رغم أن فكرة تقسيم سوريا ألغيت من القاموس السياسي منذ الاستقلال عن فرنسا، وبدأت الأرض العربية بمواجهة المشكلات، فإن الحديث عن فكرة التقسيم عادت مجددًا إلى المشهد، وذلك من خلال تصريحات الخارجية الروسية. سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية، أكد أن موسكو لا تعلم كيف سيتطور الوضع في سوريا فيما يتعلق بالحفاظ على وحدة أراضيها، ولا تعرف كيف سيتطور الوضع فيما يتعلق بمسألة إن كان من الممكن أن تبقى سوريا دولة واحدة، بحسب "تاس". تصريحات ريابكوف، أعادت إلى الأذهان مخطط تقسيم سوريا إلى دويلات تحكمها دول الغرب من ناحية، والأكراد والفصائل المسلحة من جانب آخر. اقرأ أيضًا: العدوان الثلاثي على سوريا يحرج «الجيش الفرنسي» ويبدو أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، على علم بوجود محاولات حثيثة لتقسيم البلد العربي وتدميره، لكن هل تتخلى موسكو عن حليفها السوري بشار الأسد؟ لافروف، أوضح أن روسيا لا تقبل الحديث عن تنازلات من جانبها، فيما يخص الملف السوري، إضافة إلى أنها لن تقبل أي وساطة غربية بشأن تهدئة الأوضاع في البلد الممزق من أتون الحرب، رغم اتهامات بعض الدول للأسد بقتل شعبه، بحسب "سبوتنيك". الاتهامات التي طالت الأسد، لم تكن كافية لدى الجانب الروسي، خاصة أنه لا توجد شواهد على أن جيش النظام السوري يقتل الشعب، بحسب نائب وزير الخارجية الروسي، موضحا أن بشار الأسد رئيس شرعي وبإرادة شعبية. لم يكتف "ريابكوف" بالدفاع عن النظام السوري، بل سارع للتأكيد على أن تاريخ حرب الأسد وقواته مع الإرهاب، مأساوي، موضحًا أنه لا يعرف كيف سيتطور الوضع فيما يتعلق ببقاء سوريا دولة واحدة؟ اقرأ أيضًا: تحركات أمريكية لإنشاء «حكم ذاتي» في جنوبسوريا مصادر دبلوماسية، نوهت إلى بأن بوادر تسوية بخروج مسلحي داعش والنصرة من عدة مناطق من بينها مخيم اليرموك في ريف دمشق أصبحت تلوح في الأفق، وهو ما قد يمهد لتسوية سياسية، بحسب وكالة "رم". في هذا السياق، توصل الجيش السوري والجماعات الإرهابية بالغوطة الغربيةبدمشق إلى اتفاق سياسي، يقضي باستسلام مجموعات في منطقة الحجر الأسود بريف دمشق. وينص الاتفاق أيضًا، على وقف إطلاق النار بالغوطة الغربية، على أن تغادر معظم الفصائل المسلحة والبقية ستتم تسوية أوضاعهم، على أن تبقى العملية العسكرية مستمرة لحين استكمال كل بنود الاتفاق. اقرأ أيضًا: هل تستبدل واشنطن قواتها في سوريا بأخرى عربية؟ اللواء عبد المنعم كاطو الخبير الاستراتيجي ومستشار الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، أكد وجود مخطط لتقسيم سوريا برعاية القوى الدولية الكبرى. وأوضح الخبير الاستراتيجي ل"التحرير"، أن هناك اتفاقًا بين روسيا وتركيا وإيران وأمريكا، على تنفيذ مخطط التقسيم، وأن احتمالية نشوب صراع بين الجيش السوري وبعض القوى المترابطة على الأرض ليس جديدًا. فتحركات القوى الدولية على أرض سوريا، بداية من عفرين، ما هى إلى خطوة نحو تنفيذ الاتفاق الرباعي لتقسيم سوريا، بحسب الخبير. الواقع يشير إلى صراعات لتقسيم مناطق النفوذ في سوريا، فالأطراف المتناحرة كثيرة، وكل طرف له من القوى الخارجية من يدعمه، حتى تحولت الأراضى السورية لساحة للصراعات الإقليمية والحروب بالوكالة لا تعرف عواقبها.