حذرت روسيا من أن مستقبل وحدة الأراضى السورية بات على المحك فى ظل التطورات الراهنة، حيث نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن سيرجى ريابكوف نائب وزير الخارجية قوله إن موسكو لا تعلم كيف سيتطور الوضع فى سوريا فيما يتعلق بالحفاظ على وحدة أراضيها. ونسبت الوكالة إلى ريابكوف قوله لتلفزيون دويتشه فيله: «لا نعرف كيف سيتطور الوضع فيما يتعلق بمسألة إن كان من الممكن أن تبقى سوريا دولة واحدة». وعلى الصعيد الميدانى، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والفصائل المسلحة فى غوطة دمشقالغربية. وأشارت الوكالة إلى استسلام الجماعات المسلحة المسيطرة على منطقة الحجر الأسود جنوب العاصمة. وذكرت الوكالة أن الاتفاق يقضى بخروج بعض المسلحين من المنطقة باتجاه البادية الشرقية، بينما سوف ينسحب آخرون إلى محافظة إدلب، فى حين ستتم تسوية أوضاع المسلحين الباقين. وأشارت الوكالة إلى أن مسلحى جماعات مسلحة أخرى تم تخييرهم بين الخروج النهائى أو البقاء فى بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوبى العاصمة وتسوية أوضاعهم. وأكدت وسائل إعلام رسمية أن مقاتلين فى آخر منطقة خارج سيطرة الحكومة السورية قرب دمشق وافقوا على الاستسلام بعد قصف متقطع فى الليل وخلال الصباح. وذكر مصدر قريب من المفاوضات بين جماعات المعارضة المسلحة والحكومة لرويترز أن بعض المقاتلين من الجيب المحيط بمخيم اليرموك للاجئين سيرحلون إلى شرق سوريا حيث يهيمن تنظيم داعش على بعض الأراضى بينما سيتوجه آخرون لمناطق تحت سيطرة المعارضة فى الشمال الغربى. وتأتى الخطوة بعد ما سرع الرئيس السورى بشار الأسد جهوده لاستعادة ما تبقى من جيوب فى يد المعارضة وتعزيز موقفه حول العاصمة فى أعقاب هزيمة مقاتلى مسلحى المعارضة فى الغوطة الشرقية هذا الشهر. وفى وقت سابق عرض التلفزيون الرسمى لقطات أظهرت سحبا كثيفة من الدخان حول سلسلة من المبانى فيما سقطت قذيفة مدفعية مما أدى إلى انهيار أحد المبانى وسط زخات الأسلحة الآلية وأصوات انفجارات بعيدة. وفى حماية الأمن الروسى، دخلت مركبة تتبع الأممالمتحدة ترافقها الشرطة العسكرية الروسية قرب موقع الهجوم الكيماوى المزعوم فى سوريا، فى الوقت الذى قالت فيه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الحكومة السورية لا تزال تملك القدرة على شن هجمات كيماوية محدودة فى المستقبل رغم عدم وجود مؤشرات على أنها تستعد لشن مثل هذه الهجمات. وعلى صعيد مقابل، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرجى لافروف قوله إن الضربات الجوية الأمريكية فى سوريا هذا الأسبوع أزالت أى التزام أخلاقى يمنع روسيا من تسليم أنظمة إس-300 الصاروخية المضادة للطائرات لحليفها الرئيس السورى بشار الأسد. ونسب إلى لافروف قوله أيضا إنه قبل الضربات الأمريكية على أهداف سورية أبلغت موسكو مسؤولين أمريكيين بالمناطق السورية التى تمثل “خطوطا حمراء” بالنسبة لها وأضاف أن الجيش الأمريكى لم يتجاوز هذه الخطوط. وأضاف أنه مقتنع بأن الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكى دونالد ترامب لن يسمحا بمواجهة مسلحة بين البلدين. وفى السياق ذاته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إن الجيش الإسرائيلى مستعد لأى تهديد من قبل إيران، متعهدا بمحاربة كل من يحاول إلحاق الأذى بإسرائيل. وكانت إيران قد هددت إسرائيل بالرد على قصفها مطار التيفور العسكرى السورى فى وقت سابق من الشهر الجارى، الذى تسبب فى مقتل 7 إيرانيين.