كل المقدمات كانت تبشر بصباح هاديء وممتع في كمبوند سييتي فيو بأكتوبر منتجع الأثرياء حيث راحة الحياة ومتعتها، لكن صوت أبواق سيارات الشرطة التي انقضت على المكان أشارت إلى أن أمرا غير مألوف قد حدث عكر صفو المكان الراقي، وعلى وقع الارتباك واحتلال رجال المباحث نواصي فيلا. فيلا فارهة ذات طراز حديث، محاطة بحديقة متوسطة الحجم، تقع بمدخل الكمبوند الواقع على مقربة من معسكر قوات الأمن، كانت تقطن بها الرئيس التنفيذي لبنك أبو ظبي الإسلامي، نيفين لطفي، دون مرافقة أحد سوى خادمتها الإندونيسية، فيما يحضر سائق سيارتها الفارهة ماركة مرسيدس كما اعتاد صبيحة كل يوم، لكنه لاحظ تأخرها عن موعدها المحدد، ليخبر رجال الشرطة الذين قطعوا تساؤلات الأهالي وأفراد الأمن الإداري هناك جريمة قتل. خلال دقائق معدودة، تحولت الفيلا إلى معسكرا للشرطة ما بين رجال المباحث وخبراء المعمل الجنائية وممثلي النيابة عقب العثور عليها جثة هامدة مرتدية كامل ملابسها وبها آثار 3 طعنات بالرقبة والصدر، بينما يتوافد قيادات مديرية أمن الجيزة بقيادة اللواء هشام العراقي، الذي أمر بمنع دخول الصحفيين والمصورين، لعدم إحداث أي خلل بالعمل البحثي أو العبث بمسرح الجريمة رغم المحاولات المستميتة من قبل البعض للدخول. جثمان الضحية في طريقه للمشرحة أمام مدخل الكمبوند الذي يقطن بداخله الفنان أحمد السقا، اصطف ممثلو الصحف والمواقع الإخبارية، يتبادلون أطراف الحديث مع بعضهم البعض تارة، وأفراد الأمن الإداري أخرى الذين تمسكوا بجواب واحد لا يتغير "مفيش حد هيدخل، ومعندناش حاجة نقولها"، ليقطع هذا الحوار صوت سرينة سيارة الإسعاف التي حضرت لنقل الجثة إلى المشرحة، تنفيذا لأمر النيابة، ينصرف بعدها رجال المعمل الجنائي بعد معاينة مسرح الجريمة ومن قبلهم قيادات المديرية الذين رفضوا الإدلاء بأية تصريحات صحفية "لما نتوصل للجناة هنعلن ده". حركة دخول وخروج قاطني الكمبوند لم تتأثر ، سيارات ملاكي لكبرى المركات تشق طريقها إلى الداخل وغيرها مهدئة من سرعتها نحو ميدان الرماية، لكن الجميع بسؤاله في ثوان كالبرق عبر نافذة باب السيارة كان الرد "منعرفش حاجة". صاحبة ال64 عاما حاصلة على بكالوريوس العلوم الاقتصادية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبدأت عملها في القطاع المصرفي كمحللة مالية بسيتي بنك في شهر مارس 1976، كما انها تتمتع بخبرة لأكثر من ثلاثين عاما في العمل المصرفي وخبرات متنوعة بفضل عملها في قطاعات الشركات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والتجزئة المصرفية. بدوره أوضح مصدر أمني رفيع المستوى، أن فريق بحث يقوده اللواء خالد شلبي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، والعميد عبد الوهاب شعراوي، رئيس مباحث قطاع أكتوبر، والعقيد محمد حامد، مفتش مباحث أكتوبر، استمع إلى أقوال الجيران وأفراد الأمن، مشيرًا إلى أنه تم التحفظ على كاميرات المراقبة المحيطة بمكان الفيلا موقع الجريمة. جثمان الضحية في طريقه للمشرحة