«فانوس صلاح» الأكثر مبيعا.. والصيني يرتفع 5 أضعاف وأبو شمعة يعود من جديد

كتبت- هالة صقر وأسماء فتحى:
تزداد أسعار فوانيس رمضان كل عام وسط توقعات دائمة بألا يقل الإقبال عليها لأنها عادة من الصعب الاستغناء عنها لدى المصريين، ولكن فى ظاهرة لم تحدث فى مصر منذ سنوات، تصدرت الفوانيس اليدوية المصنوعة من الخشب والقصدير والخيمية والفوانيس التى تضىء بالشمع، بعض المناطق المشهورة ببيع فوانيس رمضان كالسيدة زينب وباب الشعرية، واختفاء الفوانيس المستوردة لدى بعض التجار، فى حين انتشرت الفوانيس المستوردة لدى البعض الآخر ولكن بأسعار مرتفعة عن الأعوام الماضية، ولكن تظل الأسئلة مطروحة حول لماذا استغنى بعض التجار عن المستورد؟ وكيف يستورد البعض الآخر فى ظل قرار منع الاستيراد؟ وما هو الفانوس الأشهر هذا العام؟
مصر استوردت فوانيس بمليون دولار هذا العام
"وحوى يا وحوى.. يا رمضان"، وهذا الصوت الشجى من الفانوس وانطلاقة الأطفال فى الشوارع فرحين بحلول الشهر المبارك أحد أبرز الطقوس الرمضانية، هذا العام الأمر قد يختلف كثيرا بعد ارتفاع سعر الفانوس لدرجة وصلت مقارنة بعام 2016 إلى 5 أضعاف، حسب ما أكده أعضاء شعبة المستوردين التابعة للاتحاد العام للغرف التجارية.
أسامة جعفر، عضو شعبة المستوردين وعضو مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية، قال إن حجم استيراد فوانيس رمضان قل بشكل ملحوظ مقارنة بالأعوام السابقة، فقبل عام 2016 كان يتم الاستيراد بنحو 25 مليون دولار، وبعد الإجراءات الاقتصادية التى تمت عام 2016 بالقرارين رقمى 34 و92 التى منعت استيراد ألعاب الأطفال إلا من المصانع الأجنبية المسجلة بمصر، وصل حجم الاستيراد إلى 2 مليون دولار، وفى عام 2017 وصل بانخفاضه إلى نصف مليون دولار، وأخيرا عام 2018 سجل الاستيراد من الخارج نحو مليون دولار.
وأضاف جعفر فى تصريحات خاصة ل"التحرير" أن هناك عددا من المصانع الصينية تم تسجيلها بمصر هذا العام، الأمر الذى رفع حجم الاستيراد إلى مليون دولار، أى ضعف العام الماضى، أما عن ارتفاع الأسعار هذا العام فقد أكد جعفر أن حجم الارتفاع مقارنة بما قبل عام 2016 وصل إلى 5 أضعاف، فالفانوس الذى كان يتراوح سعره بين 5 و70 جنيها وصل الآن سعره إلى 220 جنيها، وأغلب أنواع الفوانيس وصلت إلى هذا السعر، الأمر الذى جعل هناك صعوبة على المواطنين لشرائه، أما عن أسعار العام الحالى فقد أكد أن الفانوس تراوح سعره بين 100 و250 جنيها، والعروسة تراوح سعرها بين 220 و250 جنيها، وعن أسباب الارتفاع أكد أن الأمر يعود إلى الدولار الجمركى الذى يسجل 16 جنيها، وكذلك اللجنة الجمركية المشكلة التى تهدر الفواتير القادمة من الصين، وتضع أضعاف القيمة، الأمر الذى يعود على الأسعار بالارتفاع فضلا عن ارتفاع سعر الدولار.
