«أعز الولد ولد الولد».. هذا حال الأجداد عندما ينعمون بالأحفاد تكون كل المودة والحب من نصيبهم، لكن عندما يصابون بأمراض الشيخوخة والأمراض النفسية قد يكون رد الفعل مختلفا، وهذا ما حدث لسيدة مريضة نفسية حرمت ابنتها من طفلها الوحيد الذي أنجبته عقب ثماني سنوات علاجا، حيث أيقظتها على صوت ضحكات تخبرها أنها قتلت ابنها.. وإلى تفاصيل الواقعة. شارع علي ماهر، بمنطقة اللمون بالمطرية، كان على موعد مع فاجعة، وصراخ جارتهم الطيبة دعاء تبكي فلذة كبدها الذي انتظرته سنوات طوال بعد كعب داير على عيادات الأطباء بحثا عن فرحة العمر، لم يصدق الجيران أن طفلها الذي لم يكمل عامه الثالث بعد، قد مات قتيلا في غفلة عن أمه. كعادتها استيقظت «دعاء» قبل بزوغ الفجر على نخز والدتها لها وأصوات ضحكاتها تتعالى، فقالت لها «خير يا أمي عاوزة تفطري»، فكان الجواب الصاعقة: «لا أنا قتلت ابنك». هرولت دعاء ودقات قلبها كادت تسبقها نحو غرفة طفلها الوحيد الذي رزقها الله به بعد ثماني سنوات من العذاب والانتقال من طبيب إلى آخر، فوجدت الوسادة الصغيرة فوق رأسه، ألقت الأم الوسادة أرضا وصرخت وهي تحتضن طفلها وتقول له: «رد عليا يا محمود.. رد يا حبيبي على ماما.. ماتحرقش قلب أمك يا ابني». تجمع الأهالي والجيران وأخذ اثنان منهم الطفل لأقرب مستشفى، «أنا شيلته ميت في التوك توك، وروحت المستشفى حاولوا يسعفوه لكن كان أمر الله نفذ»، يروي عمرو جار المجني عليه، تفاصيل اللحظة المؤلمة. وأضافت أم أيمن، شاهدة عيان على الواقعة: «استيقظت على أصوات صراخ دعاء جارتي تقول أمي قتلت ابني.. الله لا يسامحك يا أمي.. حسبي الله ونعم الوكيل.. ليه يا أمي.. إبني راح مني». وتستكمل: «الجدة تقف بالقرب من نجلتها وتقول: "ماكانش قصدي".. ودقائق وتعالت ضحكاتها وتقول: "قتلت ابنك زي ما قتلتي ابني"»، مشيرة إلى أن المتهمه نتيجة لإصابتها ببعض أمراض الشيخوخة تتخيل روايات وأحداثا ليس لها علاقة بالواقع. وأمسكت «يمنى» أطراف الحديث قائلة: «كان بيلعب امبارح تحت البيت مع ابني، ودعاء والدته كانت بتنشر هدومه في البلكونة وتطمئن عليه»، وتابعت: «يا عيني مالحقتش تفرح بيه، وعانت كتير حتى رزقها الله بمحمود، رحمة الله عليه، ربنا يصبرها ويهون عليها». تلقى المقدم محمود الأعصر، رئيس مباحث المطرية، بلاغًا من "دعاء.م"، 27 عامًا، يفيد مقتل نجلها "محمود"، 3 أعوام، على يد جدته "نعمت.ا.م"، 62 عامًا، وأنها استغلت نومها وكتمت أنفاسه ثم أيقظتها وأخبرتها: "قتلت ابنك". وأكدت التحريات صحة الواقعة، وأفادت معاينة العميد محمود هندي، رئيس مباحث قطاع شرق القاهرة، والعقيد أيمن صلاح، مفتش المباحث، أن المتهمة تعاني من اضطرابات نفسية، وتهيؤات دائمة بأن هناك من يطاردونها ويريدون قتلها، وظلت تردد بعد ارتكابها الواقعة: «قتلته زي ما كنتوا عايزين تقتلوني».