سفينة تركية تصدم بنظيرتها اليونانية قرب جزيرة متنازع عليها البلدان خاضا أربعة حروب كبيرة ضد بعضهما البعض الإدارة الأمريكية منعت قيام حرب بين البلدين في 1996 جزر اتفاقية لوزان.. «قنبلة موقوتة» تهدد بنشوب حرب بين يونان وتركيا أردوغان: خصومنا أرغمونا على توقيع الاتفاقية أعاد للأذهان حادث اصطدام سفينة دورية تركية بنظيرتها اليونانية، مؤخرا، قرب جزيرة متنازع عليها شرق بحر إيجة، والتى تسبب في حرب بيانات بين أنقرةوأثينا، أجواء الحرب التى كادت تندلع قرب جزيرة «إيميا»اليونانية وتتنازع عليها الدولتان، في عام 1996 لولا ضغط هائل من الإدارة الأمريكية، وذلك بعدما أسقطت تركيا مروحية يونانية وقتلت 3 ضباط كانوا على متنها فوق الجزيرة. واتهمت اليونان السفينة الدورية التركية بالقيام بمناورات خطرة في المياه اليونانية، منتهكة القواعد البحرية، وأن السفينة التركية اصطدمت بسفينة دورية لشرطة المرافئ اليونانية التى تم شراؤها بأموال أوروبية لمراقبة البحار اليونانية والحدود الأوروبية. وقال مصدر في وزارة الخارجية اليونانية، إن اليونان ستقوم بكل الخطوات الدبلوماسية الضرورية على غرار ما يحصل دائما في هذا النوع من الحوادث، ووقع الحادث على خلفية عودة التوتر بين تركيا من جهة، وقبرص واليونان من جهة ثانية، بعد تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خلفية التنقيب عن الغاز في المياه القبرصية. وتاريخيا، مرت العلاقات بين تركيا واليونان بفترات من المد والجزر منذ استقلال اليونان عن الدولة العثمانية في عام 1832، حيث خاض البلدان أربعة حروب كبيرة، وهي الحرب التركية اليونانية في عام 1897 وحرب البلقان الأولى في عام 1912، والحرب العالمية الأولى 1914-1918 والحرب اليونانية التركية 1919-1922، وأعقبت الحرب الأخيرة فترة من العلاقات الودية بين البلدين في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، وانضم البلدان إلى حلف شمال الأطلسي في عام 1952، ولكن العلاقات بينهما تدهورت في الخمسينيات نتيجة الخلاف حول جزيرة قبرص وطرد اليونانيين من تركيا في الستينيات، والغزو التركي لشمالي قبرص في عام 1974 والمواجهة بين البلدين حول بحر إيجة. وتعتبر الجزر المتواجدة في بحر إيجة أبرز الملفات حساسية في العلاقة بين تركيا واليونان وسط نزاع سيطرة على المجال البحري والجوي في بحري إيجة، وعلى الدوام تحصل مناوشات ومضايقات من قبل القوات الجوية والبحرية للجانبين تطورت في بعض الأحيان إلى اشتباك عسكري، وسط تحذيرات دولية من إمكانية أن تؤدي إحدى هذه المناوشات إلى اشتباك عسكري أوسع بين البلدين. وطالب أردوغان، في 2017، لأول مرة بمراجعة اتفاقية لوزان، الموقعة عام 1923، والتي تم على أثرها تسوية حدود تركيا الحديثة عقب الحرب العالمية الأولى، وقال إن «خصوم تركيا» أجبروها على توقيع «معاهدة سيفر»عام 1920، وتوقيع «معاهدة لوزان»عام 1923، وبسبب ذلك تخلت تركيا لليونان عن جزر في بحر إيجة «على الرغم من أن الصرخة من هناك تسمع على الشواطئ التركية»، حسب تعبيره. وبالتزامن مع دعوة أردوغان، قام رئيس الأركان التركي خلوصي أقار، وقادة قواته البرية والجوية والبحرية، بما سمته تركيا «جولة تفقدية للسفن الحربية التابعة لأسطول بلاده بقاعدة «أقسار» في بحر إيجه»، في خطوة وصفتها وسائل الإعلام اليونانية ب«الاستفزازية» واعتبرتها وسائل إعلام تركية «استعراضا للقوة العسكرية» ضد اليونان. ووقتها، قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس إن "أثينا تعتبر القانون الدولي سلاحا أساسيا لحل الخلافات، لكن تتوفر لديها، فضلا عن الدبلوماسية، آليات أخرى، وتابع: "لسنا سوريا، التي تم تدميرها، ولسنا العراق الغارق في الفوضى، إن تركيا تخطئ عندما تعتبر أن القدرات الدفاعية لليونان ضعيفة بسبب الأزمة الاقتصادية ولكن هذه الازمة زادت من اهتمامنا بأمن وسيادة بلادنا".