قال اللواء أركان حرب بحري أحمد خالد قائد القوات البحرية، إن القوات شهدت فى الأونة الأخيرة عملية إحلال وتحديث للأسطول البحرى فى إطار الخطة الإستراتيجية الشاملة للقوات المسلحة والتى تولى اهتمامًا كبيرًا بتحديث وتطوير كافة أسلحة ومعدات القوات المسلحة لمواكبة التطور العلمى والتقدم التكنولوجى فى جميع المجالات. وأضاف -خلال مراسم استقبال الغواصة (209/1400) بقيادة القوات البحرية-، أن الصفقات التى تم تسليح القوات البحرية بها على مدار العامين الماضيين ساهمت بشكل مباشر فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية والقدرة على العمل فى المياه العميقة والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عاليه فى أقل وقت مما يساهم فى دعم الأمن القومى المصرى فى ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حاليًا. وأوضح أن امتلاك قوات بحرية قوية وحديثة يتطلب تكلفة تشغيلية عالية ولكن بالنظر إلى المهام التي تقوم بها، فإن القوات البحرية تعتبر تلك التكلفة صغيرة، لأنها تقوم بتأمين مصادر الثروات القومية بأعالى البحار مثل حقول الغاز والبترول، بالإضافة إلى أن القاطرة الاقتصادية وعجلة تنمية الدولة التي تسير بخطى ثابتة لابد لها من قوة عسكرية قوية تحميها. وأضاف، أن مصر من أوائل الدول في الشرق الأوسط التي تمتلك هذا الطراز من الغواصات، والتى تساهم في رفع تصنيف الجيش المصري والقوات البحرية بقدراتها القتالية العالية، مشيرًا إلى أن طول مدة بقائها بالبحر والقدرة على تحمل البحر مع تنوع الأسلحة بها تمكنها من إدارة الأعمال القتالية منفردة أو بالتعاون مع الوحدات والتشكيلات البحرية، وكونها سلاح إستراتيجى قادر على تنفيذ المهام فى سرية تامة ولمسافات بعيدة جدًا عن حدود الدولة المصرية. وأوضح، أن القوات البحرية تستخدم الغواصات من منتصف القرن الماضى وهذا ليس تحولا جديدا على القوات البحرية المصرية وإنما هو رفع للقدرات القتالية للقوات البحرية ليتناسب مع المتغيرات الإقليمية المحيطة بنا، مضيفا: "الغواصات الألمانية المنضمة حديثًا بإمكانياتها تمثل إضافة قوية للقوات البحرية بصفة خاصة وللقوات المسلحة بصفة عامة". وأشار قائد القوات البحرية إلي أنه تم الاتفاق على عقود الصيانة والتأمين الفنى من خلال عقود متكاملة بين الجهات المختصة بالقوات البحرية والشركة المصنعة للغواصة تلتزم الشركة المصنعة بالإمداد و التأمين الفنى لتلك الوحدات وتأتى أهمية ذلك لضمان جاهزية الغواصة للقيام بكافة المهام المطلوبة فى التوقيت المناسب. وتابع بأنه إعداد وتأهيل الأطقم التخصصية والفنية العاملة على الغواصة الجديدة فى وقت قياسى ، ووفقاً لبرنامج متزامن بكل من مصر وألمانيا للإلمام بأحدث ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا الغواصات ، بذل خلالها رجال القوات البحرية الجهد والعرق فى التدريب ليكونوا جديرين للثقة التى اولاها الشعب المصرى لهم وتنفيذ كافة المهام التى تسندها القيادة العامة للقوات المسلحة لهم بكل كفاءة وإقتدار ، وقد تم إعداد أطقم الغواصات الألمانية على مرحلتين: الأولي مرحلة الإعداد والتجهيز بالقوات البحرية من حيث الإعداد "اللغوى / البدنى / التأهيل الذهنى لإستيعاب التكنولوجيا الحديثة / النواحى الأمنية". والثانية تتضمن مرحلة الإعداد والتجهيز بدولة ألمانيا بواسطة الخبراء المختصين بالتدريب ونقل الخبرة إلى الطاقم المصرى من خلال دورات تدريبية "نظرية / عملية" والتدريب أثناء رباط الغواصة على الرصيف وبالبحر ولفترات طويلة لإتقان السيطرة على الغواصة فوق وتحت السطح. وأشار اللواء خالد الى الطاقم المصرى أبحر بالغواصة من دولة ألمانيا إلى جمهورية مصر العربية بمفردهم بعد إتقان التدريب بأنواعه المختلفة على الغواصة الألمانية طراز(209/1400) بمسافة إبحار أكثر من 3600 ميل فى ظروف جومائية صعبة . وقال قائد القوات البحرية انه بالرغم من الفترة العصيبة التى مرت بها جمهورية مصر العربية أثناء ثورة 25 يناير 2011م حتى 30 يونيو 2013م إلا أن العلاقات التاريخية الوطيدة بين جمهورية مصر العربية ودولة ألمانيا أسهمت على إنهاء التعاقد على صفقة الغواصات عام 2011م وإتمام إستلام الغواصة الأولى وجارى تجهيز الغواصة الثانية للإستلام و الإبحار للعودة إلى أرض الوطن فى الربع الأخير من العام الجارى. واستطرد: "القوات البحرية تقوم بتأمين مصادر الثروات القومية بأعالى البحار مثل حقول الغاز والبترول ، بالإضافة إلى قيام القوات البحرية بتأمين الاتجاهات الإستراتيجية المختلفة بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والتشكيلات التعبوية إلى جانب إكتشاف حقل الغاز (شروق) فى البحر المتوسط والذى يمثل مستقبل مصر فى التنمية الإقتصادية مما يتطلب وجود قوة عسكرية قوية تحميه، وبإمتلاك القوات البحرية وحدات حديثة مثل (الغواصات 209/1400) لها القدرة العالية للبقاء بالبحر لفترات طويلة وتمتاز بالإتزان القتالى العالى وسرية عملها حيث يمكنها تنفيذ مهامها منفردة أو بالتعاون مع تشكيلات البحرية وبذلك أصبحت القوات البحرية قادرة على حماية الاستكشافات الجديدة وتأمين مصادر الطاقة من الغاز الطبيعى والبترول فى كل من البحر الأحمر والبحر المتوسط".