شاءت الأقدار أن يسقط القاتل بعد دقائق من فصله رأس ابن عمه عن جسده، لسرقة توك توك قيادته بقرية الشوبك بالجيزة، حيث استوقفه فلاح استيقظ مبكرا للذهاب إلى حقله، ليكون كلمة السر التي حلت لغز الجريمة، ليعترف الجاني بذبحه لابن عمه، بسبب مروره بضائقة مالية. خطط "محمد.خ"، 18 سنة، للتخلص من ابن عمه "إسلام" الذي أكمل عامه ال12 منذ أيام، لسرقة التوك توك قيادته، لمروره بأزمة مالية، فتوجه إلى موقف الشوبك الشرقي، وطلب من المجني عليه إيصاله إلى قرية مجاورة. انتظر "محمد" حتى ابتعد عن العمران، وفور اقترابه من قطعة أرض زراعية، ودون أن يهتز له جفن، باغت الطفل "إسلام" خلال انشغاله بالقيادة، بعدة طعنات ثم فصل رأسه عن جسده ليتأكد من موته، ثم استولى على هاتفه وبدأ في قيادة التوك توك عائدا من حيث أتى، وبداخله إحساس بأنه قد نال غايته. لم تمر دقائق، كان خلالها المتهم قد ابتعد قليلا عن موقع الجريمة، ليتغير حظ المتهم، حيث توقف التوك توك عن السير بعد إصابته بعطل، ليتصادف مرور أحد الفلاحين متوجها إلى حقله، الذي وبحسن نية عرض على القاتل المساعدة في إصلاح التوك توك، ليدق جرس هاتف الطفل المجني عليه بحوزة القاتل، وإذ بكلمة "بابا" تظهر على الشاشة، تجاهل المتهم الهاتف أكثر من مرة، وفي المرة الأخيرة سأله الفلاح عن سبب عدم رده على الهاتف فأخبره أنه والده، فأصر الفلاح على أن يقوم قائد التوك توك بالرد. بصوت مرتعش رد "محمد" على الهاتف "أيوا يا بابا" وبعد لحظات أغلق الهاتف، لكن الأب عاود الاتصال ثانية فتظاهر الأول بانشغاله في إصلاح التوك توك، فأمسك الفلاح بالهاتف ورد، وأيقن الأب وقتها أن ابنه في خطر فطلب من الفلاح أن يمسك بالشخص الذي رد عليه في المرة الأولى. وصل الأب إلى المكان الذي أخبره إياه الفلاح، وفوجئ بعدم وجود ابنه بينما هاتفه بحوزة ابن عمله، فسأله "ابني فين؟"، ونتيجة إصرار المتهم على الإنكار، تم إبلاغ النجدة، حيث انتقل المقدم مروان الحسيني، رئيس مباحث الصف، إلى مكان الواقعة بقرية الشوبك الشرقي، لتنكشف الجريمة. "التليفون ده بتاع مين؟".. هكذا بدأ رئيس المباحث رحلته مع المتهم، الذي اعترف مباشرة بأنه استدرج ابن عمه الطفل "إسلام"، إلى قطعة أرض مجاورة لمكان ضبطه بدافع السرقة، وأنه باغته بطعنات أثناء سيرهما ثم ذبحه، وتخلص من الرأس والسلاح في مكان قريب. وأرجع المتهم سبب ارتكابه للجريمة إلى مروره بأزمة مالية، وأرشد عن مكان الجثة والرأس وسلاح الجريمة، حرر محضر بالواقعة، أحاله اللواء إبراهيم الديب، مدير مباحث الجيزة، إلى النيابة العامة التي قررت حبس المتهم على ذمة التحقيقات.