وعن الصناعة المحلية لفانوس رمضان فقد أكد أسامة جعفر عضو شعبة المستوردين أن هناك عددا من المصانع المصرية بدأت تدخل فى الصناعة، وهى ستصنع الإطار الخارجى للفانوس، ولكنها ستعتمد على البطاريات والنغمة واللمبات الصينية كبداية هذا العام، متوقعا أن نصل بالصناعة الكاملة فى مصر بعد عامين على الأكثر، لافتا إلى أن التوجه إلى المنتج المحلى سيهدئ الأسعار ولكن هذا لن يحدث العام الجارى.
أحمد شيحة، عضو شعبة المستوردين وعضو مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية، قال إن أسعار فانوس رمضان بالفعل مرتفعة هذا العام، وذلك نتيجة ارتفاع سعر الدولار، فضلا عن الجمارك وتأثيرها على الحاويات التى تدخل مصر والنسب المرتفعة التى تفرض على المستورد، مؤكدا أنه موسم سنوى، ومن المتوقع أن يرتفع السعر وذلك بسبب الإجراءات والقرارات الاقتصادية المتعلقة بالاستيراد.
وأضاف شيحة فى تصريحات خاصة ل"التحرير" أن المصانع المصرية لن تؤثر على الأسعار، وذلك لأنها فقط تقوم بالتجميع، أما جميع الخامات فهى مستوردة وليست محلية الصنع وتتأثر بنفس المؤثرات التى رفعت أسعار المنتج النهائى، وذلك لأنها تستورد أيضا بالدولار.
جدير بالذكر أن مصر استوردت العام الجارى وفقا لشعبة المستوردين فوانيس بنحو مليون دولار مقابل نصف مليون دولار العام الماضى.
فوانيس الخيمية والمعدن والشمع تعود بعد ارتفاع أسعار الصينى
فى مشهد لم تعهده أسواق الفوانيس فى مصر منذ أن غزت بضائع الصين الأسواق، ظهرت الفوانيس المصنوعة من المعدن، وفوانيس الخيمية، والفوانيس التى تضاء من خلال الشمع، لتتصدر الأسواق من جديد، وعلى الرغم من تمكن عدد كبير من التجار من استيراد الفوانيس الصينى فإن البعض امتنع عن بيعها هذا العام إلا بنسب قليلة والتى تناسب أسعارها المواطنين.
وبسؤال سيد بدوى، أحد تجار الفوانيس، عن سبب ذلك قال ل"التحرير" إنه اعتاد كل عام أن يبيع كل أنواع الفوانيس المصرى والصينى، ولكن هذا العام مختلف، حيث ارتفعت أسعار الفوانيس المستوردة بشكل مبالغ فيه، وهو ما دفعه للاقتصار على بيع الفانوس المصرى المصنوع من الخشب أو المعدن أو الخيمية.
وأضاف بدوى أن الفوانيس عادة مصرية، وهناك أسر مجبرة لشراء الفوانيس المستوردة من أجل أطفالها، ولكن منذ أن ارتفعت الأسعار وصدر قرار بمنع الاستيراد إلى جانب قرار التعويم، أصبح هناك عدد كبير من الأسر يجعلون أطفالهم يستخدمون الفانوس مع بداية رمضان، ثم يتجهون للاحتفاظ به قبل أن يتهالك، من أجل تقديمه للطفل فى العام الذى يليه، وهذا تسبب فى أن يكون الإقبال ضعيفا على شراء الفوانيس.
