محمد السيد: بدوى انتقده لأنه لم يكن عالمًا.. ولبيب: طه حسين بايعه أميرًا للشعر العربى بعد وفاة شوقى احتفالًا بمرور 50 عامًا على رحيل المفكر عباس محمود العقاد، عقدت لجنة الفلسفة بالمجلس الأعلى للثقافة، مؤخرًا، ندوة بعنوان «أضواء على فكر العقاد» شارك فيها عبد الحميد مدكور والدكتور محمد السيد عميد كلية الآداب بجامعة المنيا، وأدارها الدكتور مصطفى لبيب، بحضور الدكتور عبد الله الأشعل وعدد من المثقفين. الدكتور مصطفى لبيب قال إن طه حسين بايع العقاد ليكون-بعد وفاة شوقى وحافظ إبراهيم- أمير الشعر العربى، وأضاف أن العقاد كان لا يهاب الدخول فى أى موضوع صعب وشائك، وكل كتبه جديرة بالنظر وإن كانت فكرًا دينيا أو أدبًا أو فلسفة، إضافة إلى مواقفه السياسية بحكم معايشته للثورة العرابية وثورة 1952 وكان له دور بارز فى التعريف بالآداب الأجنبية. من جانبه قال الدكتور عبد الحميد مدكور إن للعقاد آلاف المقالات التى بدأ فى كتابتها منذ سن مبكرة، وأضاف أن الفكر الدينى لديه احتل مكانة كبيرة، وأوضح أنه بعد أن فحص سيرته اكتشف نشأته فى أسرة اهتمت بالسلوك والثقافة الدينية، وكان يرى أباه وأمه يصليان الفجر وينشآن فى منزلهما مكتبة احتوت سِير الأنبياء، وكتبًا فى التصوف والزهادة والنسك، وذكر أن العقاد وهو فى أسوان كان يلتقى عددًا من السائحين المسلمين، وكان يتفاهم معهم، وبعضهم أمده بكتب عن الإسلام وكتب عن ترجمة القرآن الكريم، وقال إنه قرأ فى جميع مجالات الفكر الإنسانى والعلمى. وكَتَبَ عن الفلسفة والثقافة العلمية، وكان للشيخ محمد عبده دور بارز فى توجهه نحو الفكر الدينى فى زمن وجهت فيه الاتهامات والشكوك نحو الإسلام على أيدى المستشرقين، مما دفع عددًا كبيرًا من المفكرين نحو الكتابة الدينية. وأشار مدكور إلى أن العقاد قبل انشغاله بالمسائل الدينية، كان منشغلا بجوانب الفكر العام وقرأ فى الفكر والفن والسياسة والاقتصاد والإعلام، ثم إنه تحدث عن دخوله فى حالة من الشك، وقال إنه كان يشك فى البراهين التى تثبت عقيدة الألوهية، ثم بدأ فى كتاباته الدينية وكتب 40 كتابًا ومئات المقالات لنصرة العقيدة، انتصر فيها للإسلام والفلاسفة المسلمين الذين ترجموا الفلسفات القديمة، كما كشف الطابع العقلى للإسلام، وكان متفائلا بموقع المسلمين فى العالم، وأعانه على كتاباته أنه من أوسع الناس قراءة ومعرفة باللغة الإنجليزية، وكان يقرأ مئة صفحة ليكتب صفحة واحدة، وأكد مدكور أن العقاد ليس صدى لغيره وليس متأثرًا بالآخرين، بل هو أصيل، وكان يعتمد على الدليل العقلى فى مناقشاته ورفض بقوة الدعوة لتفسير القرآن الكريم فى ضوء النظريات العلمية. الدكتور محمد السيد تحدث عن الجانب العلمى فى فكر العقاد، وقال: «أتفق مع العلماء فى أنه لا يمكن الاستشهاد فى مجال الفلسفة بفكر العقاد، ومن الصعب أن نقول عنه إنه فيلسوف»، وأشار إلى أن عبد الرحمن بدوى انتقد العقاد فى إحدى كتاباته لأنه لم يكن عالمًا واتسم بضعف التكوين والقصور العلمى، ومع ذلك لا يمكن إنكار إسهامات العقاد الأدبية والثقافية والدينية ودوره الوطنى والثورى، حينما قال «نحن على استعداد لسحق أكبر رأس فى البلد يخون الأمة، ويعتدى على الدستور» وبسبب قوله هذا تم سجنه لمدة تسعة أشهر فى عهد الملك فؤاد الأول.