عادت الأزمة بين اليونان وتركيا على السطح مجددًا، وتلك المرة أصبحت الخلافات في أوج صورها وقد تدفع البلدين إلى المواجهة العسكرية، في ظل تعنت الرئيس العثماني رجب طيب أردوغان، وإصراره على مخالفة قواعد القانون الدولي. بالأمس، طالبت أنقرة الحكومة اليونانية بالسيادة على بعض الأراضي الواقعة في بحر إيجة وشرق البحر المتوسط، إلا أن المطالب قوبلت بالرفض. وزير الخارجية اليونانى نيكوس كوتزياس، قال: إن "المطالب التركية بشأن الأراضي اليونانية الواقعة في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط مصيرها الفشل، بالنظر إلى أنها تتعارض مع القانون الدولي"، حسب "روسيا اليوم". تجدر الإشارة، إلى أن تركيا تنازع اليونان بشأن ملكية عدد من الجزر غير المأهولة الواقعة شرقي بحر إيجة والبحر المتوسط، حيث تزعم أنقرة أن جزيرة فورنوي النائية في بحر إيجة تابعة لسيادتها. اقرأ أيضًا: اليونان تنفجر في وجه تركيا.. وتحذيرات من استخدام القوة ووفقًا ل"سكاي نيوز"، أسفرت سلسلة من الحوادث عن تدهور العلاقات بين أثيناوأنقرة، إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1996، عندما أوشك البلدان على الدخول في حرب بسبب نزاع بشأن جزر ببحر إيجه، لكن التوتر تراجع منذ ذلك الحين. ففي الشهر الماضي، رفع ثلاثة شبان العلم اليوناني على أعلى نقطة بالجزيرة المعروفة باسم ميكروس أنثروبوفاس والقريبة من جزيرة فورنوي. لكن تركيا، التي تتنازع على ملكية سلسلة من الجزر في بحر إيجه، قالت: إنها "أزالت العلم اليوناني الذي كان مرفوعا على جزيرة غير مأهولة"، لكن وسائل إعلام يونانية نقلت عن بعض سكان جزر قريبة تأكيدهم أن العلم لا يزال مرفوعًا. الخبير في شؤون اليونان من معهد شاتام هاوس في لندن آنجيلوس خريسوجيلوس، قال: إن "جزيرة فورنوي تقع على بعد 32 كم من الساحل التركي، وإذا لم يتمكن المواطنون اليونانيون من إقامة العلم في ذلك الجزء من بحر إيجه دون احتجاجات من تركيا، فهذا يعني تصعيدا"، وفقًا لصحيفة "التليجراف البريطانية". اقرأ أيضًا: صراع القوى بين حلفاء الناتو.. ثورة غضب يونانية ضد تركيا وهذه الحادثة كانت مجرد واحدة من العديد من الاستفزازات التي ساهمت بشكل كبير في سوء العلاقة بين المنافسين الإقليميين. وفي الشهر الماضي، أطلق جنود يونانيون طلقات تحذيرية على طائرة هليكوبتر تركية عند اقترابها من جزيرة رو، على بعد بضعة أميال قبالة السواحل التركية، وتوفي طيار مقاتل يوناني عندما تحطمت مروحيته (إف 16) في البحر بعد معركة وهمية مع مقاتلين أتراك. وازداد التوتر أكثر من ذلك، الجمعة الماضية، عندما اصطدمت سفينة حربية يونانية وسفينة شحن تركية في جنوب شرق جزيرة ليسبوس، بشمال بحر إيجة. اقرأ أيضًا: «جزر إيميا» تعيد الصراع التاريخي بين تركيا واليونان الصحيفة البريطانية، نقلت عن صاحب فندق في القرية الرئيسية لجزيرة فورنوي ستاماتولا أشلاديس قوله: "نحن هنا قلقون، وما يزيد مخاوفنا هو التصعيد العسكري لتركيا في البحر المتوسط للحصول على أي نسبة من غاز أو نفط مكتشف في بحر إيجة، وهو الأمر الذي تتنافس فيه أنقرة مع قبرص". كما تستشيط أنقرة غضبًا من رفض أثينا إعادة الجنود الذين فروا إلى اليونان عقب محاولة الانقلاب التي وقعت في يوليو 2016 وطلبوا اللجوء السياسي. أضف إلى ذلك أن اليونان تطالب تركيا بسحب قواتها من شمال قبرص وتعارض نظام الضمانات المعمول به في الجزيرة المقسمة إلى شطرين (تركي ويوناني)، فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن القوات التركية ستبقى هناك للأبد من أجل حماية مصالح القبارصة الأتراك.