وأشار بدوى إلى أنه قرر ألا يبيع الفوانيس المستوردة هذا العام، ويعتمد فقط على الفوانيس اليدوية المصنوعة فى ورش مصرية، مؤكدا أن فوانيس الخيمية والمعدن والخشب أسعارها مرتفعة أيضا، ولكنها لن تصل إلى أسعار المستورد، مشيرا إلى أن الفانوس المعدن يبدأ من 80 جنيها وحتى 1500 جنيه، فهناك أحجام كبيرة من أجل الشوارع والمنازل والمؤسسات، وهناك الفوانيس الصغيرة من أجل الأطفال، مؤكدا أن الفانوس اليدوى يعيش لفترة زمنية طويلة مع الطفل عكس الفوانيس المستوردة التى تتهالك بشكل سريع وتتعرض لأعطال الصوت والإضاءة، مطالبا بضرورة إنشاء مصانع مصرية لصناعة فوانيس رمضان بكل أشكالها حتى لا يلجأ التجار للاستيراد ورفع الأسعار بهذا الشكل.
محمد خليفة، أحد الزبائن، قال ل"التحرير" إنه بدأ فى البحث عن أسعار الفوانيس منذ أسبوع من أجل أحفاده، وحتى الآن لم يجد السعر المناسب لشراء 7 فوانيس، لافتا إلى أن الأسعار زادت الضعف، مشيرا إلى أن الدولة لا بد أن تتدخل للسيطرة على أسعار الفوانيس المستوردة، أو تتجه لصناعتها، لأنها عادة لا يمكن الاستغناء عنها خلال شهر رمضان من كل عام.
فانوس محمد صلاح يصل إلى 500 جنيه.. والتجار: «مو صلاح» الأكثر مبيعًا
وكعادة المصريين قبل حلول شهر رمضان يتجهون لشراء الفوانيس التى تحمل صورا للشخصيات الأكثر شهرة والقريبة لقلوب أبنائهم كنوع من إدخال السرور عليهم، فقد يتجه البعض لشراء فانوس يحمل صورة بوجى وطمطم، وقد يتجه البعض الآخر لشراء فوانيس تحمل صورة أبلة فاهيتا أو المفتش كرومبو، ولكن كل هذه الشخصيات تراجعت هذا العام فى فوانيس رمضان، ليتصدر المشهد لاعب الكرة الشهير محمد صلاح نجم المنتخب الوطنى ونادى ليفربول الإنجليزى.
يوسف مسعود، أحد تجار الفوانيس، قال ل"التحرير" إن فانوس محمد صلاح المصنوع من الخشب يبدأ من 110 وحتى 200 جنيه، أما الفانوس المصنوع على شكل لعبة يقف أعلاها صلاح يبدأ من 250 ويصل إلى 500 جنيه، حسب شكل ونوع الفانوس، موضحا أن فانوس صلاح هو الأكثر مبيعا على الرغم من غلاء أسعار الفوانيس بشكل عام، لافتا إلى أنه بمجرد أن يشاهده الأطفال وكذلك بعض الآباء يتجهون فورا لشرائه.
وأضاف مسعود أن هناك فوانيس تحمل أيضا عددا من مشاهير كرة القدم، مثل حارس المرمى عصام الحضرى، وكذلك اللاعب رمضان صبحى، واللاعب محمد الننى، مشيرا إلى أن الغالبية من الشباب والأطفال والآباء يتجهون لشراء الفانوس الذى يحمل صورة محمد صلاح، مؤكدا أن الأكثر مبيعا هو الفانوس الذى يصل سعره إلى 110، لأنه أقل فوانيس محمد صلاح فى السعر، قائلا: "مو صلاح الأكثر مبيعا.. مكسبنا بره مصر وجوه مصر".
ومن جانبها قالت نفيسة السيد، إحدى الزبائن، إنها أقدمت على شراء فانوس يحمل صورة صلاح بناء على طلب أحفادها الذين على الرغم من صغر سنهم فإنهم يتابعون مباريات محمد صلاح، ولا يكفون عن الحديث عنه على صفحات السوشيال ميديا، مؤكدة أن أسعار الفوانيس تخطت كل التوقعات سواء المصنوعة فى مصر أو المستوردة، ولكن هذه عادة لدى المصريين، لذا هناك أسر مجبرة على شراء الفوانيس بأسعار مرتفعة لإرضاء أطفالهم.