أطلق الاتحاد من أجل المتوسط مشروع "TransLogMED"، في إطار المؤتمر الأول للاتحاد للنقل البحري والخدمات اللوجستية، والذي عقد بمحافطة الإسماعيلية، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وبحضور المهندس شريف إسماعيل، رئيس وزراء مصر بالشراكة مع الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ووزارة النقل المصرية واتحاد غرف التجارة والصناعة للبحر الأبيض المتوسط (ASCAME). وأضاف بيان صادر عن الاتحاد، أن مشروع "TransLogMED" سيعمل على مدى خمس سنوات على تشجيع الحلول المُستدامة ومُتعددة الوسائط من الباب إلى الباب، من خلال توفير التدريب وبرامج نقل المعرفة المُعتمدة إلى أكثر من 1000 من العاملين في قطاع النقل والخدمات اللوجستية في الجزائر ومصر والأردن وإيطاليا والمغرب وإسبانيا وتونس، ويهدف المشروع إلى الإسهام في إنشاء شبكة مُستدامة وقابلة للتشغيل المُتبادل للبنى التحتية في قطاع النقل في المنطقة الأورومتوسطية. وقد انطلقت بعض نشاطات هذا المشروع في وقت سابق في موانئ برشلونة وتشيفيتافيكيا وجنوه وطنجة المتوسط ورادس وستمتد قريبًا لتشمل موانئ الناظور وصفاقس ومستغانم والإسكندرية ودمياط وبورسعيد والعقبة. وجمع مؤتمر الاتحاد من أجل المتوسط، والذي انتهت فعالياته أمس، أكثر من 300 مشارك، وهو يُعد بمثابة منتدى إقليمي يجمع بين ممثلي الحكومات ورؤساء سلطات الموانئ ورؤساء المنظمات الدولية والمؤسسات المالية، بالإضافة إلى خبراء وممثلين من القطاع الخاص بالمنطقة الأورومتوسطية، وسلط المؤتمر الضوء على الممارسات المُثلى وعلى قصص النجاح التي تُعزز تعددية الوسائط والترابط في المنطقة بالإضافة إلى استكشاف فرص الأعمال المُحتملة للقطاع الخاص. هذا ويبلغ حجم حركة الحاويات عبر البحر المتوسط حوالي 30% من إجمالي حركة الحاويات على المستوى الدولي، فيما تقدر تدفقات التجارة البحرية فيما بين الدول المتوسطية ب25% من حجم الحركة العالمية. السفير إيهاب فهمي، الأمين العام المساعد للاتحاد من أجل المتوسط قال إن المنطقة تتمتع بإمكانات هائلة لتحقيق مستوى أكبر من التكامل التجاري البحري بين كلتا الضفتين، ويمكن الاستفادة منها من خلال تعزيز الحلول متعددة الوسائط، والعمل على زيادة كفاءة واستدامة النقل والخدمات اللوجستية. وأضاف قائلا: "إن الارتقاء بالبنية التحتية الخاصة بالتجارة والنقل في منطقتنا قد تؤدي إلى نمو التجارة الإقليمية بنسبة 3.6%، ونمو الصادرات بنسبة 6.5%"، مشددًا على أن تشجيع مشاريع بناء القدرات في هذا المجال، مثل مشروع TransLogMED، يُعد من المُحركات الرئيسية لضمان النمو الشامل وخلق فرص العمل والتنقل الذكي. هذا ويُنفّذ مشروع TransLogMED بواسطة المدرسة الأوروبية للنقل مُتعدد الوسائط وتمت المصادقة عليه بالإجماع من قبل الدول الثلاث والأربعين الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط في نوفمبر 2017 كمشروع ذي أولوية لتعزيز الترابط المُستدام للنقل في المنطقة. والاتحاد من أجل المتوسط، هو مُنظمة حكومية دولية تجمع بين بلدان الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين وخمسة عشر بلدا جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط، ويتيح الاتحاد من أجل المتوسط منتدى لتعزيز التعاون والحوار الإقليميين وتنفيذ مشاريع ومبادرات محددة لها أثر ملموس على المواطنين، مع التأكيد على الشباب، بغية تحقيق أهداف المنطقة الاستراتيجية الثلاثة، وهي الاستقرار والتنمية البشرية والتكامل. وهناك أكثر من 50 مشروعاً إقليمياً تربو قيمتها على 5 مليارات يورو منحتها الدول الأعضاء خاتم الاتحاد، وتركز أغلبها في مجالات النمو المستدام والشامل للجميع، وصلاحية الشباب للتوظيف، وتمكين المرأة، وتنقّل الطلاب، والتنمية الحضرية المتكاملة، وتغير المناخ.