيتان نانديز – لوكاس توريرا – ماتياس فيتشينو – رودريجو بينتاكور – كارلوس سانشيز – جيورجيان دى أراسكايتا – دييجو لاكسلات – كريستيان رودريجز. خط الهجوم: جوناثان أوريتافيسكايا – لويس سواريز – إدينسون كافاني – كريستيان ستواني – ماكسيمليانو جوميز.